العدد 1688 /5-11-2025
فاز زهران ممداني، وهو اشتراكي ديمقراطي يبلغ من
العمر 34 عاماً، في سباق عمدة مدينة نيويورك، فجر اليوم الأربعاء، متوجاً صعوداً
مذهلاً من نائب غير معروف في الولاية إلى أحد أكثر الديمقراطيين شهرة في الولايات
المتحدة. وسيصبح ممداني أول عمدة مسلم لأكبر مدينة أميركية.
وهزم الحاكم الديمقراطي السابق آندرو كومو (67
عاماً)، الذي خاض السباق بصفة مستقل بعد خسارته الترشيح أمام ممداني في الانتخابات
التمهيدية. وكانت الحملة الانتخابية بمثابة منافسة بين الأجيال والأيديولوجيات في
الحزب الديمقراطي في الوقت الذي يسعى فيه الحزب إلى إعادة رسم صورته المتضررة.
إلى ذلك، قال رئيس بلدية نيويورك المنتخب زهران
ممداني، إن فوزه الحاسم يظهر الطريق لهزيمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي كان
منتقداً شرساً لسياساته. وأضاف ممداني في خطاب النصر أمام مؤدين له "إذا كان
هناك من يستطيع أن يظهر لأمة خانها دونالد ترامب طريقة هزيمته، فهي المدينة التي
أوصلته" إلى ما هو عليه. وأضاف أن "نيويورك ستكون النور في هذا الوقت من
الظلام السياسي".
وفي فرجينيا، فازت الديمقراطية المعتدلة أبيغيل
سبانبرغر بسهولة بمنصب حاكمة الولاية. وستكون سبانبرغر (46 عاماً)، وهي عضو سابقة
في الكونغرس وضابطة سابقة في وكالة المخابرات المركزية، أول امرأة تشغل منصب حاكم
ولاية فرجينيا بعدما هزمت بسهولة نائبة الحاكم الجمهورية وينسوم إيرل سيرز. وفي
نيوجيرسي فازت الديمقراطية ميكي شيريل بانتخابات حاكم الولاية.
وقدّمت هذه السباقات الثلاثة للحزب الديمقراطي
فرصة اختبار مختلف أساليب الحملات الانتخابية قبل عام من انتخابات التجديد النصفي
لعام 2026، عندما ستكون السيطرة على الكونغرس على المحك. فمنذ فوز الرئيس دونالد
ترامب العام الماضي، وجد الديمقراطيون أنفسهم خارج السلطة في واشنطن ويكافحون لإيجاد
أفضل طريق للخروج من المأزق السياسي.
وركز المرشحون الثلاثة على القضايا الاقتصادية، لا
سيما القدرة على تحمل التكاليف. لكن سبانبرغر وشيريل تنتميان إلى الجناح المعتدل
في الحزب، في حين أدار ممداني حملته الانتخابية باعتباره تقدمياً وصوتاً من جيل
جديد، ويُعرف بدفاعه الصريح عن العدالة الاجتماعية والاقتصادية، وبتبنيه قضايا
الفقراء والمهمشين والمهاجرين، ويصف نفسه بأنه "اشتراكي ديمقراطي"،
ويؤمن بأنّ الدولة يجب أن تلعب دوراً أساسياً في ضمان السكن والتعليم والرعاية
الصحية بوصفها حقوقاً لا امتيازات.
وعُرف زهران بالعمل على الدفع بمشاريع إصلاحية
جريئة، منها توسيع خدمات الإسكان العام وتقييد نفوذ شركات العقار الكبرى. فهو يمثل
جيلاً جديداً من السياسيين الذين يستلهمون تجربة بيرني ساندرز وحركة "العدالة
للجميع"، ويعملون على ترجمة الاشتراكية إلى حلول واقعية تعيد الاعتبار للمواطن
العادي في وجه سلطة رأس المال.
ودخل زهران ممداني دائرة الضوء لأنّ الانتخابات
تخصّ مدينة لا تشبه باقي المدن، فنيويورك يقطنها أكثر من 8.4 ملايين نسمة ما
يجعلها محط اهتمام شعبي، فما بالك إذ كانت تمثل أكبر اقتصاد حضري في الولايات
المتحدة. ووفق بيانات مكتب التحليل الاقتصادي الأميركي، يبلغ الناتج المحلي
الإجمالي لمنطقة نيويورك الإحصائية المجمعة حوالى 2.608 تريليون دولار في عام
2023. أما بالنسبة لمدينة نيويورك نفسها، فقد بلغ ناتجها المحلي الإجمالي 1.43
تريليون دولار، وهو رقم يفوق اقتصادات دول عديدة.
وولد زهران ممداني في 18 أكتوبر/ تشرين الأول
1991، في مدينة كمبالا الأوغندية، وانتقل إلى مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا
عندما كان في الخامسة من عمره، حيث التحق بمدرسة سانت جورج، وكان والده يعمل
أستاذاً في جامعة كيب تاون، ثم انتقلت العائلة إلى مدينة نيويورك عندما كان ممداني
في السابعة من عمره.
بين عامي 2017 و2019، انضم ممداني إلى حركة
"الاشتراكيون الديمقراطيون في أميركا"، وهي أكبر منظمة اشتراكية في
البلاد، وعمل في حملات المرشحين لمجلس مدينة نيويورك، ولمنصب المدعي العام لمنطقة
كوينز. وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2019، أعلن ممداني ترشحه لعضوية الجمعية التشريعية
لولاية نيويورك عن الدائرة 36، التي تشمل منطقتي أستوريا ولونغ آيلاند سيتي في
كوينز، وتمكن من الفوز على النائبة الديمقراطية أرافيلّا سيموتاس، التي كانت تشغل
المقعد أربع ولايات متتالية، وأعيد انتخاب ممداني عامي 2022 و2024.