العدد 1696 /31-12-2025
ايمن حجازي
انحبست أنفاس اللبنانيين في إنتظار التاسع
والعشرين من الشهر الجاري ، وأنشدت الأبصار الى ولاية فلوريدا حيث التقى نجما
التطرف الدموي العالمي بنيامين نتن ياهو ودونالد ترامب وتباحثا في مجمل الملفات
المشتركة الذي اتخذ معظمها طابعا هجوميا شرق أوسطيا يمتد من غزة وفلسطين ويمر في
لبنان ولا ينتهي في إيران . وقد عقد النجمان "الهولدوويان" في نهاية
إجتماعهما مؤتمرا صحافيا وزعوا فيها التهديدات الحمراء في مختلف الإتجاهات .
فعلى الصعيد الإيراني أكد الرئيس الأميركي ترامب
استعداد واشنطن لدعم وتغطية الدولة الصهيونية لا بل مشاركتها العدوان على إيران في
حال تجدد العمل المحظور في المنشآت النووية الإيرانية . وأضاف ترامب ملف الصواريخ
الباليستية الى تهديداته النارية ، وهي الصواريخ التي فعلت فعلها المدمر والحاسم
في إنهاء الحرب الصهيونية ضد الجمهورية الإسلامية في شهر حزيران الماضي . وقد سعى
ترامب من خلال هذا الموقف الى الرد على المرشد الإيراني السيد الخامينىء الذي كان
قد أكد قبل عدة أيام إصراره وإصرار القيادة الإيرانية على تطوير الترسانة
الصاروخية التي تهدد العمق الفلسطيني
المحتل ، خصوصا في حال تكرر عدوان حزيران الفائت . وهذا ما جعل التهديد الذي أطلقه
ترامب طبيعيا ومتلائما مع حاجة المجتمع الصهيوني الى طمأنة دولية - أميريكية في مواجهة الخطر الإيراني . وقد مزج
ترامب عنترياته الملتهبة بالإعراب عن استعداد إدارته لفتح حوار سياسي مع القيادة
الإيرانية . ما يوحي أن الرئيس الأمريكي غير راغب في ان يوصد أبواب الحوار مع
طهران .
في الموضوع الفلسطيني حرص ترامب على الظهور بمظهر
العامل على إنجاح وقف إطلاق النار في غزة وعلى الإستمرار في تنفيذ الإتفاق الذي تم
التوصل اليه من طرف واحد حول الحرب هناك . وقد تعمد سيد البيت الأبيض على تسريب
تمنياته النبيلة على نتن ياهو كي لا يسمح للمستوطنين بتنفيذ جرائمهم العنصرية ضد
فلسطيني " يهودا والسامرة" وفق التعبير التلمودي . ويتضح من خلال تلك
التسريبات أن ترامب الذي يسعى الى توسيع دائرة التصالح الإبراهيمي مع الكيان
الصهيوني في المنطقة يريد أن يراعي خواطر حكام الدول العربية المرشحين للدخول في
تلك الدائرة الجهنمية المرفوضة شعبيا في العالمين العربي والإسلامي . علما ان لهجة
ترامب لم تخلو من توجيه التهديد لحركة حماس في حال لم تنخرط في عملية تسليم سلاحها
المتآخي مع سلاح حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان . و
وكذلك في لبنان ، فإن ترامب أعرب عن استيائه من
استمرار رفض حزب الله إلقاء سلاحه . ما دفع بالرئيس الأشقر الى إطلاق حزمة تهديدات
جديدة شكلت إجترارا ممجوجا لتهديدات سابقة صدرت عن شريكه المميز نتن ياهو . وهذا ما دفع بالقوى اللبنانية المعادية
للمقاومة الى الإنتعاش الظاهري من تهديدات ترامب ومن شن حملة خجولة ومرتبكة ضد
رئاسة الجمهورية اللبنانية وضد قيادة الجيش اللبناني المتهمتان بعدم الحزم والحسم
مع حزب الله . حيث يرغب هؤلاء في إشعال اوار حرب أهلية لبنانية في تكرار أسود لما
فعلوه هم أنفسهم قبل خمسين عاما . فهؤلاء القوم يرغبون دوما في رؤية برك الدم
تنتشر في أرجاء الوطن كي تتعزز مشاريع التجزئة في المنطقة المحيطة بالكيان
الصهيوني الذي ينبغي أن ينام على وسادة الحروب الأهلية الطائفية والعرقية
والمذهبية .
في قمة فلوريدا كان رأس نتن ياهو مشغولا ومنهمكا
بصمت بعدم جدية حديث مضيفه عن نزع سلاح حماس وذلك لعدة أسباب ومسببات ، أهمها أن
الأطراف التركية والقطرية والمصرية المرشحة ميدانيا لتنفيذ إتفاق ترامب لا يمتلكون
عصا سحرية للبحث عن سلاح المقاومة هناك . وجل ما يملكونه هؤلاء الأطراف الإقليميين
هو علاقة مرنة مع حماس تتيح لهم التخاطب مع قيادة الحركة ليس إلا ... أما سلاح غزة
فقد بات أقوى وأرسخ من بنادق الثوار وصواريخهمفالسلاح هناك هو جماجم المقاومين . وأنى لهذا السلاح أن ينتزع ؟
أيمن حجازي