العدد 1496 /19-1-2022

أثار إعلان وزارة الداخلية الفلسطينية في قطاع غزة، يوم الأحد، عن اعتقال عميل للموساد بتهمة المشاركة في قتل العالم الفلسطيني فادي البطش بماليزيا قبل أربع سنوات، تساؤلات حول دلالات وتداعيات هذه العملية التي نفذها جهاز الأمن الداخلي في القطاع.

وأعلن الناطق باسم الداخلية، إياد البزم، في تصريح صحفي عن توقيف أحد المتورطين باغتيال البطش في ماليزيا قبل نحو أربع سنوات.

وقال البزم إنه من خلال التحقيقات الجارية لدى الأمن الداخلي؛ فإن أحد الموقوفين اعترف بمشاركته في اغتيال الشهيد البطش، مؤكدا تورط جهاز الموساد الإسرائيلي في العملية.

إنجاز وطني وفضيحة إسرائيلية

ورأى الخبير الأمني رامي أبو زبيدة، أن اعتقال عميل الموساد يمثل "ضربة أمنية" وجّهها جهاز الأمن الداخلي في غزة للاحتلال، مؤكدا أن "هذا الاعتقال يساعد على تمكين الجبهة الداخلية، والحفاظ على أمن أفراد المقاومة ومقدراتها".

وقال: إن "هذا إنجاز وطني يسجل للأجهزة الأمنية في القطاع بمجال العمل الاستخباري، وهو في الوقت ذاته فضيحة كبرى لجهاز الموساد الإسرائيلي"، لافتاً إلى أن "ما حصل يثبت أن العقل الاستخباري للمقاومة قادر على هزيمة العدو في حرب العقول".

ورجّح أبو زبيدة أن يساهم اعتقال عميل إسرائيلي بهذا الحجم في "إحباط وكشف خطط أجهزة استخبارات الاحتلال ومؤامراتها، خصوصاً ما يتعلق بالعملاء".

وتابع: "قد تكشف هذه الضربة الأمنية العديد من وحدات الموساد، والمؤسسات التي تتحرك من خلالها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، في عدة مناطق عربية وإسلامية، ضد المقاومة في غزة".

الكشف عن معلومات سرية

من جهته؛ قال المختص في الشأن العبري، ياسر مناع: إن "الموساد الإسرائيلي بعد عملية اغتيال الشهيد محمود المبحوح في دبي عام 2010، وما تلاها من عمليات تحقيق أدت إلى كشف عناصر إسرائيلية؛ استبدل طريقة عمله، خصوصاً في الاغتيالات، وأصبح يعتمد على عناصر أجنبية؛ لتفادي ما وقع به في السابق".

وأضاف أن "الموساد نفذ عدة عمليات اغتيال من خلال هذا الأسلوب الجديد؛ مثل عملية اغتيال فادي البطش في ماليزيا، ومهندس الميكانيكا محمد الزواري في تونس، والعالم النووي محسن فخري زادة في إيران".

ورجّح مناع أن تمتنع سلطات الاحتلال عن إصدار أي تعليق رسمي على اعتقال عميل الموساد؛ "كونه ليس إسرائيلياً".

وتابع: "ستكون هناك تداعيات كبيرة؛ لأن معلومات سرية ستُكشف من خلال التحقيق مع العميل، وهذا بحد ذاته إخفاق كبير بالنسبة لإسرائيل".

وفي 21 نيسان/أبريل 2018؛ أعلنت الشرطة الماليزية عن اغتيال الأكاديمي الفلسطيني فادي البطش، إثر "إطلاق نحو 10 رصاصات عليه، أثناء توجهه إلى أحد المساجد القريبة من منزله في العاصمة كوالالمبور، لأداء صلاة الفجر".

وقال قائد شرطة كوالالمبور: "أطلق شخص أو اثنان، كانا يستقلان دراجة نارية، الرصاص على الأكاديمي الفلسطيني (35 عاما) أثناء سيره على ممر المشاة عند السادسة صباح اليوم بالتوقيت المحلي".

وعقب اغتياله؛ نشرت القناة العبرية الحادية عشرة، خبراً على موقعها الإلكتروني بعنوان "اغتيال مهندس حماس في ماليزيا".

ونعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" - في حينه - البطش، قائلة إنها "تنعى ابناً من أبنائها البررة، وفارساً من فرسانها، وعالماً من علماء فلسطين الشباب، وحافظاً لكتاب الله، ابن جباليا المجاهدة".

ويوصف "البطش" بأنه عالم في مجال الهندسة الكهربائية، حيث ابتكر جهازاً لنقل الطاقة الكهربائية باستخدام تكنولوجيا إلكترونيات القوى، ونشر 18 بحثًا محكمًا في مجلات عالمية، وشارك في أبحاث علمية محكمة بمؤتمرات دولية عقدت في عدة دول، وحصل على جائزة أفضل بحث في مؤتمر عقد بالسعودية عام 2014.

المركز الفلسطيني للإعلام