قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مخاطباً شعبه: «بفضل الثقة التي منحتمونا إياها عبر صناديق الاقتراع سنبلغ سوياً بإذن الله أهدافنا لعام 2023».
جاء ذلك في خطاب ألقاه أردوغان من شرفة المقر الرئيس لحزب العدالة والتنمية بالعاصمة أنقرة، أمام حشد جماهيري بمناسبة فوزه، وتحالفه بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي شهدتها البلاد يوم الأحد.
وتسعى تركيا لتحقيق سلسلة من الأهداف بحلول عام 2023 الذي يوافق الذكرى المئوية الأولى لإعلان الجمهورية، ومن أبرزها الدخول في مصاف أكبر عشر قوى اقتصادية على مستوى العالم، ووضعت لهذا الغرض رؤية سياسية واقتصادية تشمل عدة خطط؛ لبلوغ الناتج القومي 2 تريليون دولار في هذا التاريخ.
وتوجه أردوغان في بداية خطابه بالشكر للشعب التركي بأكمله على اختلاف مشاربه؛ وذلك على المشاركة التاريخية بالعرس الديمقراطي. وقال مخاطباً الشعب: «أنتم تكتبون التاريخ، وستخلدكم القرون والأزمان القادمة، فهناك انتخابات تجري بأقل من نصف المشاركة التي أظهرتموها اليوم، حتى في البلدان المتقدمة».
وتابع: «لقد وقفتم بجانبنا في انتخابات 3 تشرين الثاني 2002 (أول انتخابات يخوضها حزب العدالة والتنمية)، وحملتمونا إلى السلطة، وظللتم معنا في كافة الاستحقاقات الانتخابية حتى وصلنا إلى ما نحن عليه الآن».
وأضاف: «لقد قاومنا معاً الوصاية التي كانت مفروضة على الدولة، وواجهنا بشجاعة المخربين، وعصابات الخيانة، وقفتم معنا في كافة الأحداث التي اقتضت وقوفكم، لقّنا معاً من أرادوا تركيعنا، الدروس اللازمة». وتابع قائلاً: «وفي المحاولة الانقلابية يوم 15 تموز كنتم هنا، وقفتم تحمون مقر حزب العدالة والتنمية، والمجمّع الرئاسي من الانقلابيين، وانقذنا معاً البلاد من بين أيديهم».
واستطرد: «واليوم أيضاً وقفتم بجانبنا في انتخابات 24 حزيران التي تعتبر البوصلة التي من شأنها تحديد مستقبل وطننا لنصف قرن، بل لقرن من الزمان». وتابع قائلاً: «أشكر كذلك حزب الحركة القومية شريكنا في تحالف الشعب، ورئيسه دولت باهجه لي، وجميع أعضائه على ما بذلوه من جهود لنجاحنا».
وذكر أن «الرابح في الانتخابات هو تركيا وشعبها والمضطهدون في منطقتنا والمظلومون حول العالم»، مضيفاً: «كما أن «المنتصر هو الديمقراطية والإرادة الشعبية». «كونوا على ثقة من أننا سنخرج أمامكم خلال الفترة المقبلة وقد تلافينا كافة النواقص».
وأفاد: «من الآن فصاعدنا سنصغي للشعب، وابتداءً من الغد سنعمل بجد لنفي بالوعود التي قطعناها على أنفسنا أمام الشعب؛ ولا سيما أننا أنهينا بقدر كبير استعداداتنا بخصوص النظام الرئاسي الجديد».
وأوضح أنهم سيواصلون مواجهة أشد صرامة ضد التنظيمات الإرهابية. وسنعلي من اعتبار دولتنا بالمحافل الدولية. كما أوضح أن تركيا من خلال هذه التجربة الانتخابية، أصبحت حديثة العهد بالعديد من التطورات والتجارب «كتجربة التحالفات، فكما شاهدنا كان لهذه التجربة فائدة كبيرة على البلاد والأحزاب».
وأشار إلى أنه «بعد مراسم أداء اليمين سنحدد وزراءنا والمسؤولين وسنبدأ بتطبيق برنامجنا»، مضيفاً: «سنعمل ليل نهار حتى لا تخسر تركيا لحظة واحدة من مستقبلها». وشدد على أن تركيا قدمت للعالم أجمع نموذجاً يحتذى به في الديمقراطية، مشيداً باختيار الشعب له ولتحالفه.
وشهدت تركيا يوم الأحد انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة تجاوزت نسبة المشاركة فيها 88%، بحسب نتائج أولية.
وأظهرت النتائج، حصول مرشح «تحالف الشعب» للرئاسة، رجب طيب أردوغان على 52.55 بالمئة من أصوات الناخبين، فيما حصل مرشح حزب الشعب الجمهوري، محرم إنجة على 30.67 بالمئة من الأصوات.
وفي انتخابات البرلمان، حصد تحالف الشعب الذي يضم حزبي «العدالة والتنمية» و«الحركة القومية» 53.62 بالمئة من الأصوات (342 من أصل 600 مقعد) ، فيما حصل تحالف الأمة الذي يضم أحزاب «الشعب الجمهوري» و«إيي» و«السعادة» على 34.04 بالمئة من الأصوات (191 مقعد)، وحزب الشعوب الديمقراطي على 11.62 بالمئة (67 معقد برلماني).}