العدد 1648 /22-1-2025
طوال اكثر من خمسة عقود، والمجتمع الدولي، يتجاهل
جرائم آل الاسد من الاب الى الابن، معتبراً ما يجري من قتل وتدمير وتهجير واعتقال
وتنكيل وتعذيب وإخفاء على انه شأن داخلي سوري في مرحلة حكم الاسد الاب، وعلى انها
حرب ضد الارهاب في عهد الاسد الابن...اضافة الى ذلك فقد استقبلت اوروبا رفعت الاسد
شقيق حافظ الاسد بعد ان اختلف مع شقيقه على ادارة الجرائم في سوريا.. واستثمر
الاموال التي سرقها واختلسها من جهد وتعب ودماء الشعب السوري..الى ان تم الاستيلاء
عليها ومصادرتها بعد عقود من قبل الدول الاوروبية التي عاش فيها آمناً مطمئناً..
بالامس صدرت مذكرة توقيف فرنسية بحق بشار الاسد
عقب هروبه الى روسيا .. (حيث أصدر قاضيان فرنسيان، الثلاثاء، مذكرة اعتقال بتهمة
التواطؤ في جرائم حرب ضد الأسد. وصدرت المذكرة بصفته "القائد الأعلى للقوات
المسلحة" والمسؤول بالتالي عن الجرائم التي وقعت في البلاد. كما تعد هذه
مذكرة التوقيف الثانية التي يصدر ها قضاة فرنسيون من قسم الجرائم ضد الإنسانية في
محكمة باريس القضائية، ضد الأسد، حيث صدرت مذكرة سابقة في يونيو 2024.)...
بناءً عليه فقد علق وزير الخارجية الفرنسي جان
نويل بارو، على مذكرة الاعتقال التي صدرت بحق الرئيس السوري السابق بشار الأسد.
حيث قال إن "القضاء الفرنسي أصدر مذكرة اعتقال بحق بشار الأسد: جرائم النظام،
التي تمكنت من معاينة فظائعها في سجن صيدنايا، يجب ألا تمر دون عقاب". وشدد
على أن "فرنسا حشدت جهودها، وستظل، لضمان تحقيق العدالة للسوريين"...
أكثر من مليون شهيد وجريح ومفقود، وعشرات الآلاف
من الشباب والنساء والاطفال الذين ابتلعهم البحر الابيض المتوسط وهم يتوسلون طريقة
للهروب من جحيم النظام الدموي الى اوروبا واي مكان في العالم يشعرون فيه بالامن
والامان والحصول على شيء بسيط من العيش الكريم واحترام انسانية الانسان..
طبعاً اشار وزير الخارجية الفرنسية الى معتقل وسجن
صيدنايا الذي يجب ان يكون معلماً وشاهداً ومزاراً يقصده كل احرار العالم للشهادة
على اجرام هذا النظام ومن يؤيده ويسانده ويدعمه ويقاتل من اجله، مهما كانت جنسيته
او هويته او انتماؤه.. لان من يتغافل عن هذه الجرائم انما هو شريك حقيقي في
الجريمة، ومن يتعاون في اعتقال وتهجير تسليم المناهضين لنظام الاسد، انما كانوا
اعوان بكل ما تعني الكلمة مهما رفعوا من عناوين وشعارات واطلقوا بيانات او اتهامات
بحق الثورة السورية والشعب السوري، الذي دفع ثمناً باهظاً لحصول على حريته وحماية
ارضه وشعبه..
يجب ان يكون هناك مذكرات توقيف لاحقة بحق كل من
اعلن دعمه لنظام التعذيب والتمييز الديني والعنصري.. واطلق العنان لآلته العسكرية
لتمعن قتلاً وتدميراً وتهجيراً وتغييرا ديموغرافيا وثقافياً..
يقظة فرنسا واوروبا لو جاءت متأخرة الا انها افضل
من الاستمرار في التجاهل، وقد سبق هذا التحول الموقف العربي المستجد والناشط في
احتضان سوريا شعباً وادارةً جديدة، لابعاد شبح الفوضى والفلتان عن الارض السورية
والشعب السوري، ولاعادة سوريا الى الحضن العربي، والغاء الغربة التي تم فرضها
عليها تحت عناوين مختلفة..
كذلك يجب
الوقوف الى جانب سوريا لوقف العدوان الصهيوني المتمادي على اراضيها ومنع جر سوريا
الى مواجهات لا طاقة لها بها.. وقد اكدت اسرائيل صراحة بعدوانها على سوريا انها
كانت مرتاحة لنظام الاسد وما يدور على الاراضي السورية من استهداف وعبث بمقدرات
الشعب السوري وبيئته الشعبية، لان الخلل الديموغرافي والاستيلاء على ثروات الشعب
السوري، انما يخدم استقرار الكيان الغاصب ويدعم مشروعه الصهيوني، وقد اكدت اسرائيل
انها تريد ان ترفع من وتيرة تعاونها مع بعض المكونات السورية لرفع منسوب القلق في
الداخل وبث الفرقة والتناحر بين المواطنين السوريين..وهذا ما لا يرغب به احد من
السوريين على مختلف مكوناتهم..
المطلوب تفعيل مذكرة التوقيف بحق الاسد، ومطالبة
روسيا بتسليمه للمحاكمة وهي التي تعتبر شريك اساسي في كافة الجرائم التي ارتكبها
آل الاسد في سوريا منذ تسلم الاسد الاب عام 1970، وكذلك يجب ملاحقة كل قادة
الفصائل الارهابية التي ارسلتها ايران الى سوريا لقمع الشعب السوري وتشريده
ومساعدة الاسد على ارتكاب المجازر بحق هذا الشعب..
لعل اليقظة تمتد وتتمدد، لتشمل كافة المرتكبين
والمشاركين.. في الجرائم ضد الشعب السوري.. وكذلك بحق الشعب الفلسطيني الذي ما زال
يعاني من جرائم الاحتلال الصهيوني، مدعوماً بالتجاهل الدولي والدعم الاميركي
المطلق لكل ما يرتكبه من جرائم...
حسان القطب