العدد 1648 /22-1-2025

استدعت الشرطة البريطانية النائبين في مجلس العموم جيرمي كوربين وجون ماكدونيل، لإجراء مقابلة تحت التحذير، بسبب أحداث تظاهرة التضامن مع الشعب الفلسطيني ودعمًا لغزة يوم السبت في لندن. وحضر زعيم حزب العمال السابق والنائب المستقل، البالغ من العمر 75 عامًا، طواعية إلى مركز شرطة في العاصمة بعد ظهر يوم الأحد. كما وافق النائب جون ماكدونيل، البالغ من العمر 73 عامًا، الذي كان مستشارًا في حكومة الظل أثناء قيادة كوربين، أيضًا على إجراء مقابلة طواعية مع الشرطة.

واعتقلت الشرطة البريطانية مساء السبت 77 متظاهرًا من المشاركين في التظاهرة الوطنية التي دعت لها حركات التضامن مع الشعب الفلسطيني في المملكة المتحدة، للاحتجاج على سياسة الحكومة البريطانية تجاه دعم إسرائيل في حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزّة شارك فيها قرابة 100 ألف شخص. ووثق "العربي الجديد" عشرات الاعتقالات من قبل الشرطة بعد توجه المشاركين نحو مقر هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي.

وكان من المفترض أن تنطلق التظاهرة من أمام مقر بي بي سي، إلا أن الشرطة تراجعت عن الموافقة على ذلك بعد ضغط من مجموعات مناصرة لإسرائيل بحجة تأثير التظاهرة على كنيس يهودي بالقرب من موقع الانطلاق يبعد مئات الأمتار، مع العلم أنه انطلقت تظاهرات لأجل غزة سابقًا من هناك دون تسجيل أي حوادث بخصوص الكنيس. على أثر ذلك، أعلن المنظمون تغيير موقع انطلاق التظاهرة إلى أمام مقر الحكومة البريطانية، مع إبقاء الشرطة البريطانية التقييدات بعدم التوجه لبي بي سي.

وبعد انتهاء إلقاء الخطابات السياسية من أمام داونينغ ستريت أمس، دعا سكرتير حملة التضامن مع الشعب الفلسطيني بن جمال، المتظاهرين إلى التوجه مشيًا نحو بي بي سي قائلًا: "نحن من يقرر أين نتظاهر وليس الشرطة". وبدأ بعدها عشرات الآلاف بالتوجه نحو بي بي سي، إلا أن الشرطة أقامت أكثر من طوق بعناصرها لمنعهم من التقدم.

ونجح المتظاهرون بعد تدافع شديد في كسر طوق عناصر الشرطة، ووصلوا إلى ساحة ميدان الطرف الأغر أمام المعرض الوطني حيث حاصرتهم الشرطة هناك، ومنعتهم من التقدم أكثر، بعد إقامة حواجز بسيارات الشرطة وعناصرها. وفعّلت الشرطة القسم 14 الذي يتيح لها تنفيذ اعتقالات على نحو مباشر، وبدأت حملة الاعتقالات، وكان من بين المعتقلين أطفال قاصرون وامرأة حامل. وقالت إحدى المتظاهرات لعناصر الشرطة بعد اعتقال قاصرين: "اخجلوا من أنفسكم.. تعتقلون أطفالًا"، فيما قال متظاهر آخر: "هذه كانت تظاهرة سلمية وأنتم من تسبب بهذه الفوضى".

ووثق "العربي الجديد" عددًا من الاعتقالات منها لمتظاهرين وهم يمشون داخل ميدان الطرف الأغر. كما حاصرت الشرطة مجموعات معينة من المتظاهرين لتعتقلهم لاحقًا. ووجهت الشرطة اليوم اتهامات إلى تسعة أشخاص بارتكاب جرائم تتعلق بالنظام العام. وقالت شرطة العاصمة إنها شهدت "جهدًا متعمدًا، بما في ذلك من قبل منظمي الاحتجاج" لخرق الشروط التي فُرِضَت على الحدث بحسب بيان لها، الأمر الذي نفته حملة التضامن مع فلسطين، واتهمت شرطة العاصمة باستخدام تكتيكات قاسية واستهداف لحرية التجمع والديمقراطية.

وكان من بين المعتقلين القيادي البارز كرس نينيهام، السكرتير العام لحركة "أوقفوا الحرب" الشريكة مع حركات أخرى بتنظيم التظاهرات ضد حرب الإبادة. وكان نينيهام الذي أفرج عنه صباح اليوم المسؤول عن التنسيق والتواصل مع الشرطة لتنظيم التظاهرات.

وجاء الاحتجاج قبل يوم واحد من بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية، وكانت هذه التظاهرة الوطنية رقم 24 في المملكة المتحدة دعمًا لغزة. ويعتبر اعتقال 77 متظاهرًا خلال تظاهرة أمس أعلى عدد اعتقالات تنفذها شرطة العاصمة في تظاهرة واحدة مقارنة مع جميع التظاهرات السابقة المناصرة لفلسطين خلال السنة والنصف الأخيرة. وخرج اليوم الأحد الآلاف في لندن ومدن أخرى، للاحتفال باتفاق وقف إطلاق النار، كما انطلقت مسيرة سيارات جابت شوارع العاصمة ظهر اليوم رُفعت فيها الأعلام الفلسطينية، واختتمت في شارع "إدجوار روود" وجرى توزيع الحلويات.