العدد 1648 /22-1-2025

بعد انتخاب العماد جوزيف عون رئيسا للجمهورية وتكليف الدكتور نواف سلام لتشكيل الحكومة الجديدة بدات الشخصيات والقوى الشيعية المعارضة للثنائي حركة امل وحزب الله بالتحرك الاعلامي والسياسي من اجل عدم حصر اعضاء الحكومة الجديدة بشخصيات من الثنائي والدعوة لاشراك هذه الشخصيات المعارضة بالحكومة الجديدة وعمدت بعض الشخصيات للاعلان عن استعدادها للمشاركة في الحكومة فيما عمدت بعض الاوساط الاعلامية لترشيح بعض الشخصيات المعارضة للمشاركة في الحكومة الجديدة.

وبموزاة ذلك دعت بعض المنابر والهيئات الانقاذية التي برزت مؤخرا للدعوة لعدم اشراك حركة امل وحزب الله في الحكومة او وضع شروطا ومطالب معينة امام رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة من اجل تنفيذ وعود الاصلاح والانقاذ.

ازاء كل هذه الاجواء بدات تبرز بعض التساؤلات في الاوساط السياسية والشعبية : هل دور الشخصبات والقوى المعارضة للثنائي الحلول مكانهما في الحكم والحكومة واحتلال مواقع ومناصب سياسية او وزارية في العهد الجديد ؟ ام دور قوى المعارضة تقديم مشروع انقاذ وطني يمهد لقيام دولة المواطنة والكفاءة والعدالة بعيدا عن الحسابات الشخصية والذاتية؟

مصادر المعارضة الشيعية والقوى السياسية تبرر مطلبها بتوزير شخصيات من هذه المعارضة وكسر حصر التمثيل الوزاري بالثنائي حركة امل وحزب الله بانه من حق هذه المعارضة ان تتمثل بالحكومة الجديدة وعدم حصر التمثيل الوزاري بالثنائي وان على العهد الجديد ان يفتح الباب امام شخصيات جديدة رغم ان هذه الشخصيات لم تنجح في الانتخابات النيابية الاخيرة والسابقة وكما انها لا تمثل قوى سياسية وشعبية فاعلة وهي محصورة ضمن اطر محدودة وتنشط قي الندوات والمؤتمرات المختلفة.

وبالمقابل فان مصادر سياسية مواكبة للواقع الشيعي تعتبر : ان مشكلة االقوى والشخصيات الشيعية المعارضة انها تحصر دورها حاليا بمواجهة حركة امل وحزب الله ولا تقدم مشروعا سياسيا وطنيا لبناء الدولة على اسس وطنية رغم ما اصدرته من بيانات ووثائق وان مواقفها السياسية حاليا لا تلامس حاجات ومطالب الناس والتي تتركز حاليا على مواجهة الاحتلال الاسرائيلي ووقف الانتهاكات الاسرائيلية واعادة الاعمار وتطبيق اتفاق وقف اطلاق النار وتامين حاجات الناس الاساسية .

ومن خلال متابعة نشاطات القوى والشحصيات الشيعية المعارضة اليوم فمن الواضح انها تسعى لتعزيز حضورها الاعلامي عبر اطلاق مواقف حادة ولبناء قاعدة شعبية معارضة لحركة امل وحزب الله تحضيرا للانتخابات البلدية والنيابية المقبلة ، لكن هذه التحركات الاعلامية لم تستطع حتى الان احداث واقع شعبي فاعل وان كانت نجحت احيانا في اثارة النقاشات والسجالات عبر مواقع التواصل الاجتماعي .

فهل ستنجح قوى المعارضة الشيعية في احداث واقع سياسي جديد وتفرض دورها عبر الحكومة الجديدة والعهد الجديد ؟ ام انها ستغرق في الحسابات والمصالح الشخصية والذاتية وتنسى دورها الوطني وخصوصا في اطار بناء الدولة ومواجهة الاحتلال ؟

الايام المقبلة ستكون حاسمة لمعرفة مدى قدرة قوى المعارضة الشيعية على تفعيل دورها وحضةرها السياسي والشعبي وكذلك كيف سيتعاطى العهد الجديد مع هذه القوى .

وغدا لناظره قريب.

قاسم قصير