العدد 1403 / 4-3-2020

عز الدين الكومي

منذ ما قبل الانقلاب العسكري في 3 تموز 2013، دأب المحامي مختار نوح على افتعال وقائع لا أساس لها من الصحة، ونسبها إلى جماعة الإخوان المسلمين، ونشرها عبر وسائل الإعلام، مستغلا علاقته السابقة بالجماعة في إيهام الجمهور بصحتها.

وعندما رأى الانقلابيون هذا الموقف من نوح استثمروه بطريقة مهينة لشخصه وحولوه (للأسف) إلى أداة تخدم مصالحهم.

كانت آخر سقطات نوح ما ادعاه بالأمس عبر فضائية "أون إي" من أن الرئيس الشهيد الدكتور محمد مرسي "اختلف مع الإخوان في الأيام الأخيرة قبل وفاته، ومنعوه من الحديث!!".

وأضاف "نوح": "مرسي طلب من الإخوان يعملوا تقييم، ودي حاجة متعملتش غير مرتين بس طوال تاريخ الإخوان، فرفضوا رفضا شديد، فمنعوه من الكلام"، حسب زعمه.

وتابع: "أعتقد أن فيه ناس كتير بتراجع نفسها أنها تنشق عن الإخوان ولكن خايفين يتكلموا، من ضمنهم الناس اللي اتورطت أنها تكون جزءا من النظام الخاص بالجماعة!".

وللحقيقة والتاريخ فإن كل ما يلقيه السيد نوح جزافا يفتقد أي مصداقية وليس له أساس من الصحة، ويفقده مزيدا من المصداقية أمام الرأي العام .

ونود أن نوضح في هذا الصدد ما يلي :

أولا: لم يثبت أن هناك خلافا البتة بين الرئيس الشهيد وجماعة الإخوان، وما نعرفه ويعرفه القاصي والداني أن الرئيس الشهيد ظلت علاقته بجماعة الإخوان على خير ما يرام إلى أن لقي ربه شهيدا في سجون الانقلاب.

وهذا الافتراء لم يقل به أحد من قبل.. لا من الإخوان ولا من غير الإخوان، حتى من هم ألد أعداء الإخوان من الانقلابيين ومن لف لفهم.

ثانيا: لم يفدنا مختار نوح بكيفية التواصل الذي حدث خلاله خلاف الرئيس الشهيد مع الإخوان، وقرارهم بمنعه من الكلام. لقد تم عزل الجميع عن العالم الخارجي في زنازين شديدة الحراسة، إضافة إلى وضع الرئيس الشهيد في قفص حديدي داخل قفص زجاجي خلال المحاكمات. فكيف تم التواصل والخلاف وإصدار قرارات.. أيها الواهم؟!

ثالثا: لماذا ظل مختار نوح صامتا طوال هذه الفترة، من بعد الانقلاب وحتى اليوم ومن بعد وفاة الرئيس الشهيد.. هل رسالة السامسونج تأخرت كل هذه المدة؟!

رابعا: ألا يفيق مختار نوح احتراما لنفسه (على الأقل) ومنعا للمزيد من سقوطها في أوحال الكذب إرضاء للانقلاب. وألا يدرك أن للقراء والمشاهدين والمتابعين عقولا يميزون بها بين الخيار الكاذب، وهو عين ما يفتريه على الإخوان والرئيس الشهيد، وبين الحقيقة؟

ثم.. أي تقييم بالضبط؟! تقييم دخول الانتخابات الرئاسية، أم تقييم دخول البرلمان والشورى، وقد فاز حزب الحرية والعدالة في كل الاستحقاقات، أم تقييم العمل مع الله عز وجل؟! وهي نغمة لم تظهر إلا بعد الانقلاب.

وأما عن قولك "أعتقد أن فيه ناس كتير بتراجع نفسها أنها تنشق عن الإخوان، ولكن "خايفين" يتكلموا، من ضمنهم الناس التي تورطت في أن تكون جزءا من النظام الخاص بالجماعة".

وترى ممن يخاف هؤلاء؟ لقد ذكرت أنت وتلميذك ثروت الخرباوي من قبل أن جماعة الإخوان انتهت.. فكيف عادت بهذه القوة ومعها سلطة المنح والمنع من الكلام للرئيس؟ لماذا تناقضون أنفسكم بهذا الشكل المفضوح؟! نعم انشق البعض، وشكّلوا لأنفسهم كيانات موازية، ولم نسمع أن الجماعة نصبت لهم المشانق أو أخرجتهم من الملة.

إن ما يفعله مختار نوح يندرج ضمن مسلسل تشويه الجماعة ورموزها، خاصة الرئيس الشهيد، الذي ظل ثابتا على مبادئه حتى آخر لحظة في حياته... ولن يفلحوا.

نسأل الله الثبات حتى الممات.