العدد 1392 / 25-12-2019

سيطرت قوات النظام السوري، مدعومة بمليشيات محلية وأجنبية وطائرات روسية، يوم الإثنين، على بلدة جرجناز، والتح وكفرباسين وأبو دفنة في محيطها، جنوب شرقي محافظة إدلب، شمال غربي سورية.

وبهذا التقدم تكون قوات النظام باتت على مقربة من بلدة تلمنس ومدينة معرة النعمان، ليصل عدد القرى المسيطر عليها إلى نحو 35.

وقال مصدر عسكري من "الجبهة الوطنية للتحرير"، إنّ قوات النظام بدأت بالتمهيد المدفعي والصاروخي على بلدتي تلمنس ومعرشورين القريبتين.

وأضاف أنّ "الكثافة النارية التي تستخدمها قوات النظام لا يمكن الصمود أمامها"، مشيراً إلى أنّ "الطائرات الروسية لا تغيب عن سماء المنطقة وتستهدف كل هدف متحرك".

كما أكد أنّ المواجهات المستمرة، منذ عدة أيام، أسفرت عن مقتل وجرح نحو 100 عنصر من قوات النظام والمليشيات المساندة لها.

ووثّق الدفاع المدني، استهداف خمس مناطق بتسع غارات جوية، سبع منها من الطيران الحربي الروسي، بالإضافة إلى 66 صاروخاً، و22 قذيفة مدفعية.

وشمل القصف معرة النعمان وكفرنبل ومعصران بريف إدلب الجنوبي، بالإضافة إلى بلدات بداما والناجية بريف إدلب الغربي.

وأدت الحملة العسكرية لقوات النظام في المنطقة إلى نزوح أكثر من 90% من قاطني مدينة معرة النعمان وريفها الشرقي.

كما دمّر القصف مئات المنازل في مدينة المعرة، التي باتت بدون كهرباء ومياه، وأغلقت محلاتها وأسواقها التجارية بشكل كامل.

في غضون ذلك، أعلنت فصائل الجيش الوطني السوري عن نيتها إرسال مقاتلين بهدف وقف هجوم قوات النظام وروسيا في المنطقة.

وخرجت تظاهرة في بلدة طفس شمال مدينة درعا جنوبي سورية، طالب خلالها المتظاهرون بوقف القصف على محافظة إدلب من قبل النظام وروسيا.

ريف إدلب.. قصف مكثف على معرة النعمان

كثفت قوات النظام السوري مدعومة بقصف روسي اليوم هجومها على معرة النعمان في ريف إدلب للسيطرة على طريق دمشق حلب الدولي، وواصلت استهداف قرى في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، وفق ما أفاد مراسل الجزيرة.

فبعد سيطرة النظام على مدينة خان شيخون الواقعة على هذا الشريان الحيوي، اتجهت الأنظار إلى معرة النعمان التي تليها مباشرة مدينة سراقب ثم مدينة حلب.

وذكر المراسل أن معظم سكان معرة النعمان نزحوا عنها بسبب الغارات الجوية السورية الروسية التي تستهدفها.

وأضاف أن الطائرات الحربية تقصف طرق عبور الحافلات التي تنقل النازحين، وهو أمر فاقم معاناة َ الأهالي.

وتستمر حركة النزوح أيضا من بلداتِ ريف إدلب الجنوبي الشرقي باتجاه الحدود التركية.

وقدّرت منظمة "منسقي الاستجابة" عدد النازحين منذ بداية الشهر الماضي -جراء الحملة العسكرية لنظام الأسد وحليفه الروسي على المحافظة- بأكثر من مئتي ألف.

كما وثقت مقتل أكثر من 225 مدنيا -منهم 74 طفلا- جراء القصف السوري الروسي على إدلب منذ تشرين الثاني الماضي.

سياسيا، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو ستفعل ما بوسعها لتنفيذ كامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الذي ينص على أن الشعب السوري هو من يقرر مستقبل البلاد ويدعو لتشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات برعاية أممية.

موقف موسكو

وقال لافروف -خلال لقائه بنظيره السوري وليد المعلم في موسكو- إن سوريا تنتقل إلى مرحلة عودة الحياة السلمية، وإن ذلك أصبح ممكنا بعد استعادة الجيش السوري بدعم من القوات الجوية الروسية السيطرة على مزيد من المناطق.

من جهته، قال المعلم إن ما وصفه بالتآمر الأميركي التركي الإسرائيلي ومن بعض دول المنطقة يعرقل جهود بلاده في محاربة الإرهاب، متهما الولايات المتحدة بقصف منشآت نفطية في حمص باستخدام طائرات مسيرة قبل أيام.

على صعيد آخر، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغا، إن وفـدا تركيـا سيتوجه اليوم إلى موسكو لمناقشة الوضع في إدلب.

وأشار إلى أن نتيجة هذه المناقشات ستحدد الخطوات المقبلة التي ستتخذها بلاده في سوريا.

وكان أردوغان قد أكد أمس أن ثمانين ألف سوري نزحوا من إدلب بسبب التصعيد الأخير، مشيرا إلى أن بلاده لا يمكنها أن تتحمل موجة نزوح جديدة.