العدد 1381 / 9-10-2019

أعلنت مفوضية حقوق الإنسان العراقية في وقت متأخر من مساء الجمعة مقتل ستين شخصا خلال أربعة أيام من الاحتجاجات الدامية، في حين نقلت وكالة الأنباء الفرنسية أن وسط العاصمة بغداد تحول إلى ساحة حرب.

وقد أشارت المفوضية إلى وجود 18 جثة على الأقل بمستشفى واحد في بغداد، ويبدو أنّ حصيلة القتلى مرشحة للارتفاع مع وجود أكثر من 1600 جريح، بحسب المفوضية.

ولليوم السادس على التوالي تواصلت الاحتجاجات على الأوضاع المعيشية في بغداد ومحافظات أخرى، وردت قوات الأمن بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين.

وأكد شهود أن قوات الأمن والآليات انتشرت في مناطق متفرقة من بغداد، لمنع المتظاهرين من الوصول إلى ساحات وسَطها.

في غضون ذلك، أمر رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي برفع حظر التجول في بغداد بدءا من الساعة الخامسة من فجر السبت. وينتظر أن يعقد البرلمان جلسة طارئة في وقت لاحق لبحث مطالب المحتجين.

من جهته، أعرب رئيس البرلمان العراقي أحمد الحلبوسي عن أسفه لسقوط عدد كبير من المتظاهرين الذين قال إن سلاحهم الوحيد كان الكلمة، وحث رئيسَ الوزراء على إجراء تحقيق فوري في الأحداث ومحاسبة المعتدين من قوى الأمن على المتظاهرين.

انتخابات مبكرة

أما زعيم التيار الصدري (مقتدى الصدر) فدعا إلى استقالة الحكومة العراقية حقنا للدماء، وطالب بإجراء انتخابات برلمانية مبكرة بإشراف أممي كمخرج للأزمة التي تعيشها البلاد، مضيفا أن ما يحدث من استهتار بالدم العراقي لا يمكن السكوت عنه.

وفي بغداد تحول وسط المدينة إلى ساحة حرب بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين توافدوا صباحا وكأنهم يتجهون إلى أعمالهم.

وقد أغلقت الشرطة الشوارع الرئيسية والفرعية بالكتل الإسمنتية والآليات المدرعة. وكان أزيز الرصاص كثيفا في الشوارع المؤدية إلى ساحة التجمع، بالتزامن مع وصول شاحنات وباصات تقل متظاهرين ملثمين يرفعون أعلام العراق.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المتظاهرين عزمهم الصمود حتى إسقاط الحكومة.

وكانت الحكومة قد اتهمت "مندسين" و"معتدين غير سلميين" بالتسبب في سقوط ضحايا خلال الاحتجاجات.

ولم يكن خطاب رئيس الوزراء الذي توجه به إلى الشعب العراقي ليلة الجمعة مقنعًا للمتظاهرين، حتى إن بعضهم انتقد توقيته بالقول "حتى السكارى تنام في ذلك الوقت."

وقد أكدت المرجعية الدينية الشيعية العليا دعمها لمطالب المتظاهرين، وفي الوقت نفسه لفتت إلى وجود "أعمال شغب"، وتركت الباب مفتوحا أمام السلطة لاغتنام فرصة امتصاص غضب الشارع بالإصلاح "قبل فوات الأوان.

وكانت الحكومة قطعت شبكة الإنترنت في البلاد وحجبت أي إمكانية للتواصل بين المعتصمين والخارج. لكن المحتجين وثقوا الأحداث وكانوا ينتظرون من يأتيهم ليسحبوا هواتفهم ويظهروا ما صوروه من عنف في ساحات الاحتجاج.

ومن مشاهد العنف إطارات مشتعلة وطلقات نارية عشوائية وفرار جماعي للمتظاهرين أمام قوات الأمن، وصولا إلى عمليات نقل الجرحى والمصابين.

ويشير المحتجون إلى نقص وجود سيارات الإسعاف في المكان، حتى باتت عربة "التوك توك" عاملا حاسما في الأحداث.

الداخلية العراقية: مقتل 104 بينهم 8 من الأمن خلال الاحتجاجات

قالت وزارة الداخلية العراقية، الأحد، إن 104 أشخاص بينهم 8 من أفراد قوات الأمن قتلوا خلال أعمال العنف التي رافقت الاحتجاجات الشعبية منذ الثلاثاء الماضي.

وأوضح المتحدث باسم الوزارة سعد معن، في مؤتمر صحفي من بغداد تابعته "الأناضول" أن 6107 آخرين أصيبوا بجروح من المحتجين وأفراد الأمن، دون تفصيل العدد من كل جانب، و مدى خطورة الإصابات.

وأشار معن إلى إحراق 8 مقار حزبية وحاجزين أمنيين و52 آلية عسكرية ومدنية ومطعم و7 كرفانات (مقار شرطية متنقلة) و51 مبنى مدني وحكومي خلال الاحتجاجات.