العدد 1371 / 24-7-2019

أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنها تستضيف وفدا إعلاميا عربيا يضم صحفيين سعوديين وإماراتيين ومصريين وعراقيين.

وأضافت أن الوفد سيلتقي نوابا في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، ومسؤولين في وزارة الخارجية، وأكاديميين إسرائيليين.

وقالت الوزارة إن برنامج الزيارة يتضمن "متحف المحرقة النازية"، والأماكن المقدسة في القدس، ومدن الناصرة وحيفا وتل أبيب، مشيرة إلى أن الهدف من زيارة الصحفيين هو التعرف عن قرب على واقع إسرائيل والحياة فيها.

وأوضحت أن استضافة الوفد الصحفي العربي جاءت بمبادرة من القسم العربي في الوزارة، بهدف إطلاع الصحفيين -القادم بعضهم من دول لا تقيم علاقات دبلوماسية مع الجانب الإسرائيلي- على موقف إسرائيل من قضايا سياسية وجيوسياسية، والتعرف على المجتمع الإسرائيلي بكافة فئاته.

وباستثناء مصر والأردن اللتين ترتبطان بمعاهدتي سلام مع إسرائيل، لا تقيم أي دولة عربية أخرى علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل.

لكن مسؤولين إسرائيليين أعلنوا غير مرة خلال الأشهر القليلة الماضية، عن تحقيق اختراقات نحو تحسين العلاقات مع دول عربية، فضلا عن مشاركة وفود إسرائيلية في فعاليات عربية متنوعة، وهو ما يواجه برفض شعبي عربي.

يأتي ذلك رغم رفض إسرائيل منذ العام 2002 مبادرة السلام العربية التي تنص على إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل، مقابل انسحابها من الأراضي العربية المحتلة عام 1967، وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين.

ويتهم الفلسطينيون دولا عربية بمساعدة الولايات المتحدة على تمرير خطة السلام الأميركية المرتقبة للشرق الأوسط، والمعروفة إعلاميا باسم "صفقة القرن".

ويتردد أن تلك الخطة تقوم على إجبار الفلسطينيين -بمساعدة دول عربية- على تقديم تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل، خاصة بشأن وضع مدينة القدس المحتلة وحق عودة اللاجئين وحدود الدولة الفلسطينية المأمولة.

إعلاميون عراقيون في إسرائيل..

حظيت مشاركة صحفيين عراقيين ضمن وفد إعلامي عربي يزور إسرائيل حاليا بدعوة من وزارة خارجيتها، بموجة من التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي في العراق، خصوصا أنها المرة الأولى الذي يشارك فيه صحفيون عراقيون في زيارة ينظمها الاحتلال الإسرائيلي.

ووصف كثير من المغردين من الوسط الإعلامي العراقي الزيارة بالتطبيع المرفوض مع إسرائيل، في حين اعتبرها آخرون أمرا مقبولا.

ويعلق الصحفي العراقي مصطفى سلمان على الزيارة بطريقة ساخرة قائلا "أعتقد أن أي شخص سيسأل عن طبيعة زيارة الوفد الصحفي العراقي إلى إسرائيل، سيُدرج اسمه تحت قائمة الرافضين للتعايش".

إعلامي عراقي آخر يدعى حسين الياسر يرى أن "التعاطي مع الصهاينة عمل حقير جداً وأنت تنظر إلى جرائم هذا الكيان في كل مكان"، ويضيف "للأسف بين هذه الوفود صحفيون عراقيون، ويستحق عقوبة الإعدام من يزور إسرائيل وفق قانون العقوبات العراقي".

سحب الجنسية

ويدعو ناشط عراقي آخر إلى سحب الجنسية من كل عراقي يزور إسرائيل.

وقد استنكرت نقابة الصحفيين العراقيين زيارة إعلاميين من العراق لإسرائيل، وتوعدت بعقوبات رادعة بحقهم، مشيرة إلى أن مثل هذه الزيارة تتعارض تماما مع توجهات النقابة التي "تستنكر كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني".

ويقول الكاتب والصحفي العراقي هلال العبيدي إن وسائل الإعلام الإسرائيلية تحاول منذ فترة ليست بالقصيرة التقرب من السياسيين ورجال الصحافة والإعلام، خصوصا في دول عرفت بعدائها لإسرائيل.

ويضيف العبيدي أنه "تجري عملية خلط للأوراق السياسية بهدف إعطاء انطباع بأن الصراع العربي الإسرائيلي في طريقه إلى التطبيع عن طريق صفقات متتابعة، آخرها المؤتمر الاقتصادي في البحرين".

ويشير إلى أن إسرائيل تسعى لتوظيف التصعيد الجاري في المنطقة ضد إيران لخلق اصطفاف وهمي مع العرب.