قتل أكثر من عشرين شخصاً معظمهم أطفال ونساء، وأصيب العشرات بجروح في غارات على إدلب (شمال سوريا)، ونفت وزارة الدفاع الروسية أن تكون طائراتها الحربية قصفت المدينة.
وفي تطور آخر، قال مراسلون إن  خمسة مدنيين قتلوا وأصيب آخرون بحالات اختناق بقصف قوات النظام بقنابل تحمل غازات سامة أحياء في عربين بالغوطة الشرقية المحاصرة، وذلك بالتزامن مع هجوم واسع لقوات النظام والميليشيات الموالية لها على مواقع المعارضة بأطراف المدينة.
ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية نفيها صحة تقارير إعلامية أفادت بأن طائراتها الحربية قصفت مدينة إدلب السورية التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة.
وأفاد سكان وعمال إغاثة في إدلب بمقتل 21 شخصاً على الأقل، معظمهم أطفال ونساء، وإصابة العشرات بجروح وصفت بالخطيرة في سلسلة غارات جوية عنيفة يعتقد أنها روسية، على أحياء سكنية في المدينة، وأوضحت المصادر نفسها أن مدينة إدلب تعرضت لعشر غارات خلفت دماراً كبيراً في الممتلكات، وأسفرت عن تهدم عدة أبنية بشكل كامل وتسويتها بالأرض.
وذكرت مصادر في الدفاع المدني لوكالة الأناضول أن القصف استهدف بشكل أساسي حيّ القصور في المدينة، وتسبب في دمار كبير للمنازل والمحلات التجارية. وأشارت المصادر ذاتها إلى أنه بجانب القتلى والجرحى يوجد عشرات العالقين تحت الأنقاض، حيث تعمل فرق الدفاع المدني على انتشالهم، ورجح متطوع في الدفاع المدني لوكالة رويترز ارتفاع عدد الضحايا.
واستهدفت الطائرات الروسية عدداً من البلدات والقرى في محافظة إدلب منذ بدء تدخلها في سوريا في أيلول عام 2015 لدعم نظام الرئيس بشار الأسد. كما شنت طائرات تابعة للتحالف بقيادة الولايات المتحدة عدداً من الهجمات في إدلب استهدفت جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) وجماعات أخرى تقول واشنطن إنها مرتبطة بتنظيم القاعدة.
قصف الغوطة
وفي التطورات الميدانية الأخرى، قال مراسلون إن خمسة مدنيين قتلوا وأصيب ثمانية بحالات اختناق؛ جراء قصف قوات النظام بقنابل تحمل غازات سامة أحياءً سكنية في مدينة عربين بالغوطة الشرقية المحاصرة في ريف دمشق. وأوضح المراسل أن قوات النظام شنت بالتزامن مع ذلك هجوماً واسعاً على مواقع المعارضة في أطراف المدينة، بدعم من المليشيات الموالية لها وغطاء جوي روسي، دون أن تحقق أي تقدم.
وفي السياق ذاته، أفاد مراسلون بأن قوات المعارضة صدت هجوماً لقوات النظام على منطقة المرج في الغوطة، ونقل عن المعارضة قولها إنها كبدت النظام خسائر بشرية.
اتفاق بحمص
وفي وسط البلاد، قال مراسلون إن النظام السوري والمعارضة المسلحة توصلا إلى اتفاق يقضي بفتح معبر إنساني إلى منطقة الحولة المحاصرة في ريف حمص الشمالي. وبمقتضى الاتفاق يتوجب على النظام السماح بالخروج من الحولة لمن يرغب، كالمرضى والطلاب والموظفين، والسماح أيضاً بدخول المواد الغذائية والطبية. كما يقضي الاتفاق بوقفٍ كامل لإطلاق النار في منطقة الحولة التي يسكنها نحو خمسين ألف نسمة، وتحاصرها قوات النظام منذ منتصف عام 2012.
تجدر الإشارة إلى أن وقفاً هشاً لإطلاق النار في سوريا دخل حيّز التنفيذ في الثلاثين من كانون الأول الماضي، بضمانة تركية روسية، ولاحقاً تم التفاهم على آلية ثلاثية بين تركيا وروسيا وإيران، لمراقبة الهدنة خلال اجتماع أستانا الذي انعقد في 23 و24 من كانون الثاني الماضي، لكن قوات النظام والميليشيات استمرت في انتهاك وقف إطلاق النار.
ووثق الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بالتعاون مع نشطاء على الأرض خرق الهدنة في ثلاثين موقعاً لا تشمل منطقة تنظيم الدولة الإسلامية، وشهدت دمشق وريفها وحماة وحمص ودرعا معظم تلك الخروق.