العدد 1647 /15-1-2025
انخفضت أسعار أغلب
المواد والسلع الغذائية في الأسواق مع انخفاض سعر الدولار مقابل الليرة السورية،
لكن أحد المواطنين ويدعى سليم الدهني، وهو موظف متقاعد من دمشق، يقول "الجمل
بقرش ولا يوجد قرش". ويضيف "أتجول أحياناً في الشوارع فأرى العديد من
السلع سواء الغذائية أو الكهربائية الرخيصة والتي في أغلبها تركية المنشأ، أتمنى
لو أنني أعيش بحبوحة من المال، لكن للأسف راتبي التقاعدي بالكاد يكفي ثمن خبز وبعض
الأساسيات".
عند جسر الحرية وتحت جسر
الثورة تركزت أغلب البسطات التي تحتوي على العديد من السلع والمنتجات التركية
الأرخص من المنتجات الوطنية والتي انخفضت بحدود 20%. وخلال استطلاع ميداني لموقع
"العربي الجديد" على الأسواق ومحال التجارة في عدة مناطق في دمشق لاحظنا
انخفاضاً في أسعار المواد الأساسية كالزيوت والسكر، حيث انخفض سعر كيلو غرام السكر
إلى 8 آلاف ليرة بينما وصل إلى 26 ألف ليرة قبل سقوط النظام.
كما انخفض سعر لتر زيت
القلي من 75 ألفاً إلى 18 ألف ليرة، وعبوة زيت القلي ذات الـ5 ليترات انخفضت من
135 ألفاً إلى 70 ألف ليرة، وانخفض سعر صحن البيض أكثر من 40% فقد بات يباع حالياً
بـ30 ألف ليرة، بعد أن وصل سعره إلى 75 ألف ليرة في أيام النظام السابق، كما شهد
الحليب ومشتقاته انخفاضاً خجولاً لجميع منتجاته، فقد بلغ سعر كيلو الحليب 6500
ليرة، واللبنة 7 آلاف ليرة، والجبنة 35 ألف ليرة، وبالنسبة للخضار انخفض سعره
بنسبة 20% على الأقل لجميع المنتجات فقد بلغ سعر البطاطا 4 آلاف ليرة، بعد أن حرم
الشعب السوري طعمها في الفترة الأخيرة التي سبقت سقوط النظام، حيث وصل سعرها إلى
13 ألفاً للكيلو الواحد، على عكس البندورة التي تراوح سعرها بين 10 إلى 13 ألف
ليرة، والباذنجان 12 ألف ليرة، أما التفاح فقد وصل سعره إلى 15 ألف ليرة، وقد تجده
بـ7 آلاف ليرة حسب نوعيته. وتراوح سعر البرتقال بين 5 إلى 8 آلاف ليرة، كما تراوح
سعر كيلو الموز بين 10 إلى 13 ألف ليرة.
أحد باعة الخضار أحمد
سليم، أكد خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن حركة البيع والشراء للمواطن
لا تزال ضعيفة، على الرغم من انخفاض سعر الدولار، عازياً السبب إلى ضعف القدرة
الشرائية للمواطن، فأغلب الموظفين راتبهم بالكاد يسد رمق جوع أطفاهم، ومن يقوم
بالشراء هو من يأتيه حوالات من الخارج فقط، وأما باقي المواطنين فيكتفون بشراء
حاجيات طبخة كل يوم بيومه.
من جانبه، كشف عضو لجنة
تصدير الخضار والفواكه في سوق الهال محمد العقاد عن دخول 5 إلى 6 برادات يومياً أي
حوالي 125 إلى 150 طناً يومياً من الخضار المتنوعة كالكوسا والخيار والبندورة
والباذنجان، عن طريق الأردن إلى الأراضي السورية عبر المعابر الحدودية. كما أكد
العقاد أن حركة الصادرات جيدة، فقد بلغ عدد البرادات المغادرة يومياً 15 براداً،
وأغلبها متجهة إلى دول الخليج، محمّلة بالعديد من الفواكه كالرمان والإجاص
والحمضيات.
وأكد الخبير الاقتصادي،
فادي عياش، أن "استقرار الأسواق واستمرار دورة رأس المال، تتطلب بالضرورة
توازنات نسبية لقوى العرض والطلب في السوق، فأي خلل في توازنات قوى العرض والطلب
ستنعكس سلباً على كليهما على شكل ركود أو تضخم، وفي حالات خاصة يمكن أن نواجه حالة
معقدة، وهي الركود التضخمي الجامح، وصولاً إلى الكساد التضخمي الجامح". يضيف
"فمثلاً، كشرح مبسط مع استبعاد العوامل الأخرى، إذا زاد العرض المتاح عن الطلب
الفعال، تنخفض الأسعار.. وفي الظروف الطبيعية يجري تخفيض العرض السلعي المتاح من
قبل المنتجين والموزعين.. وبالمقابل يبدأ الطلب بالازدياد نتيجة انخفاض الأسعار
وتستمر هذه القوى بالتفاعل حتى استعادة الاستقرار النسبي". ويستطرد "أما
في حالة زيادة الطلب على قدرات العرض المتاح، فإن ذلك سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار،
وهذا سيشجع المنتجين على زيادة الإنتاج وبالتالي زيادة العرض، كما سيؤدي ذلك إلى
تراجع الطلب نتيجة زيادة الأسعار، حتى نعود لحالة التوازن النسبي من جديد، ولكن
هذا يتطلب ظروفاً طبيعية، وهي غير متاحة في حالة أسواقنا الراهنة".