العدد 1356 / 3-4-2019

اتفق القادة العرب في نهاية قمتهم الثلاثين المنعقدة بتونس على رفض قرار الولايات المتحدة الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، واختلفوا بشأن موعد ومكان انعقاد القمة القادمة.

وأكد البيان الختامي للقمة العربية العادية أن قرار الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان باطل مضمونا وشكلا، معتبرا أن أي قرار أو إجراء يستهدف وضعها القانوني أو الجغرافي يعد غير قانوني.

كما طالب البيان بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وفق مبدأ "الأرض مقابل السلام"، وألمح إلى أهمية السلام الشامل كخيار عربي وفق مبادرة السلام العربية.

وأكد مجددا على مركزية قضية فلسطين في العمل العربي المشترك، وعلى الهوية العربية للقدس الشرقية المحتلة عاصمة دولة فلسطين، داعيا إلى إعادة إطلاق مفاوضات جادة تضمن سلاما شاملا وعادلا.

وجاء في البيان الذي تلاه وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي أنه من غير المقبول استمرار الوضع الحالي الذي حول المنطقة العربية إلى ساحات صراعات إقليمية ونزاعات مذهبية وملاذ للجماعات الإرهابية.

وبشأن الخلافات العربية البينية، أوضح البيان أن المصالحة الوطنية العربية هي نقطة البداية الضرورية لتعزيز مناعة المنطقة العربية.

وأكد أن استمرار الخلافات والصراعات في المنطقة ساهم في استنزاف الكثير من الطاقات العربية وإضعاف التضامن وأتاح التدخل في شؤون المنطقة، مطالبا بتعزيز العمل العربي المشترك.

كما شدد بيان القمة العربية على رفض التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية، وأكد على أهمية العمل للتوصل إلى تسويات لأزمات سوريا وليبيا والحفاظ على وحدة أراضي العراق، واستقرار لبنان وتنمية الصومال.

ودعا الزعماء العرب إيران إلى العمل مع الدول العربية على أساس علاقات حسن الجوار، ودون تدخل أي من الطرفين في الشؤون الداخلية للطرف الآخر.

وأدان البيان استهداف الأراضي السعودية بصواريخ الحوثيين، مشددا على أن أمن المملكة جزء من الأمن العربي.

القمم العربية والقضية الفلسطينية..

كانت القضية الفلسطينية -ولا زالت- ملفا حاضرا بشكل دائم في اجتماعات القمم العربية، فلم تخل مقررات القمم العربية منذ بدئها عام 1946 من قرارات تدعم فلسطين وتدافع عنها، في مواجهة أي اعتداء.

فعلى مدار أكثر من سبعين عاما، خرجت القمم العربية بقرارات متشابهة لا جديد فيها، بدأت بالتأكيد على عروبة كل أرض فلسطين، وانتقلت إلى تطبيع عربي إسلامي مشروط مع إسرائيل، ووصلت مؤخرا إلى تطبيع عربي إسلامي معها دون شروط.

لا اعتراف بإسرائيل

عُقدت أول قمة عربية عام 1946 في "مدينة أنشاص" المصرية، بدعوة من ملك مصر فاروق الأول، وتم تأكيد أن مصير فلسطين هو مصير كل الدول العربية.

بعد الهزيمة العربية أمام إسرائيل عام 1967، أطلقت قمة الخرطوم ثلاث لاءات عربية: لا صلح مع إسرائيل، ولا تفاوض معها، ولا اعترافَ بها.

تلتها قمة الجزائر عام 1973 وحضرتها 16 دولة، أعلنت شرطين للسلام مع إسرائيل هما: الانسحاب من جميع الأراضي العربية المحتلة وفي مقدمتها القدس، واستعادة الشعب الفلسطيني حقوقَه الوطنية الثابتة.

اعتراف ضمني بإسرائيل

في عام 1982، كانت قمة فاس بالمغرب، قمة عربية غيرُ عادية اعترفت فيها دول عربية ضمنيا بوجود إسرائيل.

وإثر الانتفاضة التي تفجرت ضد الاحتلال الإسرائيلي بعد دخول آريئيل شارون الحرم القدسي الشريف، عقدت قمة طارئة بالقاهرة عام 2000، سميت قمة الأقصى، وتقرر إثرها إنشاء صندوقين: الأول باسم انتفاضة القدس برأس مال قدره مئتا مليون دولار، والثاني باسم صندوق الأقصى برأس مال قدره ثمانمئة مليون دولار.

وفي قمة بيروت عام 2002 أُقرت مبادرة السلام العربية، التي نصت على إقامة دولة فلسطينية معترف بها دوليا على حدود عام 67، وشهدت هذه القمة أول حديث عربي عن القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين المأمولة بدل القدس كلها.

وفي عام 2013، تبنّـت قمة الدوحة مقترحين من قطر بعقد قمة مصغرة للمصالحة الفلسطينية في القاهرة، وتأسيس صندوق عربي خاص بالقدس برأسمال يبلغ مليار دولار.

أما القمة 29 في الظهران السعودية، فقد رُفضت فيها كل الخطوات الإسرائيلية أحادية الجانب التي تغير الحقائق وتقوض حل الدولتين، وأعلن بطلان وعدم شرعية اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، كما طالبت دول العالم بألا تنقل سفاراتها إلى القدس، أو تعترف بها عاصمة لإسرائيل.

ويوم الأحد انطلقت القمة العربية الثلاثون في تونس، وتناقشت ملفات عدة، أبرزها القضية الفلسطينية ورفض سيادة إسرائيل على الجولان.