العدد 1358 / 17-4-2019

أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، يوم الجمعة، عن استشهاد الطفل "ميسرة موسى علي أبو شلوف 15 عاما"، إثر إصابته برصاص الاحتلال بمنطقة البطن شرق جباليا، أثناء قمع قناصة الاحتلال للمشاركين بمسيرات العودة السلمية.

كما أكدت الوزارة إصابة 18 فلسطينيا، من بينهم مسعف بالطواقم الطبية، من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي شرق قطاع غزة.

وتواصل مسيرات العودة وكسر الحصار الشعبية فعاليتها للجمعة الرابعة والخمسين في قطاع غزة، في ظل رفض شعبي وفصائلي فلسطيني للإجراءات والدعوات العربية كافة للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

غير كافية

وأطلقت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار اليوم؛ جمعة "معا لمواجهة التطبيع" لتأكيد "حق الشعب الفلسطيني في العيش والكرامة"، معتبرة أن "العيش وانتصار الكرامة لا يتحقق إلا بإنهاء الحصار وطرد الاحتلال"

وشددت في بيان لها " على رفضها "مشاريع تصفية القضية الفلسطينية كافة، التي ترعاها وتقودها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب"، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني "سيبقى حجر العثرة في وجه المطبعين وتجار الأرض وسماسرة الأوطان، وفي وجه من يغلقون عواصمهم أمام الفلسطينيين ويفتحونها للعدو الغاصب".

وحول التفاهمات التي "انتزعت بدماء الشهداء" والتي تم التوصل إليها عبر الوسيط المصري مع الاحتلال، ذكرت الهيئة، أنه "رغم أهميتها وحاجتنا للتسهيلات وإجراءات تخفيف الحصار عن غزه، إلا أنها غير كافيه ونعتبرها خطوه على طريق كسر الحصار وإسقاط صفقة القرن وحمايه حقنا بالعودة".

وأكدت أنه "لولا ضغط الجماهير، وتضحياتها لما حصلنا على شيء، فلا خيار أمامنا سوى استمرار المسيرات والحضور الشعبي في الميادين بالأدوات السلمية حتى ننتزع حقنا من المحتل البغيض"، مضيفة: "ستستمر هذه المسيرات بأدواتها السلمية، حتى نستعيد حقوقنا، ويسجل التاريخ أننا من أسقط صفقه القرن وحافظ على حق العودة بالصدور العارية".

التطبيع خيانة

ووجهت التحية "لأسرانا البواسل وهم يتصدون للهجمة المسعورة عليهم في سجون الاحتلال"، مشددة على أهمية "مؤازرتهم بكل السبل الممكنة"، ويخوض مئات من الأسرى الفلسطينيين إضرابا عن الطعام منذ خمسة أيام.

ودعت الهيئة الوطنية جماهير الشعب الفلسطيني للمشاركة في فعاليات اليوم، التي ستقام في مخيمات العودة الخمسة المقامة بالقرب من السياج الأمني، الذي يفصل القطاع عن باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددة على أن مسيرات العودة "مستمرة رغم كل ما يواجهها من تحديات وحجم التضحيات التي تتوالى".

بدوره، أوضح عضو الهيئة الوطنية، القيادي بالجبهة الديمقراطية، محمود خلف، أنه "رغم التهديدات الإسرائيلية بشن عدوان على القطاع والعودة لسياسة الاغتيالات؛ سواء كان ذلك خلال الحملة الانتخابية الإسرائيلية أو ما بعد إجراء الانتخابات وفوز اليمين المتطرف، فإن ذلك لن يدفعنا للتراجع عن الاستمرار بمسيرات العودة بجماهيريتها وطابعها السلمي".

وذكر خلف، أن "رسالة هذه الجمعة مفادها، التطبيع خيانة، ومن يروج له ويعمل من أجله يضع نفسه في خانة الأعداء والخارجين عن الصف الوطني"، متوقعا من "الشعوب العربية الوفيه والمخلصة للقضايا القومية والعربية الأصيلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، أن تلفظ هؤلاء المطبعين من صفوفها".

ونوه عضو الهيئة الوطنية إلى أن الشعب الفلسطيني يتوقع "الأسوأ من اليمين الإسرائيلي المتطرف عقب تقدمه بالانتخابات الإسرائيلية، حيث يحضر لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة"، مؤكدا أن هذا السلوك الإسرائيلي، "سيفتح بؤرة صراع دامية مع الفلسطينيين، ربما تتسع لمواجهة عسكرية مع الاحتلال".

ابن علوي .. والتطبيع

يذكر أن وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي، طالب خلال كلمة له في المنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد الأسبوع الماضي في البحر الميت بالأردن، الدول العربية بطمأنة "إسرائيل" على مستقبلها وتبديد مخاوفها، وهو ما تسبب بغضب ورفض فلسطيني.

وحول أهمية استمرار مسيرات العودة الشعبية في ظل الهرولة العربية الرسمية للتطبيع مع الاحتلال، أوضح أستاذ العلوم السياسية هاني البسوس: "تأتي هذه الجمعة في ظل بعض التوجهات العربية للتطبيع مع إسرائيل، لتؤكد مسيرة العودة اليوم، الرفض الفلسطيني للتطبيع العربي مع الكيان الإسرائيلي".

وأدى قمع قوات الاحتلال للمشاركين في مسيرات العودة خلال عام كامل، إلى استشهاد 271 فلسطينيا، وإصابة أكثر من 30 ألفا بجراح مختلفة، بحسب تأكيد المتحدث باسم وزارة الصحة لـ"عربي21".