العدد 1395 / 15-1-2020

حصلت قناة الجزيرة على رسالة مسربة من داخل سجن العقرب الشديد الحراسة في مصر، تكشف محاولة أحد المعتقلين -ويدعى أحمد عبد الله ضبعان- الانتحار بذبح نفسه بآلة حادة بسبب التعذيب والظروف القاسية داخل المعتقل.

وأشارت الرسالة إلى أن المعتقل نقل إلى المستشفى لتلقي العلاج ومن ثم أعيد إلى السجن مرة أخرى، رغم حالته الحرجة بسبب خوف إدارة السجن من انتشار خبر محاولة الانتحار.

كما كشفت عن احتجاج المعتقلين المضربين عن الطعام على ما تعرض له زميلهم، فهددتهم إدارة السجن باعتقال ذويهم لإجبارهم على إنهاء الاحتجاج والإضراب، موضحة أن الإدارة عزلت المضربين عن باقي السجناء بعد رفضهم الاستجابة لتهديداتها.

وتضمنت الرسالة مناشدة لوسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان للضغط على الحكومة المصرية لتوفير ظروف سجن آدمية لهم تراعي أبسط الاحتياجات الإنسانية.

يذكر أنه قبل أيام، أطلق نشطاء حملة إلكترونية تحت عنوان "#البرد قرصة عقرب" للتضامن مع معتقلي سجن "طرة-1" الشديد الحراسة المعروف باسم "العقرب"، ضد ما يواجهونه من انتهاكات فاقمها الصقيع وقسوة سلطات السجن.

وتهدف الحملة إلى تسليط الضوء على معاناة المعتقلين بين التعذيب والمرض والبرد، لا سيما أن عددًا من المعتقلين فقدوا حياتهم داخل السجن ذاته بسبب تفاقم الأمراض نتيجة البرد الشديد.

جوع وبرد وإهمال.. معتقلون يضربون عن الطعام احتجاجا على وفيات

تعرض عشرات المعتقلين في سجن العقرب بمنطقة سجون طرة جنوب العاصمة المصرية للإغماء نتيجة استمرارهم في إضراب مفتوح عن الطعام، احتجاجا على وفاة معتقلين اثنين خلال أسبوع واحد بسبب البرد الشديد.

كما يحتج المعتقلون -الذين يبلغ عددهم نحو ثلاثمئة وبدؤوا إضرابهم السبت الماضي- على ما يقولون إنه تجويع من طرف سلطات السجن، وكذلك الحرمان من الملابس والأغطية.

ويقول السجناء المضربون إن إدارة السجن سحبت وسائل التدفئة في برد الشتاء ونقصت عدد الأغطية وصادرت الملابس الشتوية وقللت كميات الطعام.

ويضيفون أن هذا يجري في زنازين إسمنتية مصممة بحيث تمنع دخول حرارة الشمس ولا تقي من البرد.

في ظل هذه الظروف توفي معتقلان سياسيان هما الصحفي محمود عبد المجيد صالح الذي توفي في سجن العقرب، وعلاء الدين سعيد الذي توفي في سجن برج العرب.

كما توفي محتجز ثالث أثناء توقيفه في مركز شرطة الأقصر في الثامن من كانون الثاني الجاري.

وبحسب مصادر حقوقية، توفي المعتقل علاء الدين سعيد داخل محبسه في سجن برج العرب شمال القاهرة، الذي كان يقضي فيه حكما بالسجن 15 عاما بتهم سياسية.

وأفادت المصادر بأن علاء الدين أصيب بـ"نزلة برد" عادية، إلا أن تجاهل إدارة السجن أدى إلى تفاقم حالته سريعا، حيث ظل يعاني من عدم توفر علاج أو وسائل تدفئة، ليصاب برعشة توفي على إثرها في زنزانته.

أما الصحفي المعتقل محمود عبد المجيد محمود صالح فقد توفي داخل محبسه بزنزانة في سجن "طرة 1" الشديد الحراسة المعروف باسم "العقرب"، وذلك جراء الإهمال الطبي المتعمد والبرد والجوع.

وفي بداية الأسبوع الماضي، أعلنت معتقلات سياسيات في مصر رفضهن تسلم الطعام حتى تحقيق أربعة مطالب احتجاجا على ما يتعرضن له من إهمال طبي داخل سجن القناطر (شمالي القاهرة)، على خلفية وفاة المعتقلة مريم سالم داخل السجن بسبب الإهمال الطبي المتعمد، بحسب وصفهن.

وكانت مؤسسات حقوقية قالت إن مريم سالم (32 عاما) من سيناء توفيت داخل محبسها بسجن القناطر في 21 كانون الأول 2019، في واقعة تعد الأولى من نوعها منذ صيف 2013.

وكان تقرير لخبراء الأمم المتحدة صدر بعد وفاة الرئيس المصري الراحل محمد مرسي قد أكد أن مرسي كان رهن الاحتجاز في ظروف يمكن وصفها بالوحشية، خاصة خلال الأعوام الخمسة التي قضاها في سجن طرة.

وأضاف الخبراء أن ما حدث للرئيس الراحل ربما يصل إلى حد اعتباره قتلا تعسفيا بإقرار من الدولة، وأضافوا أنهم حصلوا على أدلة دامغة من مصادر موثوقة تفيد بأن الآلاف من السجناء الآخرين في مصر ربما يعانون من انتهاكات جسيمة لحقوقهم الإنسانية.

وأوضحوا أن كثيرا من السجناء ربما يعانون من خطر الوفاة لأنها على ما يبدو ممارسات ممنهجة ومقصودة تتبعها حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي لإسكات المعارضين.