العدد 1633 /9-10-2024
بسام عنوم
تشهد الساحة السياسية اللبنانية
حراك على مختلف الصعد الداخلية والخارجية من أجل الوصول إلى وقف لإطلاق النار في لبنان
بأقرب وقت ممكن بعد الخسائر الكبيرة في الأرواح والممتلكات في جنوب لبنان الضاحية الجنوبية
لبيروت على وجه الخصوص، واللافت في هذا الحراك السياسي على الصعيد الداخلي اللبناني
هو صدور مواقف جديدة من قبل الرئيسين ميقاتي وبري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد
جنبلاط الذي طالب بإنتخاب رئيس للجمهورية ووقف لإطلاق النار وتطبيق القرار 1701 والعودة
إلى اتفاق الهدنة مع إسرائيل، وفصل المسار اللبناني عن غزة ولم يكتف جنبلاط بذلك بل
هاجم مواقف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي زار لبنان قبل أيام قليلة والذي
أكد على دعم المقاومة والاستمرار في إسناد غزة وعلى موافقة حزب الله على أي اتفاق لوقف
إطلاق النار في لبنان.
ولم يكن جنبلاط وحيدا في
مواقفه التي أطلقها بعد لقاءه مع الرئيسين ميقاتي وبري، بل لاقاه فيها نائبي حزب الله
حسين الحاج حسن وأمين شري اللذين طالبا بوقف لإطلاق النار بعيدا عن موضوع إسناد غزة
وهو ما أثار تساؤلات كثيرة حول موقف حزب الله بعد الضربات التي تلقاها في الجنوب الضاحية
والبقاع.
لكن بعد الاطلالة الأخيرة
للشيخ نعيم قاسم والذي أعاد التأكيد فيها على المواقف الثابتة ل حزب الله وعلى الاستمرار
في دعم واسناد اهلنا في غزة وفلسطين وعلى جهوزية حزب الله لمواجهة العدوان الصهيوني
على لبنان ثارت تساؤلات حول طبيعة وحقيقة موقف الحزب خصوصا وان الشيخ نعيم قاسم أكد
في مقابلته على الثقة الكاملة بالرئيس نبيه بري الذي لا تبعد مواقفه عن مواقف ميقاتي
جنبلاط الأخيرة.
فهل هناك تغير جوهري وحقيقي
في الموقف اللبناني الداخلي من المقاومة ودعم واسناد غزة بعد ما جرى ويجري في الجنوب
الضاحية؟
وهل الرفض الأميركي الأوروبي
الإسرائيلي لوقف إطلاق النار في لبنان الا بعد نزع سلاح حزب الله
هو الذي ترك أثره على المواقف
اللبنانية الداخلية؟
بالخلاصة ونحن في خضم المعركةمع
العدو الصهيوني تبدو الساحة اللبنانية مأزومة داخليا بفعل شراسة الهجمة الإسرائيلية
على لبنان، وهذا بدأ ينعكس في المواقف السياسيّة المعلنة.
فهل يحقق العدو الاسرائيلي
في السياسة ما عجز عنه في الميدان أم تهزم إرادة المقاومة وصمود المقاومين ما يخطط
له الأميركي الإسرائيلي.
بسام غنوم