قال المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في البقاع الأستاذ علي أبو ياسين، في حديث لإذاعة الفجر، إن «إقرار سلسلة الرتب والرواتب حق طال انتظاره منذ أكثر من عشرين عاماً لكثير من الشرائح الوظيفية بعد غلاء الأسعار وثبات الأجور، لكن المشكلة هي موضوع تمويل السلسلة ومصادر هذا التمويل من الضرائب التي ستفرض على الفقراء وأصحاب الدخل المحدود، ولاسيّما ضريبة الواحد بالمئة على القيمة المضافة TVA، ورسوم السير والضرائب على المحروقات التي تطال كل المستهلكين، ولا سيّما الشرائح الفقيرة».
وأوضح أبو ياسين أن «هذا الإصلاح يحتاج إلى قرار سياسي من مستوى رفيع، لكن الدولة ما زالت عاجزة عن اتخاذ هذا القرار لأن الدولة في لبنان مركّبة على مقاسات بعض الأشخاص. والواقع السياسي المعاش في لبنان يثبت هذا الأمر، من قانون الانتخاب مروراً بملف النفايات وصولاً إلى الكثير من الملفات التي يغلب عليها الفساد».
وطالب أبو ياسين «مجلس النواب بالعودة عن قرار تمديد دوام الموظفين أيام الجمعة، لأن صلاة الجمعة فرض عين على كل مسلم، وبالتالي يجب أن تكون أيام العطلة الأسبوعية هي الجمعة والأحد وليس السبت والأحد، وذلك حفاظاً على العيش المشترك في لبنان، واحتراماً للشعائر الإسلامية».
وحول ملف جرود عرسال، قال أبو ياسين إن «ملف عرسال هو من الملفات الشائكة، لأن جرود عرسال منطقة شاسعة ووعرة يستحيل الوصول إليها إلا بصعوبات بالغة، ما يجعل الإسناد اللوجستي والعسكري للجيش اللبناني هناك صعباً، ويعزز التخوّف من محاولة زج الجيش اللبناني في هذه العملية، إضافة إلى أن منطقة جرود عرسال تتعرض لقصف قوات النظام السوري منذ أيام، علماً أن هذه المنطقة لبنانية، ما يجعل هذا القصف يشكل اعتداءً صارخاً على الحدود اللبنانية وانتهاكاً للسيادة اللبنانية، لا يجوز للدولة السكوت عليه. هذا، من دون غض النظر عن وجود مسلحين في تلك المنطقة، الأمر الذي قد يجعل الدولة عاجزة عن إنجاز الملف الذي يعتبر دولياً بامتياز، لأن هناك عدة دول لها يد فيه عبر دعم هؤلاء المسلحين وتسليحهم، وبالتالي لن يكون الحل عسكرياً».
وأكد أبو ياسين أنه «إذا كان الهدف من زج الجيش اللبناني في معارك عرسال هو إيجاد ذرائع لتنسيق بين الجيش اللبناني وقوات النظام السوري، أو بين الحكومة اللبنانية والنظام السوري، أو التنسيق بين الجيش اللبناني وحزب الله، فهي أمور مرفوضة». وحذر «من المساس بالآمنين من أهالي بلدة عرسال جراء هذه العملية، حيث هناك تخوف من امتداد هذه العملية من الجرود الى البلدة، ما يؤدي الى تشريدهم، كما حصل في بلدة طفيل اللبنانية».}