العدد 1369 / 10-7-2019

أكدت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، ببيان لها إصابة 44 فلسطينيا بجروح مختلفة،بينهم 22 بالرصاص الحي، جراء قمع قوات الاحتلال للمشاركين في الجمعة 65 لمسيرات العودة وكسر الحصار شرق قطاع غزة.

وتوافد آلاف المتظاهرون في غزة عصر الجمعة ، للمشاركة في فعاليات جمعة "بوحدتنا تسقط المؤامرة" على الحدود الشرقية للقطاع.

ورغم تصاعد وتيرة التهديدات الإسرائيلية ضد قطاع غزة المحاصر، واصلت مسيرات العودة فعاليتها، مؤكدة المضي قدما في مواجهة وإفشال مشاريع تصفية القضية الفلسطينية كافة.

"خيانة صريحة"

وأكدت الهيئة الوطنية العليا لمخيمات مسيرة العودة وكسر الحصار، في بيان لها أن "مسيرات العودة مستمرة، وستبقى متأججة بطابعها الشعبي وأدواتها السلمية، كسلاح فعّال بيد شعبنا في سياق فضح جرائم الاحتلال والدفاع المستميت عن حقوقنا وثوابتنا، وإنهاء معاناة شعبنا وكسر الحصار".

ونوهت الهيئة الوطنية، إلى أن الشعب الفلسطيني "يصر على مواجهة جرائم الاحتلال، وكل مشاريع التصفية والتآمر على شعبنا وحقوقه"، مؤكدة أن "ورشة العار في البحرين مثلت خيانة صريحة لدماء شعبنا الفلسطيني والعربي، وحلقة جديدة من حلقات السعي لدمج الكيان الصهيوني في المنطقة وترسيم التطبيع، وتطويع بعض الأنظمة العربية في خدمة مؤامرات الانقضاض على حقوقنا الوطنية".

وأضافت: "لتعلم الإدارة الأمريكية ومن دار في فلكها، أن فلسطين كاملة وعاصمتها القدس ليست للبيع، ولا يملك أحد -كائنا من كان- تفويضا أو شرعية للتنازل عن ذرة من حقوق شعبنا".

ورأت أن "الدفع بجهود استعادة الوحدة الوطنية والشراكة ضرورة وطنية ملحة، وشرط أساسي لصوغ الاستراتيجية الوطنية الموحدة لإفشال مخططات التصفية، والتصدي لجرائم الاحتلال".

ودعت الهيئة، الفلسطينيين إلى "المشاركة الواسعة" في فعاليات اليوم من مسيرات العودة، وذلك في "إطار مقاومة صفقة القرن والتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي".

حماس : "العيش بحرية"

حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وعلى لسان المتحدث باسمها حازم قاسم، أوضحت أن "هذه الجمعة هي استمرار للحالة النضالية الكبيرة والممتدة المتمثلة بمسيرات العودة الشعبية، التي انطلقت من أجل تثبيت حقوق شعبنا وانتزاع حقه في العيش فوق أرضه بحرية وكرامة".

وأكد أهمية "إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، كأحد أهم عوامل مواجهة وإفشال وإسقاط صفقة القرن الأمريكية"، موضحا أن الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة دونالد ترامب، هي "الأكثر انحيازا للاحتلال وقربا من الرواية اليمينية الإسرائيلية المتطرفة".

وشدد قاسم، على ضرورة مشاركة القوى والفصائل الفلسطينية كافة، في "إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني، بالاعتماد على استراتيجية مواجهة حقيقة، لأن المخاطر التي تمر بها قضيتنا غير مسبوقة".

بدوره، أكد عضو الهيئة الوطنية لمسيرات العودة، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، أن "هذه الجمعة تأتي في سياق الرفض الفلسطيني لصفقة القرن وعقد الورشة التصفوية في البحرين، وتأكيد الموقف الفلسطيني الثابت؛ أن مسيرات العودة مستمرة ولا يمكن أن تتوقف أبدا، كما أن مقاومة شعبنا لا يمكن أن تتوقف".

وأوضح أن "الشعب الفلسطيني يتوحد في موقفه الرافض للورشة التآمرية في المنامة، والرافض لتمرير صفقة القرن التي تستهدف تصفية قضيتنا".

ونبه المدلل، إلى أن "تواصل النضال الفلسطيني بأشكاله كافة، يؤكد أن شعبنا لن يتخلى أبدا عن حقوقه، وعلى رأسها حق العودة والقدس وفلسطين من بحرها إلى نهرها"، موضحا أن "الأوهام التي تريد الإدارة الأمريكية أن تسوقها على الشعب الفلسطيني، لا يمكن أن يرضى بها؛ فكل أموال الدنيا لا تساوي ذرة تراب من فلسطين".

"المقاومة جاهزة"

وذكر أن "وحدة الموقف الفلسطيني تجسده مسيرات العودة ، بحشودات شعبنا باتجاه السلك الزائل بيننا وبين أراضينا المحتلة عام 1948، للتأكيد أن وحدتنا هي مكمن القوة من أجل فض هذه المؤامرة الأخطر على قضيتنا الفلسطينية".

وبشأن الجديد فيما يتعلق بتفاهمات كسر الحصار عن غزة، قال عضو الهيئة: "نحن تجاوزنا الحديث عن تفاهمات كسر الحصار، واليوم نحن نتحدث عن إجراءات كسر الحصار كاملا عن القطاع"، مؤكدا أن "نضال ومقاومة شعبنا مستمرة حتى تحقيق طموحاته في الحرية والعودة والحياة الكريمة".

وحول تهديدات قادة الاحتلال لقطاع غزة التي كان أبرزها تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، أن "إسرائيل تستعد لشن عملية عسكرية واسعة النطاق" ضد غزة، بين القيادي في الجهاد الإسلامي، أن "تهديدات نتنياهو وغيره من قادة الاحتلال ليست جديدة، ولا يمكن أن تكسر إرادة شعبنا الذي لن يخضع للابتزازات الصهيونية".

ولفت المدلل، إلى أن "نتنياهو يعرف أن أي معركة ضد القطاع لن تكون نزهة، وأن إمكانيات المقاومة اليوم أكثر بكثير مما كانت عليه في السابق، وهي جاهزة للدفاع عن شعبها ورد أي عدوان صهيوني عليه".

وأدى قمع قوات الاحتلال للمشاركين في مسيرات العودة شرق غزة، إلى استشهاد 306 فلسطينيين، وإصابة أكثر من 31 ألفا بجراح مختلفة، بحسب إحصائية صادرة عن وزارة الصحة.

وانطلقت مسيرات العودة في قطاع غزة بتاريخ 30 آذار 2018، تزامنا مع ذكرى "يوم الأرض"، وتم تدشين خمسة مخيمات على مقربة من السلك الزائل شرق القطاع.