افتتحت حركة النهضة التونسية مؤتمرها العاشر بحضور الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي ومشاركة نحو ألفي عضو من أنصار الحركة لانتخاب ثلثي أعضاء مجلس الشورى ( الذي يضم 150 عضواً)، وإعادة انتخاب رئيس جديد للحركة. وكان راشد الغنوشي قد انتخب رئيساً للحركة في مؤتمرها الأخير عام 2012.
والمؤتمر المستمر على مدى ثلاثة أيام يتطرق إلى عدد من القضايا، بينها تقويم مسار الحركة منذ نشأتها حتى الآن، لا سيما تجربتها في الحكم، سواء تلك التي خاضتها بين عامي 2011 و2013 أو مشاركتها في الائتلاف الرباعي الذي يحكم البلاد منذ الانتخابات الماضية.
كما يناقش نحو 1200 مشارك قضية فصل العمل السياسي عن العمل الدعوي داخل الحركة، إضافة إلى اختيار القيادة الجديدة للسنوات الأربع المقبلة.
ووفقاً للقانون الداخلي للحزب فإن المؤتمر العام هو أعلى سلطة في الحركة، وقد عقدت النهضة تسعة مؤتمرات (منها ثمانية قبل 2011 في تونس وفي الخارج) ومؤتمرها التاسع عام 2012 علناً. 
راشد الغنوشي
وقال رئيس حركة «النهضة» التونسية الشيخ راشد الغنوشي، مساء يوم الجمعة، إن حزبه حريص على «النأي بالدين عن المعارك السياسية». جاء ذلك في كلمة ألقاها «الغنوشي» أمام مؤتمر حركة «النهضة» العاشر، وأضاف أن «التخصص الوظيفي ليس قراراً بل جاء تتويجاً للمسار السياسي، والتطور، وبحكم الدستور». وكان «الغنوشي» قد أعلن في تصريحات صحفية قبل أسبوعين، أن حركته بدأت تتحوّل تدريجياً إلى «حزب سياسي». 
وفي كلمته أمام مؤتمر حركته، أفاد: «نقول لمن يظهر العداوة للنهضة، إن التوافق يتسع للجميع ونعترف بأخطائنا، وننظر لتاريخنا. نحن حركة تتطور». وعبر عن دعم حزبه لحكومة رئيس الوزراء التونسي، الحبيب الصيد في حربها ضد الإرهاب، قائلاً: «النهضة تساند الدولة في حربها ضد الدواعش، وتونس ستهزمهم. تونس عصيّة على الإرهاب».
وقال «الغنوشي»، إن «حركة النهضة ملتزمة بمحاربة الفساد، ودعوتنا للمصالحة ليست تبييضاً للفساد، ونحن نلح على التمييز بين رجال الأعمال الفاسدين والشرفاء». 
كما جدد دعوة حزبه لمصالحة وطنية شاملة، قائلاً: «هي مشروع وطني يرنو للمستقبل، والمصالحة ليست صفقة تحت الطاولة بل هي رؤية شاملة للتوحيد، وليس للتقسيم».
الرئيس التونسي
من جهته قال الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي إن مشاركته في انطلاق المؤتمر العاشر للنهضة، تأتي كتقدير منه لجهود الحركة في المصالحة الوطنية.
«أريد ان أصارحكم، تردّدت قبل المجيء لأنه من موقعي كرئيس دولة يجب أن أبقى على نفس المسافة من كل الاحزاب، وتونس فيها 204 أ حزاب، ولكن بالرغم من ذلك أتيت لمؤتمر حركة النهضة تقديراً مني لجهود الحزب في دعم المصالحة الوطنية ومشاركتها في الحكومة». 
وتابع السبسي «أحيي راشد الغنوشي على المسار الذي اتخذناه لتشريك كل التونسيين دون اقصاء من اجل تونس»، و«حضوري يدل على ان التونسيين يستطيعون حسن إدارة الاختلافات بينهم وفق دستور لدولة مدنية ولشعب مسلم وليس من خيار سوى ذلك». 
وأثنى الرئيس التونسي على « النهضة التي عرفت تطوراً برئاسة الغنوشي الذي أقر انتقال الحزب للعمل المدني والقطع مع الجانب الدعوي، النهضة أصبحت حزباً مدنياً قلباً وقالباً، وان الإسلام لا يتناقض مع الديمقراطية» . 
عبد الفتاح مورو
بدوره، أكد نائب رئيس حركة النهضة، عبد الفتاح مورو، في كلمته، أن «حضور الباجي كرمز للوحدة الوطنية وحريص على مصلحة شعب تونس وحدة صماء لا تنقسم، ولا تقسمنا انتماءات ولا انتخابات نحن نعمل لأجل هذا الوطن العظيم ... تونس قبل النهضة». 
واعتبر مورو أن حضور الباجي دعم للحوار الوطني، ويجب ان تبقى تونس مجتمعة، ونحن في اجتماع نهضة أصيلة متجددة، وقررنا ان نتجدد ونجابه عصرنا..».