العدد 1562 /10-5-2023
أيمن حجازي

في حسابات التقدم الإنتخابي للمرشح الرئاسي سليمان فرنجية ، نطق السفير السعودي في لبنان وليد البخاري جوهرة الحياد السعودي الإيجابي حيال هذا الترشيح ، ما بدد أجواء الفيتو المفترض الذي كان ينسب الى الموقف السعودي من فرنجية وفق ما كان سائدا في أشهر الشغور الرئاسي السالفة . وقد أكد رفع ذلك الفيتو رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط لدى زيارته رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي وضع في أجواء زيارة البخاري الى كليمنصو . وهذا ما يفتح الباب واسعا أمام إنخراط القوة النيابية الجنبلاطية في دعم وتغذية الأكثرية المطلقة المطلوبة لتأمين وصول فرنجية الى قصر بعبدا ، بعد تأمين نصاب الثلثين المطلوب توافره لإنعقاد جلسة الإنتخاب الرئاسية .

وقد نسب هذا التطور الإيجابي بالمعيار الإقليمي الى إعلان بكين الذي أعلن استئناف العلاقات السعودية الإيرانية وما تلى ذلك من إشاعة أجواء إيجابية شملت العلاقات الإيرانية مع معظم الدول الخليجية ، فضلا عن التطور البارز في العلاقات السعودية - السورية الذي أدى الى عودة سوريا الى احتلال مقعدها في جامعة الدول العربية بعد غياب استمر لعقد من الزمن . وفي مقابل هذا التطور الإيجابي برز على الصعيد المحلي تطور مغاير ، تمثل في فتح قنوات الحوار بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية . وهو الحوار المرتكز الى الرفض المشترك  بين التيار وال"قوات" لوصول سليمان فرنجية الى قصر بعبدا.

وفي تفاصيل التطورين المشار اليهما يطمح المتحمسين لترشيح فرنجية الى ولادة بيئة نيابية سنية متسامحة تندفع باتجاه خيار الزعيم الزغرتاوي ، في موازاة انحياز نيابي درزي كامل في هذا الإتجاه . وذلك إرتكازا الى العلاقات الوثيقة بين الرئيس بري ( أكثر المتحمسين لفرنجية ) والنائب السابق وليد جنبلاط . ويعتقد البعض المراقب أن الموقف النيابي السني المتسامح مع فرنجية قد يكون له خلفيات حريرية راغبة في الرد على جبران باسيل و"التنكيل" الذي مارسه ضد الرئيس سعد الحريري في عهد الرئيس ميشال عون . دون أن ننسى أن سعد الحريري وسليمان فرنجية كانا قاب قوسين أو أدنى في عام ٢٠١٥ ، من الوصول الى اتفاق على تسوية رئاسية سابقة للتسوية الرئاسية التي حصلت بين الحريري وميشال عون في خريف عام ٢٠١٦ .

في المقابل يبدو أن التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية سيعمدان الى إستخدام الحد الأقصى من الطعن في تمثيل سليمان فرنجية للمسيحيين اللبنانيين نتيجة إتفاق الكتل النيابية المسيحية الكبرى (قوات وتيار وطني حر وكتائب) على رفض ترئيسه . دون أن ننسى أن هذه القوى المسيحية المختلفة في كثير من الشؤون السياسية الكبرى في البلد والمتفقة على رفض رئاسة فرنجية  للجمهورية اللبنانية ، ستسعى ما أمكنها ذلك أن توظف الموقف الكنسي الذي يعبر عنه بشكل منسجم البطريرك بشارة الراعي والمطران الياس عودة ، في محاربة فرنجية وإبعاده عن رئاسة الجمهورية .

في هذا الخضم سيكون على القوى المسيحية المناوئة ، أن تبحث عن إسم مشترك لطرحه في الميدان الرئاسي . وفي هذا البحث دهاليز كثيرة ومرهقة لا بد من اجتيازها حتي يتمكن جبران باسيل وسمير جعجع من النوم على وسادة واحدة ولو لفترة زمنية محدودة يكون مقدارها ما تستغرقه جلسة إنتخاب رئيس للجمهورية لا يكون اسمه سليمان فرنجية .

في غمرة هذه التطورات ثمة سؤال يطرح : هل يتيح كل ذلك فرصة جديدة للجنرال جوزف عون ؟ لا أعلم .

أيمن حجازي