العدد 1683 /1-10-2025

آدم يوسف

كشفت صحيفة عبرية، عن أسماء ستة مليارديرات أميركيين من أصل يهودي، وهم: جان كوم، مايكل ديل، بيل أكمان، مارك بينيوف، لاري إليسون، مايكل بلومبيرغ، يقومون بتمويل حروب إسرائيل ودعمها سرًا بمليارات الدولارات، بعيدًا عن الأضواء.

وبحسب "جيروزاليم بوست"، في 22 سبتمبر/أيلول، فإن هؤلاء المليارديرات هم الأكثر تأثيرًا في مساندة إسرائيل ماليًا واقتصاديًا وتقنيًا، من خلال دعم الجيش الإسرائيلي ببرامج متقدمة للتخزين السحابي والتكنولوجيا الحديثة. وتكمن أسباب إخفاء دور هؤلاء في أنهم أصحاب ومديرو شركات كبرى تتعامل مع دول العالم كافة، ويخشون أن يؤثر الإعلان عن دعمهم المباشر لإسرائيل على مصالح شركاتهم وأسواقهم الدولية.

بداية مع لاري إليسون، الرئيس التنفيذي لشركة "أوراكل"، التي تعد من أكبر شركات قواعد البيانات والخدمات السحابية والذكاء الاصطناعي في العالم. تمتلك الشركة عملاء في أكثر من 145 دولة، مع استثمارات ضخمة في الخليج ومصر. وكشف موقع "تروث أوت"، في 2 ديسمبر/كانون الأول 2024، أن إليسون يعد من كبار الداعمين العسكريين لجيش الاحتلال، ومن أبرز المتبرعين لجمعية "أصدقاء الجيش الإسرائيلي"، كما تفوق أخيرًا على إيلون ماسك وأصبح أغنى رجل في العالم في سبتمبر/أيلول، بعدما ارتفعت ثروته الصافية بنحو 101 مليار دولار في يوم واحد، بفضل نجاح الشركة التي أسسها.

أما جان كوم، مؤسس تطبيق واتساب، فهو يهودي أميركي من أصل أوكراني، ويوصف بأنه "متبرع هادئ لكن مؤثر" للقضايا اليهودية في العالم ويدعم مؤسسات مرتبطة بإسرائيل. واحتل المرتبة الـ27 في قائمة "فوربس إسرائيل" لعام 2025 بثروة صافية بلغت 16.3 مليار دولار. وقدمت مؤسسته الخيرية 17 مليون دولار للجمعية اليهودية الأوروبية، وهي منظمة مقرها بروكسل ودعم مؤسسات مرتبطة بإسرائيل، بحسب "يديعوت أحرونوت". إضافة إلى تبرع بـ2 مليون دولار لـ "أيباك"، اللوبي اليهودي الأميركي الداعم لإسرائيل، وفقاً لوكالة التلغراف اليهودية.

في السياق نفسه، موّل مايكل ديل، مالك شركة "ديل تكنولوجيس"، التي تمتلك استثمارات ضخمة في إسرائيل بمجال الأمن السيبراني والحوسبة، خلال حرب غزة مشاريع يهودية عبر "مؤسسة مايكل وسوزان ديل"، التي خصصت 15 مليون دولار لـ17 مشروعًا في إسرائيل وخارجها، بحسب صحف عبرية. كما فازت شركته بعقود مع وزارة الدفاع الإسرائيلية لتوريد خوادم وأجهزة بقيمة 150 مليون دولار عام 2023. كما دعم هذا الملياردير مشاريع تكنولوجية وبرامج تعليمية، ومبادرات قيادية شبابية، في إسرائيل، وصنفت مجلة فوربس "ديل" باعتباره سادس أغنى يهودي في العالم بحلول عام 2025، بثروة تبلغ 113.5 مليار دولار.

ومن هؤلاء المليارديرات اليهود الأميركيين الداعمين لإسرائيل أيضا، "بيل أكمان"، مالك شركة Pershing Square Capital Management، التي تملك سلسلة من المطاعم والكافيهات العالمية في الولايات المتحدة والشرق الأوسط أبرزها "برغر كينغ"، وكافيهات Tim Hortons، التي تنافس ستاربكس. خاض أكمان معركة عامة شرسة ضد جامعته الأم، جامعة هارفارد، بسبب سياساتها بشأن مزاعم معاداة السامية، ودافع عن إسرائيل منتقدا سماح الجامعة للطلاب بالتظاهر ضدها، وأعلن تعليق تمويل للجامعة، كما أعلن أنه سيرصد أسماء الطلاب الذين يتظاهرون ضد إسرائيل وينشرها كي لا تقوم الشركات الأميركية بتوظيفهم حال تخرجهم!

واحتل أكمان المركز الثالث في قائمة أكثر اليهود تأثيراً لعام 2024، ونقلت عنه "جيروزاليم بوست" قوله إن السابع من أكتوبر كان "دعوة للاستيقاظ حول أهمية إسرائيل وانتشار معاداة السامية في كل مكان". وفي سبتمبر/أيلول 2024، تم تكريمه بافتتاح التداول في بورصة تل أبيب، حيث كرر موقفه بأنه على الرغم من أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول والحروب التي تلتها، "لا يوجد وقت أفضل للاستثمار في إسرائيل".

بينما مالك شركة سيلزفورس ومجلة تايم الأميركية، مارك بينيوف استثمر بشكل كبير في إسرائيل عبر الاستحواذ على شركات ناشئة وإنشاء مركز بحث وتطوير يوظف مئات الإسرائيليين. وتبرع كذلك لمنظمة "يونايتد هتزالا" الإسرائيلية بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مؤكداً أن مركز شركته في إسرائيل يعد "استراتيجيًا".

وأخيراً، تبرع مايكل بلومبيرغ، مؤسس بلومبيرغ أل بي، إحدى أكبر شركات الإعلام والبيانات المالية في العالم، بأكثر من 100 مليون شيكل لدعم إسرائيل خلال السنوات الأخيرة، ويعد من أبرز الممولين السياسيين في أميركا. بلغ مجموع تبرعاته أكثر من 17 مليار دولار خلال حياته، جزء كبير منها لإسرائيل.