العدد 1345 / 16-1-2019

اعتبر الرئيس التونسي السابق، المنصف المرزوقي، في مقابلة مع صحيفة "الخبر" الجزائرية أن ثورة بلاده حققت 50 بالمائة من أهدافها، مشيرا إلى أن تركيا وقطر ساعدتا تونس في كفاحها ضد الإرهاب.

وأعرب عن اعتقاده بأن "الصراع مازال متواصلا، ولدي قناعة أنه عندما يغلق قوس الثورة المضادة التي هي جزء من المسار الطبيعي للثورات، في انتخابات 2019، سنعيد الصراع من أجل تحقيق أهداف العدالة الاجتماعية والخبز والعمل للتونسيين".

المرزوقي رأى أيضا أن "الإعلام الفاسد لم يكن فقط سبب نجاح الثورة المضادة، لكن هناك سببين آخرين، الأول يكمن في تعطل الدورة الاقتصادية وتوقف الاستهلاك".

والسبب الثاني هو "طول فترة المرحلة الانتقالية التي بقيت ثلاث سنوات بسبب الدستور وغيرها، بينما كان يجب أن ننتهي من المرحلة الانتقالية في ظرف عام واحد، لأنه كلما طالت المراحل الانتقالية كلما تراكمت المشكلات، وهذا أثقل على التونسيين بعض الشيء"

المرزوقي اعتبر أن "تونس كانت مستهدفة من عدة أطراف، لكونها منطلق الثورات العربية التي انطلق منها الربيع العربي الذي أخاف كل الأنظمة، فصبت علينا كل الهموم".

وتابع: "لم أكن أبدا أتصور أن بلدا مثل الإمارات يستعدينا إلى هذه الدرجة، أطلقوا على تونس الإرهاب، وهو إرهاب ممول، وأطلقوا علينا الإعلام الفاسد من أجل إفشال تجربة الربيع العربي".

وبالنسبة له، فقد "كان واضحا أن هناك إرادة إقليمية لإفشال الربيع العربي الذي أفشل بالحرب الأهلية في ليبيا وسوريا واليمن، وبالانقلاب العسكري في مصر، بينما حاولوا إفشاله في تونس بالإرهاب والإعلام الفاسد والمال الفاسد".

ورغم أن ما تقدم "سبب لنا نكسة، لكنه لم يستطع إفشال التجربة التونسية بالكامل، ولدي قناعة أننا سننجح في تونس، لأن الشعب التونسي لديه كل الوعي بمنجزاته".

وبخصوص العلاقات التونسية الجزائرية، رأى المرزوقي أنها "أوثق علاقة بين بلدين".

وموضحا: "بكل صراحة، الإخوة الجزائريون لم يضرونا مثلما تضررنا من إخوة آخرين، كنت أتمنى أن يكون دعمهم أكبر، وكنت أتمنى تحريك الاتحاد المغاربي لأنه لو يفتح هذا الفضاء، فستحل الكثير من مشاكلنا الاقتصادية في تونس، وعلى كل حال الجزائر بالنسبة لنا دائما بلد مهم ومساعد".

وفي ما يتعلق بمسألة ترشحه من عدمه للانتخابات الرئاسية المقبلة في تونس، قال المرزوقي إن "مسألة الترشح لم تطرح لحد الآن، مشكلتي الأساسية الآن ليست في الترشح، وإنما في ضمان أن تكون هناك انتخابات وفي ضمان نزاهتها".

وأشار المرزوقي إلى أن المنظومة القديمة (نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي) تعمل على ترذيل (تحقير) السياسة، وإقناع التونسيين بأن كل الأحزاب سواء، وبالتالي دفع الناخبين إلى العزوف، وعندها تتحرك الماكينات الانتخابية لشراء أصوات الفقراء بالأموال".

وشدد على أن "غرفة العمليات التي تدير سياسات الثورة المضادة تعمل على هذا الأساس، لكن عندي قناعة بأن الشعب فهم اللعبة وغسل يديه من القوى التي كذبت عليه في 2014".

المرزوقي أعرب عن أسفه لعدم حصول بلاده على المساعدة من قبل الأوروبيين.

وقال: "قلت للزعماء الأوروبيين إن لدينا مشكلات تتعلق بتمويل المشاريع التي تساعد على توفير فرص العمل للعاطلين، والديون الخارجية التي كانت تخنقنا".

وأضاف: "عندما كنت رئيسا، قلت للأوروبيين إننا لا نطالب بشطب الديون، لكن نطالب بخفضها مقابل أن نستعمل هذا الفارق في شراء المستلزمات الصناعية لتشغيل الشباب، حصلنا على خفض طفيف للدين فقط".

وأردف: "حتى عسكريا لم يساعدنا الاتحاد الأوروبي لمواجهة الإرهاب، الذي كان الجيش التونسي يواجهه بأسلحة ومعدات ضئيلة وتكاد تكون معدومة".

وتابع: "عندما تسلمت الرئاسة، وجدت الجيش في حالة كارثية، لأن بن علي كان يخاف من الجيش ولم يعمل على تسليحه، والذين ساعدونا في مجال السلاح والتجهيز الأمني هم الأتراك والقطريون، ولذلك، فإن قوى الثورة المضادة تكره الأتراك والقطريين وتعتبرني عميلاﹰ لهم".

وبشأن قطع العلاقات بين تونس والنظام السوري (في 2012)، قال المرزوقي إنه كان ضد عسكرة الثورة السورية. وختم متسائلا: "في عام 2013، كانت قمة الهمجية حيث النظام السوري يهاجم السكان بالبراميل والقنابل، وتريد مني أنا كحقوقي أن أسكت؟".