العدد 1360 / 1-5-2019

كشف هنية في كلمة له خلال اللقاء الوطني "متحدون لمواجهة صفقة القرن" الذي دعت إليه حركة "حماس"، يوم السبت، بمدينة غزة أن هذه الرؤية سيتم عرضها في حوار معمق من أجل تثبيت رؤية وطنية لإسقاط صفقة القرن.

دعا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسماعيل هنية، إلى وضع رؤية وإستراتيجية وطنية لإسقاط صفقة القرن، والتعهد بميثاق شرف وطني تتوافق عليه القوى الفلسطينية لمواجهتها، معربا عن استعداد حركته لعقد لقاءات عاجلة وسريعة مع جميع الأطراف الفلسطينية، وخاصة حركة "فتح" برئاسة محمود عباس.

وأكد على ضرورة استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، مضيفاً "لن نستطيع مواجهة هذا الوضع إلا بصف موحد، ونقول لإخواننا جميعا إننا مستعدون للقاءات عاجلة وسريعة مع الكل الوطني بدون استثناء، وخاصة مع إخوتنا مع حركة فتح".

كما أكد هنية على موافقته على عقد لقاء وطني عاجل للبحث في كيفية استعادة الوحدة الوطنية، حتى وإن تطلّب لقاء مباشرا وعاجلا وسريعا بين قيادة حماس وقيادة فتح برئاسة الرئيس محمود عباس في غزة أو في مصر.

وأضاف: "ليس لدينا فيتو على أي لقاء وبأي شكل، طالما أنه سيعمل على استعادة الوحدة الوطنية، وتوفير كل عوامل الصمود والقوة لشعبنا الفلسطيني".

وأكد ضرورة مغادرة مربع أوسلو لأن حصادها مُر، مضيفاً: "لا أقول ذلك من باب المناكفات، بل من باب التقييم الموضوعي؛ لأن كل الرهانات على الإدارات الأمريكية، وعلى توجه مكونات إسرائيلية للسلام قد سقطت".

وأكد هنية الالتزام بكل الاتفاقيات الوطنية الموقعة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية سياسية بامتياز، مشيراً إلى أن المرحلة تحتاج إلى حكومة مستندة لكل القوى الوطنية.

وأوضح أن مهمة هذه الحكومة هي التحضير لمهمتين سريعتين؛ إجراء انتخابات شاملة نبدؤها بانتخابات رئاسية وتشريعية، ثم انتخابات مجلس وطني، والمهمة الثانية هي العمل على توحيد مؤسسات السلطة في الضفة وغزة.

ودعا هنية إلى عقد اجتماع الإطار القيادي المؤقت أو الأمناء العامين للفصائل؛ لمناقشة ثلاثة ملفات، أولها البرنامج السياسي، قائلًا "لن نبدأ من نقطة الصفر؛ عندنا وثيقة 2006، واتفاق القاهرة 2011، واتفاق 2017".

وتابع: "الملف الثاني هو العمل على إعادة ترتيب منظمة التحرير الفلسطينية، وإعادة الاعتبار لها كي تضم الكل الوطني الفلسطيني، قائلاً: "نحن لا نطرح بديلا عن المنظمة، بل نريد أن تكون قوية ومسنودة، وأن تكون عنوانا جامعا لكل أبناء شعبنا".

وأشار إلى أن الملف الثالث، هو الاتفاق على استراتيجية نضالية بشقيها الميداني والدبلوماسي وبناء وحدة وطنية حقيقية على هذا الأساس.

ودعا هنية إلى إطلاق أكبر حشد شعبي في كل أماكن وجود الشعب الفلسطيني للتأكيد على التمسك بالثوابت، ورفض صفقة القرن، كما دعا إلى عقد مؤتمرات شعبية في غزة والضفة والخارج.

واستعرض هنية عدة عوامل وصفها بانها "مؤسفة" سمحت للإسرائيلي والأمريكي بطرح صفقة القرن، وهي استمرار الانقسام الفلسطيني، وإشعال الحرائق في المنطقة من خلال صراعات طائفية ومذهبية، وإشغال الأمة عن قضية فلسطين، ومحاصرة ثقافة المقاومة والممانعة السياسية.

وجدد هنية رفض "حماس" لصفقة القرن جملة وتفصيلا، وعدم التعاطي معها بأي حال.

وقال: "إننا نؤكد رفضنا للسيادة الصهيونية على أي جزء من القدس، وأي محاولة لاعتبار الاستيطان والاحتلال جزءا من الكيان الصهيوني المرفوض، وأي محاولات لتشتيت الجغرافيا الفلسطينية، والكيانية السياسية".

وأشاد هنية بكل المواقف التي ترفض صفقة القرن، خاصة موقف مصر ودول الطوق كالأردن ولبنان، واصفاً موقفهم بالمهم جداً.

وشدد على أن كل ما يقال عن أننا نأخذ من سيناء هي "خزعبلات لا أساس لها من الصحة".

وأعرب عن ثقته في أن الشعب الفلسطيني قادر على تجاوز هذه المرحلة الخطيرة، لأنه يملك الاستعداد لمواجهة هذ الصفقة.

وقال: "إن هذا اللقاء الواسع يحمل الكثير من المعاني السامية، والرسائل الواضحة، أولاها أن هذه الرسائل تعبير عن استشعار الكل الوطني بكل مكوناته بخطورة المرحلة، والرسالة الثانية هي أننا قادرون على أن نصل إلى وحدتنا الوطنية وترتيب بيتنا الفلسطيني إذا توافرت الإرادة وصلح القرار السياسي".

وتابع هنية: "الرسالة الثالثة هي أن الشعب الفلسطيني مصمم على حماية القضية الفلسطينية، والتصدي لصفقة القرن مهما كانت التكاليف وبلغت التضحيات، وأما الرسالة الرابعة فهي لأمتنا ولكل أحرار العالم أن رأس الرمح في مواجهة الاستكبار والاحتلال والظلم لن ينثني".

وحيا كل أبناء الأمة العربية والإسلامية الذين يرون في قضية فلسطين القضية المركزية، ولكل أحرار العالم الذين يرون في فلسطين نداء للضمير الإنساني الذي يتعرض لأبشع أنواع الظلم.

وشكر هنية مجلس وزراء الخارجية العرب الذي اجتمع مؤخرا في القاهرة؛ وأعلن رفضه لهذه الصفقة أو التنازل عن الحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني.

و"صفقة القرن" هي خطة تعمل عليها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، لمعالجة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، عبر إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات، بما فيها وضع مدينة القدس، تمهيدًا لقيام تحالف إقليمي تشارك فيه دول عربية و"إسرائيل"، لمواجهة الرافضين لسياسات واشنطن وتل أبيب.

ومن المُقرَّر أن تكشف الإدارة الأمريكية عن تفاصيل "صفقة القرن"، بداية حزيران/ يونيو المُقبل، وفقًا لما صرح به كبير موظفي البيت الأبيض وصهر الرئيس الأميركي ومستشاره، جاريد كوشنر، الأربعاء الماضي، خلال اجتماعه بمجموعة من سفراء للولايات المتحدة، موكدًا أن "الخطة تتطلب تقديم تنازلات من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".

ولفتت تقارير سابقة إلى أن "الخطة الأميركية تتضمن مبدأ تبادل الأراضي وضم لمستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، وسيطرة أمنية "إسرائيلية" على الضفة ومناطق الأغوار الشرقية، ودولة منقوصة السيادة في أبو ديس وأجزاء من القدس الشرقية".