العدد 1419 / 1-7-2020

خرجت في العاصمة السودانية الخرطوم مظاهرات في الذكرى الأولى لمليونية 30 يونيو/حزيران، التي أعقبت فض اعتصام القيادة العامة العام الماضي، وسط إجراءات أمنية مشددة وإغلاق لأبرز شوارع العاصمة، ونذر مواجهة بين الشرطة والمتظاهرين.

ويطالب المتظاهرون بما أسموه تصحيح مسار الثورة، وتحقيق أهدافها، واستكمال أجهزة ومؤسسات الحكم الانتقالي، ويعتبرون أن الحكومة الانتقالية تلكأت في تحقيق مطالب الثورة.

وتجري المظاهرات وسط إجراءات أمنية مشددة بعد إغلاق الجسور التي تربط مدن الخرطوم الثلاث، وانتشار وحدات كثيفة من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع والشرطة في مختلف الطرق الرئيسية بالعاصمة، فضلا عن إغلاق الطرق المؤدية لمقر قيادة الجيش بالخرطوم، وقرارات بإخلاء منطقة وسط الخرطوم.

وبينما يواصل المتظاهرون التدفق على الشوارع، تتزايد نذر مواجهة بين المتظاهرين وقوات مشتركة من الجيش والشرطة في مدخل شارع المطار من الناحية الشمالية؛ حيث تحركت ناقلات تحمل بعض جنود الشرطة، وكثفت القوات المسلحة تواجدها، بالتوازي مع تجمع أعداد من المتظاهرين الذين قدموا من اتجاهات مختلفة صوب شارع المطار بالقرب من رئاسة بنك الخليج.

وأشعل المتظاهرون النار في إطارات السيارات، وتولى بعض المحتجين تنظيم الحركة وتقديم مياه الشرب للمتظاهرين.

تأييد من قوى سياسية

وتحظى مظاهرات التي خرجت في الخرطوم وفي العديد من المدن السودانية، بتأييد من أطراف سياسية عديدة لإحياء ذكرى مليونية 30 يونيو/حزيران 2019 بعد فض الاعتصام أمام قيادة الجيش.

وتدعو تلك الأطراف السياسية لما سمته تصحيح مسار الثورة وتحقيق أهدافها، وهي الحرية والسلام والعدالة، في حين تنادي قوى أخرى بإسقاط حكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وتتهمها بالفشل في تحقيق أهداف الفترة الانتقالية، وفي تحسين الأوضاع المعيشية المتردية في السودان.

وقال تجمع المهنيين السودانيين إن "مليونية 30 حزيران الجاري لاستكمال أهداف الثورة وتصحيح مسارها، وإنهاء مظاهر التهاون والالتفاف على إرادة الشعب، وليست للاحتفال".

وتحولت العاصمة السودانية الخرطوم إلى ثكنة عسكرية بعد أن أحكمت قوات الجيش السيطرة على أطرافها وجسورها النيلية، وأخلت وسطها من جميع الأنشطة قبل 48 ساعة من مليونية 30 يونيو/حزيران.

وقالت الشرطة السودانية إنها وضعت خطة أمنية في ولاية الخرطوم، لتأمين سلامة المشاركين في المظاهرة التي أطلق عليها "مليونية 30 يونيو".

وقال المتحدث باسم الشرطة السودانية عمر عبد الماجد بشير إن لجنة الأمن في العاصمة قررت إغلاق المحلات التجارية والأسواق، إضافة إلى الجسور بين مدن الخرطوم.

ونقل شهود عيان أن العاصمة تحولت إلى ثكنة عسكرية بعد أن أحكمت قوات الجيش السيطرة على أطرافها وجسورها النيلية.

حملة اعتقالات

واعتقلت قوات من الأمن السوداني رئيس حزب المؤتمر الوطني إبراهيم غندور بعد تفتيش منزله، في حين نفت القيادة العامة للجيش إحباط محاولة انقلابية في البلاد، جاء ذلك تزامنا مع الاستعدادات للمليونية التي دعت لها جهات حزبية وسياسية مختلفة بمناسبة ذكرى "30 يونيو".

وقال عضو مجلس السيادة السوداني شمس الدين كباشي إنه تم اعتقال قيادات في حزب المؤتمر الوطني المحلول بتهمة التحريض على التظاهر.

من جهته، كشف وزير الإعلام السوداني فيصل محمد صالح عن أن قوة مشتركة من جهاز الاستخبارات العسكرية وجهاز المخابرات العامة اعتقلت قبل نحو أسبوعين 9 من قيادات حزب المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية أثناء عقدهم اجتماعا.

وقال -في بيان- إن توقيف القادة التسعة جاء "على ضوء توفر معلومات أمنية موثوقة عن اجتماع لقيادات تنتمي لحزب المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية المحلولين بغرض التنسيق لتحركات معادية"، من دون تفاصيل عن تلك التحركات.

وأوضح أن النيابة العامة تتولى إجراءات التحري والتحقيق مع المتهمين، تمهيدًا لتقديمهم للقضاء.

محاولة انقلاب

من جهته، نقل حساب مونتي كاروو -وهو حساب متابع ومعروف بالسودان- عن مصدر عسكري أن السلطات اعتقلت عددا من الضباط بالخدمة والمعاش.

وقال المصدر إن 8 ضباط بالخدمة برتبة مقدم ورائد اعتقلوا، إضافة إلى 6 ضباط متقاعدين برتبة عميد وعقيد، من بينهم قائد حرس علي عثمان محمد طه نائب الرئيس السابق عمر البشير.