العدد 1645 /1-1-2025
قاسم قصير

يدخل لبنان العام الميلادي الجديد في ظل تطورات عديدة شهدها العام الماضي واهمها الحرب العدوانية الاسرائيلية على لبنان وسقوط نظام الرئيس بشار الاسد وفي ظل المخاوف من سقوط وقف اطلاق النار وعودة الحرب مجددا .

فما هي ابرز الملفات والتحديات التي يواجهها لبنان في العام الجديد ؟

اولا : الانتخابات الرئاسية واعادة تكوين السلطة

من المقرر ان تنعقد جلسة انتخابات الرئيس الجديد للجمهورية في التاسع من كانون الثاني ولكن من غير الواضح اذا كانت هذه الجلسة ستؤدي الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية او لا في ظل العدد الكبير من المرشحين وعدم الاتفاق على اسم محدد ، وقد برزت اسماء جديدة على لائحة المرشحين وبدات بعض الدول تدخل على خط الانتخابات مثل السعودية والتي استقبلت قائد الجيش العماد جوزيف عون وسترسل وفدا دبلوماسيا الى لبنان ، كما سيصل الى لبنان المبعوث الاميركي آموس هوكستاين ووفدا فرنسيا .

وعلى ضوء نتائج الانتخابات الرئاسية سيكون هناك تحديات اخرى ومنها تشكيل حكومة جديدة واعادة تكوين السلطة والحوار الوطني حول الاستراتيجية الدفاعية وتطبيق اتفاق الطائف ووضع قانون جديد للانتخابات واجراء الانتخابات البلدية والبحث في كل الملفات العالقة.

ثانيا : التطورات الامنية والعسكرية على ضوء استكمال تطبيق وقف اطلاق النار بين لبنان والعدو الاسرائيلي.

فالعدو الاسرائيلي عمد خلال المرحلة الماضية الى استغلال قرار وقف اطلاق النار للقيام بالكثير من الانتهاكات البرية والجوية وتنفيذ اعتداءات جديدة على المناطق اللبنانية ولم ينسحب من الاراضي اللبنانية المحتلة ، ولم تستطع اللجنة الدولية اجبار العدو على وقف الانتهاكات والانسحاب من الاراضي المحتلة ، وكل ذلك يعرض اتفاق وقف اطلاق النار للخطر مع احتمال عودة الحرب مجددا وعودة المقاومة لمواجهة العدوان ، وسنكون امام اسابيع حاسمة في هذا المجال وكل الاحتمالات واردة.

ثالثا : ملف اعادة الاعمار

وهذا الملف من اخطر الملفات لان عدد الوحدات السكنية المدمرة او التي تحتاج الى ترميم يصل الى مئات الالاف ، وقد بدا حزب الله من خلال مؤسساته المخنلفة عملية الترميم وتوزيع المساعدات على اصحاب الشقق امدمرة ، كما بدات بعض مؤسسات الدولة ازالة الانقاض واحصاء الاضرار ولكن هذا الملف يحتاج لامكانيات كبيرة وسيشكل احد ابرز التحديات في المرحلة المقبلة.

رابعا : التطورات السورية وانعكاساتها على الاوضاع في لبنان

لقد شكل سقوط نظام الرئيس بشار الاسد تطورا كبيرا في سوريا والمنطقة كلها وسيكون لذلك انعكاسات كبيرة على الوضع اللبناني ، سواء بالنسبة لملف النازحين او الملفات الامنية او العلاقات بين البلدين او اثارة ملفات جديدة – قديمة مثل ملف المخطوفين في سوريا او الموقوفين والمحكومين الاسلاميين في السجون اللبنانية ، كما ان هناك تخوفا من بعض التوترات الامنية على الحدود بين البلدين.

هذه ابرز الملفات الساخنة التي يواجهها لبنان مع بدء العام الجديد وكل هذه التطورات السياسية والامنية والاقتصادية ستؤثر على الوضع اللبناني في المرحلة المقبلة ، وكل الامال ان تتجه الاوضاع نحو الافضل لكن المخاوف والمخاطر كثيرة وسيكون امام لبنان واللبنانيين تحديات وقضايا كثيرة للبحث والنقاش في المرحلة المقبلة.

قاسم قصير