قال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ يوسف القرضاوي، مساء الاثنين، إن الأمة الإسلامية تحتاج إلى «إعادة تأهيل لتحرير الأوطان». وأوضح أن ما جرى في «الربيع العربي أحبطه الغرب الذي يدير المنطقة حالياً ويثير فيها القلاقل».
جاء ذلك، خلال كلمته في الجلسة الختامية لمؤتمر «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين»، الذي انطلقت فعاليته السبت الماضي بالعاصمة التركية إسطنبول، حسب مراسلة الأناضول.
وقال القرضاوي: «نريد أن نجعل الأمة الإسلامية أمة عاملة لنفسها ولمن حولها، الغرب يحكم من وراء ستار، ويحاول القضاء على الثورات العربية في سوريا واليمن، ويكيد لهم المكائد ليذهب بما تبقى منهم».
من جانبه، قال علي محيي الدين القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إن الأمة الإسلامية مرت بأزمات كبيرة، ومؤامرات كادت أن تودي بها، ومع ذلك خرجت الأمة قوية من خلال جهود العلماء، والمدارس الإسلامية التي خرّجت العلماء الذين التفوا حول القادة.
وأوضح، خلال كلمته بالمؤتمر، أن واجبنا هو «إعادة الأخوّة إلى هذه الأمة، وترتيب البيت الإسلامي». مشيراً إلى أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وضع وثيقة علمية تتضمن ثوابت الإسلام التي لا يجوز مخالفتها لأنه يُراد النيل من الإسلام».
وتابع: «سيتم تعميمها وتوزيعها (الوثيقة العلمية) لتكون من أهم الوثائق التي أصدرها الاتحاد، الوثيقة أطلقنا عليها (وثيقة العلماء في ثوابت الإسلام)، وناقشناها خلال ورش عمل مطوّلة»، دون تفاصيل إضافية حول فحواها.
بدوره، قال محمد توفيق، رئيس بلدية إسنلر (شمال شرق) بإسطنبول، إن «الحروب الباردة مستمرة حتى اليوم على الرغم من دخولنا في القرن الحادي والعشرين، والعالم يعاني من أزمات كبيرة، لم تعد هناك أي دولة إسلامية سعيدة ومستقرة». وأضاف: «هناك نقاشات عقدية بين صفوف المسلمين أنفسهم، ونأمل أن يكون لاتحاد العلماء المسلمين دور في حل هذه المسائل، ونريد أن يأخذ العلماء الأمة إلى طريق الحق وطريق العدل، فالشيوخ والعلماء دورهم تعليم المسلمين التعليم الصحيح».
من جهته قال الشيخ عكرمة صبري، المفتي السابق للقدس في كلمته: «نحن في وقت أحوج ما نكون فيه إلى أن نحسن صورة العلماء في هذه الأيام بأن يكونوا قادة فاعلين في المجتمع». وحذر من أن «الأقصى يتعرّض للخطر، والشيخ رائد صلاح (رئيس الجناح الشمالي للحركة الإسلامية في فلسطين) يتعرّض للخطر لأنه أطلق صرخة لحماية المسجد الأقصى».
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الشيخ صلاح في 15 آب الماضي من منزله في أم الفحم، واقتادته للتحقيق، ثم مددت اعتقاله مرات عدة، وقررت الإبقاء على اعتقاله داخل السجن حتى انتهاء الإجراءات ضده بعد أن قدمت نيابة الاحتلال بحقه لائحة اتهام.
وجاء في البيان الختامي للمؤتمر أن «المجلس يعبر عن ارتياحه مما تم تنفيذه من إنجازات تندرج تحت خطة الاتحاد». وتضمن البيان عدة رسائل إلى العلماء والشعوب والحكومات والنخب، «تؤكد حق الشعوب في الحرية والكرامة والمشاركة السياسية وتنمية الأوطان، وتدعو الحكومات إلى المصالحة مع شعوبهم والنأي عن سياسات الإبعاد والتهميش، وإطلاق سراح كل المظلومين».}