العدد 1677 /20-8-2025
قاسم قصير

شهد لبنان في الايام القليلة الماضية تطورات مهمة بعد قرار الحكومة اللبنانية باعطاء مهلة للجيش اللبناني لاعداد خطة لنزع سلاح حزب الله قبل نهاية العام ، فقد زار لبنان الامين العام للمجلس القومي الايراني الدكتور علي لاريجاني والذي اكد وقوف ايران الى جانب لبنان والمقاومة واوضح ان ايران مع اي قرار تاخذه الحكومة اللبنانية بالتشاور مع المقاومة ، ومن ثم صدرت المواقف الحاسمة لامين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم خلال احياء ذكرى اربعين الامام الحسين عليه السلام في بعلبك والتي رفض فيها قرارات الحكومة واعلن الاستعداد لخوض معركة كربلائية دفاعا عن المقاومة مع الاستعداد للحوار حول الاستراتيجية الدفاعية بعد الانسحاب الاسرائيلي من لبنان ، ومن ثم زار لبنان الموفد الاميركي توم براك ترافقه الديبلوماسية الاميركية مورغان اورتاغوس واعلن براك ان الاجواء ايجابية وان المطلوب اليوم خطوة اسرائيلية بعد قرار الحكومة اللبنانية واكد اهمية الحوار للوصول الى اتفاق شامل لتحقيق السلام واشار الى دور ايران في هذا المجال .

كل هذه التطورات وضعت لبنان امام مرحلة جديدة بشأن معالجة ملف سلاح حزب الله والاحتلال الاسرائيلي ووقف الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان .

فما هي الاحتمالات والسيناريوهات المتوقعة خلال الاسابيع المقبلة ؟ والى اين يتجه الوضع في لبنان ؟

هناك عدة احتمالاتعلى ضوء كل هذه التطورات والمواقف الداخلية والخارجية؟

الاول :

ان يضع الجيش اللبناني خطة عمل تاخذ بالاعتبار الواقع السياسي الداخلي وتؤكد ان لا مجال لنزع السلاح بالقوة وان المطلوب تحقيق توافق سياسي قبل التطبيق وانه لا يتم التطبيق قبل حصول الانسحاب الاسرائيلي ووقف الاعتداءات الاسرائيلية ، وهذا ينقذ البلد من ازمة كبرى سواء في الملف الفلسطيني او السوري او اللبناني لان السلاح منتشر في كل المناطق اللبنانية.

ثانيا:

ان يدعو الجيش اللبناني مجلس الوزراء لاتخاذ قرار حاسم بنزع السلاح بالقوة في حال عدم التوافق السياسي وهذا يعني دخول الجيش اللبناني والبلاد في ازمة سياسية وامنية وعسكرية كبرى لا احد يعرف طبيعتها ومداها ويمكن ان تدخل على الخط اسرائيل واميركا ودول عربية للتشجيع على الفتنة والقتال الداخلي ، وكل ذلك سيكون له انعكاسات خطيرة على الجيش اللبناني والحكومة والعهد والاوضاع الامنية والسياسية.

ثالثا :

ان تربط قيادة الجيش اللبناني ومجلس الوزراء تطبيق اية خطة لنزع السلاح بان يقوم العدو الإسرائيلي بالانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان واطلاق الاسرى والبدء بالاعمار وكذلك حصول اتفاق مع الحكومة السورية حول الحدود وتبقى الخطة معلقة لحين تطبيق هذه الشروط وهذا يعطي لبنان فرصة جديدة للتوافق .

رابعا :

ان لا تكون الخطة التي يضعها الجيش اللبناني متناسبة مع ما يريده العدو الإسرائيلي والاميركي مما يعني العودة الى التصعيد الميداني من قبل العدو الاسرائيلي المفتوح على كل الاحتمالات.

وعلى ضوء كل هذه التطورات وفي ظل صعوبة تحديد الخطوات المقبلة فالاهم في كل ذلك ان ينجح لبنان رئاسة وحكومة وجيشا وشعبا ومقاومة في تجاوز الفخ الكبير الذي يسعى إليه الخارج وبعض الداخل بالذهاب مجددا الى مجازر تشبه مجازر ايلول الاسود في الاردن في العام 1970 وما تلاها من تداعيات خطيرة في المنطقة والعالم، اوان نستعيد اجواء الحرب الاهلية في العام 1975 مما يعني فشل كل الجهود لبناء دولة جديدة وادخال لبنان في صراع داخلي جديد .

فهل سيتجاوز لبنان واللبنانيون التحديات الداخلية والخارجية ؟ ام ندخل في النفق المظلم مرة اخرى ؟

قاسم قصير