كشفت المعارضة السورية في محادثات «جنيف4» يوم الاثنين، علاقة نظام بشار الأسد بتنظيم الدولة. وقالت المعارضة السورية، إن «النظام يدافع عن تنظيم الدولة، بتشكيله حاجزاً يمنع الجيش الحرّ من قتال التنظيم المسلح».
وأشارت إلى أنها ستلتقي مع الجانب الروسي سعياً لاتخاذ موقف إيجابي يراهن على الشعب لا على شخص زائل، في إشارة إلى بشار الأسد.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده رئيس وفد المعارضة إلى جنيف، نصر الحريري، في المقر الأممي بجنيف، عقب جلسة مباحثات مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا.
وأفاد الحريري: «انتهينا من الاجتماع الثاني مع المبعوث الخاص، واللقاء كان أكثر إيجابية (من اللقاء الأول)، وقدمنا له بياناً حول الإجراءات والآراء والأجندة التي تم اقتراحها، ووثيقتين عن الوضع الكارثي الإنساني الذي تتعرض له سوريا، والقصف من قبل النظام بالصواريخ، والنابالم، وغاز الكلور السام، في مختلف المناطق، والثانية تتحدث عن الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار».
وأشار إلى أن «عدد الشهداء منذ اتفاق وقف إطلاق النار الأخير الموقع يوم بداية العام، بلغ 1161 مدنياً بريئاً، 216 منهم أطفال، ونحو 160 من النساء. وبالمقابل هناك انتصار يسجل للإنسانية في سوريا، حيث فاز فريق الدفاع المدني بجائزة الأوسكار بعرضهم فيلم عن الخوذ البيضاء».
ويقدم الفيلم لمحة عن الحياة اليومية للمتطوعين في الخدمة بمنظمة الدفاع المدني التابعة للمعارضة السورية المعروفة باسم «الخوذ البيضاء».
وعن وضع المفاوضات، قال الحريري إنه «حتى هذه اللحظة لم نجد شريكاً حقيقياً باحثاً عن السلام والأمن والاستقرار، فالنظام يستمر بارتكاب المجازر، وقتل المدنيين لتقويض العملية السياسية، وبالمقابل لم نجد موقفاً أو تصريحاً أو بياناً أو إدانة من أغلب أعضاء المجتمع الدولي».
الحريري تحدث عن لقاء لهم مع وفد روسي، حيث أفاد: «نتمنى أن لا تكون روسيا مرهونة لمليشيات إيرانية مارقة تخرب في المنطقة ولا تريد السلام ولا تحلم به، وستبقى تعمل من أجل تقويض أي فرصة، لتقويض الحل السياسي في سوريا».
من جانب آخر، اتهم الحريري النظام السوري بالتعاون مع تنظيم الدولة، قائلاً: «اليوم سمعتم بأن قوات نظام بشار الأسد تدافع عن «التنظيم» في سوريا، قبل أيام، وفي الوقت الذي تكون فيه المعارك على أشدها على خطوط التماس في القرى التي تقع شرق مدينة الباب المحررة (بريف حلب)، يقوم النظام بالتنسيق مع داعش بفتح شريط يتخلل الحيز الذي يسيطر عليه التنظيم، لتقف حاجزاً أمام قوات الجيش الحر الذي يقاتل التنظيم».
وأرجع ذلك لأن «نظام بشار الأسد يشعر اليوم بأن الأوراق التي كان يلعب عليها تختطف من يده، فلا يريد لأبطال الجيش الحر تحقيق الانتصارات على داعش، قواته تقوم اليوم بدور الحاجز بين الجيش الحر والتنظيم».
وأوضح أن «المعارضة قدمت خلال لقائها بميستورا شهادة موثقة لأحد المساجين العلويين (تابع لقوات النظام) كان أسيراً لدى قوات الجيش الحر، وتم إطلاق سراحه لاحقاً، تحدث بالتفصيل كيف تنسق قوات النظام مع تنظيم الدولة». فيما روسيا حاولت اتخاذ موقف محايد حتى هذه اللحظة، لكنها لا تستطيع أن تأخذ القرار من الميليشيات الإيرانية الموجودة، ولكن انفتاحها على ممثلي الفصائل الثورية المعتدلة التي تمثل الشعب السوري، واعترافها بهذه الفصائل كطرف مفاوض في اتفاقية أصبحت موجودة في الأمم المتحدة، يعتبر إشارة».
وتخشى المعارضة السورية من أن يؤثر عدم التزام روسيا بوعودها سلباً على مجريات مفاوضات «جنيف4»، باعتبار أن وقف إطلاق النار هو أحد إجراءات بناء الثقة الضرورية للمضي في العملية السياسية.
تعاون الأسد وداعش
قال محمد علوش، رئيس وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات أستانة، وعضو الوفد التفاوضي للمعارضة في مفاوضات «جنيف- 4»، إن «الوفد عاد من أستانة بأكياس من الوعود فقط لم ينفذ منها شيء على أرض الواقع»، ولا سيما وقف القصف.
وأبلغ وفد المعارضة، وفق علوش، «الجانب الروسي بأن لدى المعارضة وثائق تثبت تعاون نظام الأسد مع تنظيم داعش، فكان الرد الروسي بأنهم يعرفون ذلك»، على حد قوله.
وأعرب عن اعتقاده بأن هناك أهدافاً سياسية أرادت موسكو الوصول إليها من خلالنا، وعندما فشلت أعطت الضوء للنظام بالقصف، أو أنها محاولة للسيطرة على المعارضة كما تسيطر على النظام، ووضع الجميع تحت العباءة الروسية، وهناك احتمالات أخرى يمكن أن تؤخذ بعين الاعتبار». وشدد علوش على أن «الميليشيات الإيرانية (التي تحارب مع النظام) في سوريا هي مجموعات إرهابية، ومن غير العادل مناقشة إرهاب جهة واحدة، وغض الطرف عن مناقشة إرهاب المجموعات الأخرى».
إرهاب النظام
واعتبر عضو الوفد التفاوضي للمعارضة في مفاوضات جنيف4 أن «النظام لا يريد وقف إطلاق النار؛ فهو يعيش على الدم، فإذا توقف إطلاق النار ينتهي النظام.. هذا النظام ينفذ هجمات ضد نفسه، كما حدث في تفجير مبان أمنية في مدينة حمص، ليتيح لنفسه ولمندوبه في الأمم المتحدة ورئيس وفده إلى جنيف، بشار الجعفري، الحديث عن الإرهاب».
وأعلنت «هيئة تحرير الشام» مسؤوليتها عن مقتل ثلاثين ضابطاً وجندياً من قوات النظام، بينهم رئيس فرع الأمن، اللواء حسن دعبول، ورئيس فرع أمن الدولة، العميد إبراهيم الدرويش، في هجومين متزامنين استهدفا فرعي الأمن العسكري وأمن الدولة في حيّي الغوطة والمحطة بمدينة حمص.
وتساءل علوش «أليس ما يقوم به النظام من قتل للمدنيين واحتجاز مئات الآلاف واستخدام الأسلحة الكيمائية إرهاباً (؟!)».
وختم بقوله: «سوريا بخير إذا ذهب بشار الأسد، أما إذا بقى فلن تكون بخير».}