العدد 1681 /17-9-2025
قاسم قصير
في منتصف شهر ايلول
من العام 2024 بدأ العدو الصهيوني شن حربا جديدة على لبنان وذلك من خلال تنفيذ
تفجير اجهزة البيجر واللاسلكي والتي يستعملها عناصر حزب الله والتي طالت الاف
المواطنين والعناصر ، واستشهد المئات وجرح الالاف ، هذه العملية التي تم التحضير
لها قبل عدة سنوات من قبل العدو الصهيوني تؤكد ان هذا العدو كان يجهز لعدوان كبير
على لبنان قبل حرب الاسناد التي بدأها حزب الله في الثامن من تشرين الاول في العام
2023.
هذه الحرب الجديدة التي بدأها العدو
الصهيوني هي امتداد للحرب التي بدأت في الثامن من تشرين الاول واستمرت حوالي العام
وادت لسقوط حوالي خمسمائة شهيد من قادة وكوادر حزب الله وحركة حماس وقوات الفجر
التابعة للجماعة الاسلامية وصولا لاستهداف القائد البارز في الحزب الحاج فؤاد شكر
في الثلاثين من تموز .
وبعد عملية البيجر واللاسلكي شن العدو
الصهيوني غارة على مقر قوات الرضوان في الضاحية الجنوبية وادت لاستشهاد الحاج ابراهيم
عقيل ( عبد القادر) مع عدد من قادة الرضوان ، وكانت بداية لحرب واسعة على لبنان .
وفي السادس والعشرين من ايلول وافق حزب الله
ولبنان على مشروع لوقف اطلاق النار برعاية اميركية وفرنسية وكان ينتظر موافقة
الكيان الصهيوني ، لكن بدل حصول الموافقة نفذ العدو الصهيوني عملية اغتيال الامين
العام للحزب السيد حسن نصر الله مع احد قادة الحرس الثوري الايراني والقائد علي
كركي ( ابو الفضل) وعدد من مساعدي السيد نصر الله ، وتطورت الحرب لتطال ايضا
الامين العام الجديد السيد هاشم صفي الدين وعدد من قادة وكوادر الحزب وابرزهم
الشيخ نبيل قاووق وقادة عسكريين وامنيين.
وعمد الحزب لانتخاب الشيخ نعيم قاسم امينا
عاما جديد وخوض معركة قاسية في جنوب لبنان لمنع الاحتلال الاسرائيلي من الدخول الى
الاراضي اللبنانية وبقي المقاتلون صامدون حوالي شهرين الى ان اعلن وقف اطلاف النار
في السابع والعشرين من شهر تشرين الثاني من العام الماضي برعاية اميركية فرنسية
وكان من المفروض انسحاب العدو من النقاط التي احتلها ووقف الاعتداءات على لبنان ،
لكن العدو رفض الانسحاب واستمر في الاعتداءات والاغتيالات رغم انتشار الجيش
اللبناني في منطقة جنوب الليطاني وانسحاب مقاتلي الحزب .
واليوم وبعد عام من هذه الحرب الاسرائيلية
المستمرة على لبنان تكشفت العديد من العبر والنتائج بانتظار قيام حزب الله باعلان
تقييمه لما جرى ، وابرز الدروس والعبر المستفادة :
اولا : تعرض حزب الله والمقاومة لضربات
قاسية بسبب الانكشاف الامني والتكنولوجي مما افقد الحزب القدرة على المبادرة
والردع .
ثانيا : استخدم العدو الاسرائيلي تقنيات
جديدة في الحرب وخصوصا الذكاء الاصطناعي والقدرات التقنية مما اعطاه قدرة جديدة
على تحقيق انجازات امنية وعسكرية.
ثالثا : نجح مقاتلو الحزب في الصمود في
المعركة البرية ومنعوا العدو من التقدم لكن العدو استفاد من وقف اطلاق النار
لتحقيق ما لم يحققه في الحرب .
رابعا : ادى سقوط النظام السوري الى خسارة حزب الله موقع استراتيجي وممر
مهم للسلاح مما افقده بعض القدرات .
خامسا : فرضت التغييرات السياسية والعسكرية في لبنان والمنطقة على حزب الله
تغيير العديد من الاسس التي كان يعمل على اساسها في لبنان والمنطقة ، لكنه لا يزال
يحتفظ بقدرات مهمة ودعم شعبي واسع ولذلك تستمر الضغوط عليه لتسليم سلاحه ولكن
الحزب يرفض ذلك قبل وقف الاعتداءات وانسحاب العدو واطلاق الاسرى والبدء بالاعمار ،
وسنكون امام اشهر مهمة في المرحلة المقبلة.
سادسا : هناك حاجة كبيرة لاعادة تقييم كل
التطورات التي حصلت في لبنان والمنطقة من اجل وضع رؤية جديدة للمرحلة المقبلة .
سابعا : نجح الحزب في اعادة ترميم صفوفه وبنيته الداخلية لكنه يحتاج لقدرات
وامكانيات جديدة من اجل ردع العدو واعادة التوازن معه .
وبانتظار ما سيعلنه جزب الله في الذكرى
السنوية الاولى للحرب ، فاننا امام مرحلة جديدة مفتوحة على كل الاحتمالات والحرب
لا تزال مستمرة ولو باشكال جديدة.
قاسم قصير