صعّدت قوات الاحتلال من اعتداءاتها ضد المقدسيين، حيث أطلقت أعيرة نارية مطاطية وقنابل أثناء أدائهم صلاة العشاء عند باب الأسباط، ما أدى إلى إصابة 34 مقدسياً، 14 إصابة خطيرة بالصدر، جرى نقلهم إلى «مستشفى المقاصد» في المدينة، فيما تمّ التعامل مع 20 إصابة ميدانياً.
وقد أصيب خطيب مسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري برصاصة مطاطية برأسه تسببت بنزيف حاد، بعدما تمّ الاعتداء عليه بالضرب بالهراوات، نقل إثرها إلى «مستشفى المقاصد» للمعالجة.
وأكد الشيخ صبري أن «إصابتي برصاص الاحتلال تمت بعد الصلاة مساء أمس، حيث كنا نؤدي صلاة العشاء عند باب الأسباط، لرفضنا إجراءات الاحتلال بوضع بوابات الكترونية على بابي الأسباط والمجلس، في تدابير غير مسبوقة تتعارض مع حرية العبادة، ولأن الأقصى للمسلمين وإدارته يجب أن تكون للمسلمين فقط، ولن نسمح بتغيير ذلك، والسماح للاحتلال بالسيطرة على الأقصى أو إدارته».
وأشار إلى أن «سلطات الاحتلال ركبت البوابات دون موافقة الأوقاف الإسلامية، وهو تدخل في شؤون الوقف الإسلامي، ويهدف إلى التضييق على المسلمين».وأصيبت مراسلة «الجزيرة» في القدس لطيفة عبد اللطيف برصاصة مطاطية خلال تغطيتها الاشتباكات العنيفة بين مصلين وشرطة الاحتلال.وطاردت وحدات الاحتلال الشبان المقدسيين داخل أزقة البلدة القديمة، وأقدموا على تكسير أبواب المنازل بحثاً عنهم، وجرى اعتقال عدد منهم.
وفي تصرف غير أخلاقي، لاحقت قوات الاحتلال سيّارات «الهلال الأحمر الفلسطيني» لمنع وصول المصابين إلى المستشفيات، وأطلقت قنبلة صوتية باتجاه إحدى سيّارات الإسعاف، فيما نُفّذ اعتداء آخر على أحد طواقمها.
وأكدت شخصيات وطنية إسلامية ومسيحية مقدسية رفضها للبوابات الالكترونية، مشيرين إلى «أن الأقصى لا يزال محاصراً بإجراءات الإحتلال المتمثلة بالبوابات الالكترونية من جهة، وإغلاق معظم أبوابه من جهة أخرى». وشدّدوا على «أن العبور إلى المسجد الأقصى يكون عبر بواباته الرئيسية دون إجراءات تقيّد حرية العبادة»، داعين إلى «إزالتها على الفور».
في غضون ذلك، ما زال يهود متطرفون يدخلون إلى باحات المسجد في أوقات محددة، يمارسون خلالها شعائرهم التلمودية، والمجاهرة بأنهم ينوون بناء الهيكل المزعوم مكان الأقصى.
وفي تطوّر خطير، ذُكِرَ عن اتفاق جديد حصل بين الحاخامات المتدينين المتزمتين (حريدين) مع رئيس بلدية الاحتلال في مدينة القدس نير بركات، يقضي بالتفاهم على تقسيم المدينة بين المتدينين والعلمانيين اليهود، ونوع المؤسسات التعليمية التي سيتم فتحها في هذه المناطق، وأين سيتم بناء مستوطنات للعلمانيين وأخرى للمتدينين. ويأتي هذا الاتفاق الخطير ليقسم مناطق المدينة المقدسة كافة.
إلى ذلك، استشهد الشاب الفلسطيني رأفت نظمي شكري حرباوي (29 عاماً) من مدينة الخليل، وزعمت قوات الاحتلال أن حرباوي كان يحاول تنفيذ عملية دهس جنديين على مفرق بيت عينون – شرق الخليل، ظهر الثلاثاء، حيث أطلق جنود الاحتلال النار باتجاهه، فاستشهد على الفور. وفتح جنود الاحتلال رشاشاتهم بكثافة تجاه سيّارة فلسطينية من نوع (مازدا) تقل شخصين، ومنعوا مجموعة صحافيين من تغطية إطلاق النار على سيّارة الشهيد حرباوي. وحاصر جنود الاحتلال منزل عائلة الشهيد ومنعوا المصورين من التقاط الصور لعائلته.}