العدد 1400 / 12-2-2020

قتل عشرون مدنيا على الأقل يوم الأحد في شمال غربي سوريا حيث باتت قوات النظام على وشك السيطرة على الطريق الدولي حلب-دمشق، في وقت يدفع فيه الجيش التركي بتعزيزات عسكرية جديدة إلى داخل الأراضي السورية.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المرصد السوري لحقوق الإنسان قوله إن 14 مدنيا قتلوا في غارات روسية، بينهم تسعة في قرية كفر نوران بريف حلب الغربي.

وقتل خمسة مدنيين آخرين في غارات جوية للنظام، اربعة منهم إثر سقوط براميل متفجرة على بلدة الأتارب غرب حلب.

كما قتل مدني في قصف مدفعي على مدينة جسر الشغور جنوب محافظة إدلب.

وأفاد مراسلون في سوريا بأن قصف قوات النظام السوري وروسيا على مدن وبلدات أرياف حلب خلّف 30 جريحا أيضا.

وأشار المراسل إلى أن القصف تزامن مع اشتباكات بين قوات المعارضة المسلحة وقوات النظام التي تحاول التقدم على جبهات حلب الجديدة والزربة وإيكاردا ومواقع أخرى في ريفي حلب الغربي والجنوبي.

وفي سياق متصل، قام عناصر من قوات النظام بهدم وحرق مقابر المدنيين في مناطق استولوا عليها مؤخرا بمحافظة إدلب، وصوروا ممارساتهم تلك في مقاطع نشروها على حساباتهم في شبكات التواصل الاجتماعي.

وتظهر المقاطع المصورة عناصر تابعة لقوات النظام يهدمون القبور في قرية خان السبل التي سيطروا عليها بعد تهجير سكانها.

تعزيزات وخطة بديلة

وفي سياق التعزيزات التركية، أفاد مراسلون على حدود تركيا بأن أنقرة استقدمت مزيدا من قواتها العسكرية إلى مواقعها في إدلب.

وقد عبرت قوافل ضخمة من المركبات العسكرية التركية التي تحمل الدبابات وناقلات الجنود المدرعة وجرافات وآليات البناء المصفحة إلى نقاط المراقبة التركية البالغة 12 نقطة في منطقة إدلب السورية، وسط إجراءات أمنية واسعة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب الحرب إن 1240 مركبة عسكرية تركية عبرت إلى إدلب خلال الأسبوع الماضي، فضلا عن 5000 جندي.

في غضون ذلك، حذر وزير الدفاع التركي خلوصي أكار من أن بلاده لديها خطط بديلة في حال عدم التزام الأطراف بالاتفاقيات بشأن إدلب، مؤكدا أن أنقرة ستقوم بما يلزم إذا لم تنسحب قوات النظام من مناطق خفض التصعيد نهاية الشهر الجاري.

وقال أكار في مقابلة مع صحيفة "حريت" التركية "إذا تواصل خرق الاتفاق، لدينا خطة ثانية وخطة ثالثة"، مضيفا "نقول في كل مناسبة: لا تضغطوا علينا، وإلا فخطتنا الثانية والثالثة جاهزتان".

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أمهل دمشق حتى آخر الشهر الحالي لتنسحب من النقاط التركية، وحضّ روسيا على إقناع نظام الأسد بوقف عمليته العسكرية في إدلب.

وكان وفدان تركي وروسي قد أنهيا يوم السبت محادثات استمرت ثلاث ساعات في أنقرة، لبحث التطورات الميدانية المتسارعة في إدلب، وسبل دفع العملية السياسية.

وقال مراسلون إن الجانبين اتفقا على ضرورة التوصل إلى تهدئة بأسرع وقت ممكن، وعقد مباحثات إضافية خلال الأسابيع المقبلة.