فنّد نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان قورتولموش، تصريحات نقلتها إحدى الصحف المحلية مؤخراً على لسانه، بشأن السياسة التركية حيال الأزمة السورية الراهنة، قائلاً إنه «تم تحريفها وتأويلها بشكل خاطئ».
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها قورتولموش لقناة روداو (كردية عراقية)، عشيّة زيارة يقوم بها رئيس الحكومة، بن علي يلدريم، إلى العراق.
وقبل يومين، نقلت صحيفة «حريّت»، تصريحاً ادعت أنه على لسان قورتولموش، قال فيه: «سياستنا منذ البداية كانت خاطئة في سوريا»، وهو ما نفاه المسؤول التركي.
وأضاف في ذات السياق: «كنت أقصد السياسة المتبعة حيال سوريا التي ينتهجها المجتمع الدولي بشكل عام، فهي سياسة خاطئة، ومع الأسف فإن الشعب السوري هو من دفع ويدفع الثمن، لكن تركيا تقف منذ البداية في المكان الصحيح حيال الأزمة». وتابع: «أردنا بناء مرحلة ديمقراطية في سوريا، لكن لم نتمكن من ضمان تطوير الوسائل السياسية لتنفيذها، فإمكاناتنا لم تكن كافية، والمجتمع الدولي لم يقدم دعماً جاداً بهذا الشأن».
وأكد قورتولموش أن «الدول المنضوية في التحالف الدولي، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، لم يكن لديها منظور مشترك، أو توجّه يتعلق بكيفية حل المشكلة في سوريا، وهذا كان مضمون تصريحاتي التي تم تحريفها».
وأشار نائب رئيس الوزراء، إلى أن «دول التحالف لم تكن تمتلك خطة أو مشروعاً لكيفية حل الأزمة السورية»، مضيفاً: «ليت دول المنطقة اجتمعت منذ البداية، وتمكنت من حلها دون حدوث أي تدخل من دول خارج المنطقة».
واستطرد في السياق ذاته: «ليت المجتمع الدولي كان قد اتخذ مبادرة لوقف وحشية نظام الأسد، على الأقل في المرحلة التي أعقبت استخدامه السلاح الكيماوي ضد شعبه، إلا أن ذلك لم يحدث».
ولفت قورتولموش إلى أن «برنامج التجهيز والتدريب» للمعارضة المعتدلة السورية فشل، ولم يتم تقديم دعم جاد لـ«الجيش السوري الحر».
ووقعت اتفاقية «تدريب وتجهيز» بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، في 19 شباط 2015؛ لتأهيل وإعداد عناصر من المعارضة السورية المعتدلة، لكن في تشرين الأول من العام ذاته، أعلنت واشنطن وقف البرنامج، وأعربت حينها عن أملها في استئنافه عندما «تسنح الظروف».
وعن تصوّر بلاده للأوضاع في سوريا، أكد نائب رئيس الوزراء التركي، قورتولموش، أن أنقرة «تسعى لوضع منظور جديد للسلام في سوريا في الوقت الراهن، واتخاذ خطوات ناجحة».
وأعرب المسؤول التركي، عن أمله في «أن يتم التوصل إلى نتائج يرضى بها الشعب السوري خلال المفاوضات التي ستجري بين المعارضة والنظام السوري خلال الفترة المقبلة»، في إشارة لمباحثات العاصمة الكازاخية «الأستانة» بخصوص سوريا.
وفي شأن آخر أشار قورتولموش إلى أن تركيا «ليست منزعجة من وجود أشقائنا الأكراد شمالي سوريا، بل منزعجون من وجود تنظيم ب ي د (الذراع السوري لمنظمة بي كا كا الإرهابية)». وأكد أن «ب ي د، يهدد وحدة الأراضي السورية، ويدعم الهجمات الإرهابية في شرق وجنوب شرق تركيا». وبخصوص زيارة رئيس الوزراء التركي للعراق، أعرب قورتولموش عن أمله في أن «تشكل الزيارة أرضية جديدة في مجال مكافحة الإرهاب وتعزيز التعاون بين البلدين». وأضاف: «نأمل أن تعود العلاقات التركية العراقية إلى سابق عهدها، ونحن على قناعة بأن وجود نظام فدرالي قائم على تقاسم عادل للدخل والسلطة بالعراق بما في ذلك الإقليم الكردي، أمر سيكون في صالح الشعب». وحول الوجود العسكري التركي في معسكر «بعشيقة» شمالي العراق، أكّد قورتولموش أن قوات بلاده «ليست هناك بغرض الاحتلال وإنما تسعى لمساعدة الشعب العراقي الصديق والشقيق وإنقاذ المنطقة من تنظيم داعش الإرهابي».