العدد 1517 /22-6-2022

توصل فصيل "الجبهة الشامية" المنضوي ضمن "الفيلق الثالث" العامل تحت مظلة "الجيش الوطني السوري" المعارض، اليوم الثلاثاء، إلى اتفاق مع فصيل "الفرقة 32" (القطاع الشرقي لحركة أحرار الشام) لوقف الاقتتال بين الطرفين وإطلاق سراح الأسرى، بمساع تركية.

ونص الاتفاق على عودة كل الأمور إلى ما كانت عليه قبل الاشتباكات، وذلك بعد اقتتال دام ليومين نتج عنه عشرة قتلى بينهم خمسة مدنيين في منطقة "درع الفرات".

بدوره، قال قيادي عسكري عامل لدى "الجيش الوطني السوري"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "الجانب التركي اجتمع اليوم مع قادة من الفيلق الثالث ضمن منطقة حور كلس داخل الأراضي التركية، ومع قيادات من حركة أحرار الشام داخل الأراضي التركية عند الجهة المقابلة لمنطقة معبر أطمة العسكري شمال محافظة إدلب.

واتفق الطرفان على الإفراج عن جميع الأسرى لدى الجبهة الشامية وأحرار الشام فوراً"، مؤكداً أنه "هناك نحو 40 أسيراً بين الطرفين وبدأ الإفراج عنهم الآن بإشراف تركي، وعلى رأس الأسرى أبو دجانة الكردي القيادي العسكري في أحرار الشام الذي أسره عناصر الجبهة الشامية في منطقة عولان بريف مدينة الباب شرق حلب".

وأوضح المصدر إلى أن "الطرفين اتفقا أيضاً على الإبقاء على قوات فصائل تكتل هيئة ثائرون المتواجدة على خطوط التماس مع قوات النظام في جبهات ريف إدلب الجنوبي، وريف حلب الغربي، ضمن مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام"، مضيفاً أن "حركة أحرار الشام سوف تنسحب من قطاع الجبهة الشامية في مدينة جرابلس، وتحتفظ بقيادة مقرات عولان بريف مدينة الباب، وبقاء الجبهة الشامية في قريتي عبلة وتل بطال بريف مدينة الباب".

وأشار المصدر إلى أنه "سوف يتم إحالة ما تبقى من المشكلات والخلافات العالقة بين أحرار الشام والجبهة الشامية إلى اللجنة التي تم الاتفاق عليها مسبقاً لإعادة النظر فيها"، لافتاً إلى أن "الجانب التركي يتعهد بمنع تقدم هيئة تحرير الشام إلى مدينة عفرين مرى أخرى".

وشدد على أن "المعنيين الأتراك بإدارة الملف السوري تعهدوا اليوم خلال الاجتماع بإخراج هيئة تحرير الشام من منطقة غصن الزيتون وإعادة مناطق السيطرة على ماكانت عليه سابقاً".

ولفت المصدر إلى أن "هيئة تحرير الشام انسحبت بالفعل من قرى كباشين، وباصوفان، وفافرتين، وبرج حيدر في ريف مدينة عفرين ضمن منطقة غصن الزيتون عصر اليوم الثلاثاء بعد الاجتماع الذي نص على خروج الهيئة من تلك المناطق"، مضيفاً أن "فصيل فيلق الشام نشر حواجزه من جديد في القرى المذكورة أعلاه بعد انسحاب هيئة تحرير الشام منها".

وكانت "هيئة تحرير الشام" قد تمكنت من السيطرة أمس الاثنين على قرى باصوفان، وفافرتين، وكباشين، وبرج حيدر بريف مدينة عفرين، والواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "غصن الزيتون" بريف حلب الشمالي، وسيطرت على تلك القرى والحواجز التي بداخلها دون اشتباكات، وذلك بعد انسحاب حواجز فصيل "فيلق الشام" العامل ضمن تكتل "الجبهة الوطنية للتحرير" من المنطقة.

وسيطرت الهيئة على تلك القرى، لقربها من مواقع "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في قرى برج القاص، ودوق الكبير، ومياسة، وسرهان، وعقيبة، لاسيما أن الهيئة لا يوجد لها أي خطوط تماس بين مناطق سيطرتها وبين مناطق سيطرة "قسد" شمال سورية.

وكان خمسة مدنيين، بينهم طفلة ومُسن، قد قُتلوا يوم الأحد الفائت، وأُصيب خمسة آخرون بينهم امرأة، جراء الاشتباكات التي وقعت بين فصيل "الجبهة الشامية" و"الفرقة 32" في قرية عبلة ومحيط مخيم الحدث بالقرب من مدينة "الباب" شمال شرقي محافظة حلب.

محمد كركص