أعلنت «غرفة عمليات البنيان المرصوص» في درعا جنوبي سوريا السيطرة عن «كتلة النجار» الاستراتيجية، أقوى حصون النظام في حي المنشيّة. وأكدت غرفة العمليات أن النظام السوري فقد السيطرة على أغلب المناطق، وسط ما وصفتها بحالة انهيار في صفوف عناصره. في حين شن الطيران الروسي غارات مكثفة بعشرات الصواريخ على درعا البلد عقب تقدم كتائب المعارضة مخلفاً ضحايا. وأشارت غرفة العمليات إلى أن النظام استخدم النساء «دروعاً بشرية»، في محاولة لمنع تقدم فصائل المعارضة في الحي، وطالبت بإشعال الإطارات لتخفيف من كثافة القصف الجوي على المنطقة. وقالت غرفة العمليات في وقت سابق، إن عشرات من عناصر قوات النظام والمليشيات الموالية له قتلوا أو جرحوا خلال يومين من المعارك في مدينة درعا.
ونقلت شبكة شام أن كتائب المعارضة السورية ضمن معركة «الموت ولا المذلة» تخوض اشتباكات عنيفة جداً على كافة محاور حي المنشية -أكبر معاقل النظام بمدينة درعا- لتشتيت قدرات النظام الدفاعية، التي قالت إنها بدأت بالانهيار. وفي وقت سابق أفاد مراسلون في درعا بأن «غرفة عمليات البنيان المرصوص» نسفت حاجز أبو نجيب أهم معاقل الشبيحة بمدينة درعا، في ظل استمرار المعارك العنيفة بين فصائل المعارضة وقوات النظام ومليشياته في الحي. وأوضح المراسلون أن المعارضة صدّت هجوماً مضاداً لقوات النظام مدعومة بعناصر إيرانية ومن مليشيات حزب الله اللبناني، وقتلت عدداً كبيراً من قوات النظام، وذلك بالتزامن مع استمرار القصف المكثف الجوي والصاروخي من تلك القوات على أطراف حيّ المنشية، الذي تسعى المعارضة للسيطرة عليه لمنع محاولات النظام قطع الطريق بين الريفين الشرقي والغربي لدرعا. وأضافت غرفة العمليات أنها تمكنت من استدراج عدد من جنود النظام إلى أحد المباني التي تسطير عليها وقامت بتفخيخه، وبعد تأكدها من دخول عناصر النظام إلى المبنى فجّرته، مما أدى لمقتل جميع من كانوا داخله. كما نشرت الغرفة أسماء ستة ضباط في جيش النظام قتلوا أثناء المعارك الدائرة في الحيّ.
غارات روسية
وفي ظل احتدام المعارك، أفاد مراسلون في درعا بسقوط قتلى جراء غارات روسية بعشرات الصواريخ على درعا البلد. ووثقت شبكة شام تحليقاً مكثفاً للطيران الحربي والمروحي في سماء درعا البلد، وشن عشرات الغارات الجوية المكثفة بالصوايخ والبراميل المتفجرة على نقاط الاشتباكات في حي المنشية وأيضاً على منازل المدنيين في درعا البلد، وذلك عقب التقدم الكبير الذي حققته كتائب المعارضة.
أما في ريف درعا فتدور اشتباكات بين الفصائل وقوات النظام على طريق درعا- خربة غزالة، الذي يعتبر طريق إمداد نظام الأسد إلى مدينة درعا. وتهدف معركة «الموت ولا المذلة» التي أعلنت المعارضة عنها يوم الأحد، لتحرير كامل حي المنشية الاستراتيجي المتاخم لجمرك درعا القديم، إذ بسيطرة المعارضة عليه تتلاشى جهود النظام للوصول إلى المعبر الحدودي مع الأردن. كما تعتبر السيطرة على الحي أيضاً تأميناً أكبر للطريق الحربي الواصل بين مدينة درعا وريفها الشرقي من جهة، وريف درعا الغربي من جهة أخرى.
قصف جوي على درعا
وقالت وسائل إعلام حكومية إن المعارضة المسلحة أمطرت مناطق مدنية في درعا جنوبي البلاد بقذائف المورتر، ما دمر كثيراً من المنازل. وقال مصدر في المعارضة لـ«رويترز» إن ما لا يقل عن ثلاثين غارة روسية نفذت الثلاثاء، فيما منعت المعارضة من تحقيق مزيد من المكاسب في الجيب شديد التحصين، بعدما سيطروا على أجزاء كبيرة من الحيّ. وقال إبراهيم عبد الله، القيادي الكبير في المعارضة المسلحة: «عندما بدأ النظام يفقد السيطرة على بعض المناطق... بدأت الطائرات الروسية عملياتها».
وامتد القتال أيضاً إلى مناطق أخرى في المدينة؛ حيث أطلق المعارضون قذائف المورتر على أجزاء تسيطر عليها الحكومة. وقال سكان إن الجيش أطلق صواريخ أرض-أرض على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في المدينة. والمعارك في درعا هي الأشد منذ أن بدأ تحالف من المعارضة الرئيسية يدعى «الجبهة الجنوبية» حملة عسكرية فاشلة للسيطرة عليها بالكامل عام 2015. ولم تشهد المحافظة المتاخمة لكل من فلسطين المحتلة والأردن الدمار ذاته الذي سببه القصف الجوي الروسي شمالي سوريا، بعدما كثفت روسيا تدخلها العسكري في سوريا في 2015. وفشل الجيش السوري حتى الآن في استعادة السيطرة على المعبر الحدودي، على الرغم من المحاولات المتكررة لذلك.
وقال أحد السكان ويدعى سلامة: «لا يمر يوم إلا ويحاول النظام التقدم».
ويسيطر مقاتلو الجيش السوري الحر على ما لا يقل عن نصف المحافظة الجنوبية، لكن جماعات تابعة لتنظيم الدولة لها وجود في منطقة إلى الغرب من مدينة درعا في وادي اليرموك قرب مرتفعات الجولان.
وقال عمال إغاثة إن طائرات أصابت مستشفى ميدانيا في درعا يحصل على تمويل غربي، وإن الغارات قتلت سبعة على الأقل من أعضاء أسرة واحدة في المنطقة الحدودية، حيث فر كثير من السكان في الأيام الأولى من الصراع السوري.