العدد 1354 / 20-3-2019

يسود هدوء في قطاع غزة بعد موجة من الغارات الإسرائيلية على مواقع للمقاومة الفلسطينية عقب إطلاق صاروخين على تل أبيب، في حين أكدت الفصائل الفلسطينية التزامها بالتهدئة، وعلقت مسيرات العودة مؤقتا.

وقال مراسلون إنه لم تسجل أي غارات إسرائيلية منذ صباح يوم الجمعة، رغم أن الطائرات الإسرائيلية -لا سيما طائرات الاستطلاع- لا تزال تحلق بكثافة في أجواء القطاع. أنه بعد ساعات من آخر الغارات الإسرائيلية، لا يزال التوتر والترقب يسودان في غزة، وأرجع عودة الهدوء إلى الجهود التي بُذِلت من الوسطاء، خاصة من جانب الوفد الأمني المصري، الذي كان متواجدا في غزة لحظة إطلاق الصاروخين.

يضاف الى ذلك أن جهود الوساطة، وتعاطي الفصائل الإيجابي معها، أفضت إلى استعادة الهدوء، و أن الفصائل أعطت الوفد المصري التزاما واضحا بعدم التصعيد ما دام الاحتلال لم يتمادى في القصف على غزة.

وفي الوقت نفسه، نقلت صحيفة أسوشيتد برس عن قيادي في حركة حماس أنه تم الاتفاق على العودة للتهدئة عقب المواجهة الجديدة التي دفعت آلاف الإسرائيليين في منطقة تل أبيب والمستوطنات المحيطة بغزة إلى الملاجئ.

ورغم أن الفصائل الفلسطينية الرئيسية في غزة، وفي مقدمتها حركتا حماس والجهاد الإسلامي، نفت مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخين، فإن ذلك لم يمنع إسرائيل من تحميل مسؤولية ما جرى لحركة حماس، بما أنها هي التي تحكم قطاع غزة.

وبناء على ذلك، نفذت الطائرات الإسرائيلية على مدار عدة ساعات حتى صباح الجمعة عشرات الغارات على مواقع للمقاومة، خاصة المواقع التابعة لكتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة حماس)؛ مما أسفر عن دمار كبير بتلك المواقع.

موجة قصف

وتحدث الجيش الإسرائيلي عن استهداف وتدمير نحو مئة موقع لحماس بينها موقع تحت الأرض لصناعة الصواريخ، وآخر لتطوير الطائرات المسيرة.

وأسفر القصف عن إصابة أربعة فلسطينيين، بينهم امرأة وزوجها جرحا داخل منزلهما في رفح (جنوبي القطاع).

وبينما ألقت حكومة بنيامين نتنياهو على عاتق حركة حماس مسؤولية قصف الصاروخين، وهو الأول من نوعه على تل أبيب منذ صيف 2014، أوردت وسائل إعلام إسرائيلية أن التحقيقات الأولية للجيش الإسرائيلي توصلت إلى أن إطلاق الصاروخين جرى على وجه الخطأ، وقالت صحيفة هآرتس إن الصاروخين انطلقا أثناء صيانتهما.

وبالتوازي مع تأكيد العودة إلى حالة التهدئة السابقة، أعلنت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار إلغاء مسيرات هذه الجمعة على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة نتيجة الأوضاع الأمنية.

وقالت الهيئة -في بيان- إن قرارها الاستثنائي جاء حرصا على أبناء الشعب الفلسطيني، واستعدادا لمليونية الأرض والعودة في الثلاثين من الشهر الحالي في الذكرى السنوية الأولى لانطلاق مسيرات العودة.

وقال مراسلون إن قرار إلغاء مسيرات الجمعة 51 اتخذ لتفادي اندلاع مواجهات بين المتظاهرين وقوات الاحتلال، قد تذكي التصعيد.

وفي الضفة الغربية، أصيب فلسطيني بجراح، كما تعرض العشرات للاختناق بالغاز خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في بلدة كفر قدوم (غرب نابلس) وفي بلدة بيت سيرا (غرب رام الله)، وذلك في إطار مسيرات مناهضة للاستيطان والجدار الفاصل.

"حماس": إسرائيل تصنع أزمات جديدة بغزة عبر التصعيد العسكري

قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، يوم الجمعة، إن إسرائيل تحاول من خلال تصعيدها العسكري ضد قطاع غزة، "خلط الأوراق وصناعة أزمات جديدة في غزة".

وأضاف المتحدث باسم الحركة، فوزي برهوم، في بيان وصل الأناضول نسخة منه، إن "التصعيد الإسرائيلي على غزة وقصف واستهداف المدنيين ومواقع المقاومة جريمة إضافية تضاف لسجل الاحتلال الإجرامي بحق شعبنا".

وحمّل برهوم إسرائيل المسؤولية عن تبعات ونتائج تصعيدها ضد غزة.

وشدّد على أن "المقاومة تعرف طريقها في التعامل مع هذا الكيان المجرم وكسر معادلاته، ولن تسمح مطلقا بأن تكون الساحة الفلسطينية والدم الفلسطيني مادة للتنافس الإسرائيلي على كسب الأصوات".

يأتي ذلك، عقب سلسلة غارات عنيفة شنها الجيش الإسرائيلي، فجر الجمعة، على قطاع غزة، بعد ساعات على إعلانه إطلاق صاروخين من القطاع باتجاه منطقة "غوش دان"؛ وهي الكتلة التي تشمل مدينة تل أبيب، والمناطق المحيطة بها.

من جانبه، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، آفيخاي أدرعي، صباح يوم الجمعة، أن "طائرات ومروحيات تابعة للجيش الإسرائيلي شنت غارات على نحو 100 هدف تابع لحماس في قطاع غزة".

وحمّل الجيش حركة حماس، المسؤولية عن إطلاق صاروخين من قطاع غزة باتجاه منطقة "غوش دان"، إلا أن حركتي حماس والجهاد الإسلامي أعلنتا عدم مسؤوليتهما عن إطلاق الصاروخين.