العدد 1406 / 25-3-2020

بقلم : عبد الحكيم حيدر

كانت لهم علاقات غامضة بالبورصة من نيويورك حتى محافظة الشرقية مرورا بأبو النمرس، وكانوا سندا معنويا وماديا لابن محمد حسنين هيكل، وحاولوا أيضا التكسُّب من ديون مصر، وهذا حدث خلال عام واحد فقط، هذا ووالدهم، رحمه الله، استمر في منصبه سنة واحدة.. فما بالك لو استمر 30 سنة كحسني مبارك؟

كما أن هناك مصادر منسوبة إلى حنك دكتور محمد مختار جمعة، البليغ المفوّه، تشير من طرف خفي ولبيب، إلى أن لأولاد محمد مرسي باعا طويلا في تهييج فيروس كورونا على ربوع العالم، أليس هو القائل إن جماعة الإخوان المسلمين تدعو إلى نشر كورونا بين الأبرياء.. والرجل عالم وله أسانيده ومصادره وسراديبه بالطبع.

ولكن هذه الأسانيد وتلك المصادر ربما ضاعت منه، أو ضيّعها الرجل الذي يطالب الناس، كل الناس، بألا يتصدروا مجالس الفتوى، لأنهم ليسوا مؤهلين؛ فهم لم يتخرّجوا من أكاديمية محمد الباز الفقهية، وهم لم يجلسوا ويثنوا ركبهم أمام شيخ العامود، أحمد موسى؛ ولا هم حتى أعلنوا أنهم يأخذون العلم من كتب تامر أمين؛ حتى لو كان تامر هذا لم يكتب شيئاً في حياته؛ ربما فقط كتب المأذون له كتابه؛ وخرج بعدها من المسجد إلى مدينة الإنتاج الإعلامي؛ حرصاً على موعده مع طاقم العمل في البرنامج؛ المكتوب له.

لماذا يعاقبون أولاد محمد مرسي؟ ما ذنبهم الكبير الذي يسبّب لهم كل هذا الهلع؟ جرّبوا كل شيء مع أسامة، حرمان من الطعام، والدواء، والكساء، وحتى رؤية ابنه، حفيد الرجل الذي كان ذنبه الأكبر، وخطيئته التي لا يريد عبد الفتاح السيسي وشيوخه أن يغفروها له، ما قاله والده الذي قتلوه إهمالاً مع سبق الإصرار والترصّد، في أثناء الاعتداء على غزة عام 2012، وتهديده للمحتل الإسرائيلي بأن "مصر لن تصمت إزاء أي اعتداء يقع على غزة، وأن القاهرة ستظل بجوار غزة وأهلها"؛ وصيحته المدوية: "لن نترك غزة وحدها. إن مصر اليوم مختلفة تماما عن مصر الأمس، ونقول للمعتدي إن هذه الدماء ستكون لعنة عليكم، وستكون محرّكا لكل شعوب المنطقة ضدكم، أوقفوا هذه المهزلة فورا، وإلا فغضبتنا لن تستطيعوا أبدا أن تقفوا أمامها، غضبة شعب وقيادة".

ربما يحرمون أسامة من الطعام، لأن والده وقف يوماً مبتهجاً في حقل قمح، بقرية بنجر السكر، التابعة لمحافظة الإسكندرية، وقال بين المزارعين "الفلاح المصري في عين الشعب المصري، ننتج حتى لا يتحكّم فينا أحد، من يريد أن يكون عنده إرادة لازم ينتج غذاءه".

سألت يوماً عن شنق مرسي، قبل أن يشنقوه بعامين: لماذا كلما شعرنا بالعجز أو الخوف أو الرعب، عدنا إلى شنق محمد مرسي، واستدعينا نجوى إبراهيم، ونجوى استدعت عشماوي، وجاء عشماوي بشاربه وكلابه وعدّته، فهل لشنق مرسي علاقة بعجز الموازنة، أم له علاقة بلحوم الحمير بعدما امتلأت بها الأسواق؟ فهل سيعيد شنق مرسي فلوس مثلث حلايب وشلاتين، بعدما باعها محمد مرسي إلى السودان، ولعب بثمنها القمار في إيطاليا، أم سوف يعيد علاقتنا مع السودان ثانية، أم سوف يعيد إلى مصر الهرم وأبي الهول، بعدما باعهما مرسي، بعد زجاجتي شمبانيا، وأعطى ثمنهما للغوازي في نابولي، ولو تركناه لكان قد أخذ عربونا لجزيرتي تيران وصنافير، واشترى بثمنيهما بطًّا من أبو النمرس.

لن أكرّر السؤال عن ذنوب أولاد مرسي، في عُرف نظام شخص لا يبيت، إلا وقد وصلت إليه تقارير عباس كامل، والحاشية؛ بأنه لا غضب عليه من ترامب، ولا ملامة من نتنياهو.