العدد 1685 /15-10-2025

توقف حرب غزة أو إنهاؤها تطور كبير يحمل أبعادا دولية وإقليمية ومحلية شتى ، وقد يكون من المبكر جدا الحديث عن تقييمات حاسمة لهذا الحدث التاريخي ولمجمل المرحلة التي تعنونت بعنوان طوفان الأقصى . وقد طغت على مشهدية الأيام الأخيرة رفع رايات النصر من قبل رئيس الولايات المتحدة الأميريكية من على منبر الكينيست الصهيوني وفي باحات شرم الشيخ الفسيحة . جاء رفع هذه الرايات بطريقة شعبوية متطرفة تكتنفها المبالغة الهجينة التي طبعت زيارة دونالد ترامب الى المنطقة .

لقد جاء الإستعراض الترامبي للقوة ليتعمد توريط الولايات المتحدة الأميريكية في كل الجرائم التي ارتكبها الكيان الصهيوني في الآونة الأخيرة . لا بل سيد البيت الأبيض سعى الى تبني كافة الخطوات التي أقدمت على تنفيذها الدولة اليهودية في فلسطين ولبنان وإيران وسوريا واليمن وحاول سلب القائد الصهيوني نتن ياهو كل ما يفخر به من منجزات تتنوع في تفاصيلها العسكرية والسياسية المختلفة . وقد توج ترامب جنون عظمته بذلك السرد الإجتراري المتكرر بإختيار الكنيست ليكون منبرا لهذا السرد . ولكن العالم لم ينسى أن جنون العظمة المشار اليه كان قد بدأ او عبر من خلال سعي ترامب الحثيث للظهور في فيلم Home Alone ولو في مشهد يتيم . وهو جنون يبلغ اليوم حدود المفاخرة بمجزرة غزة التي ستكون حتما تاريخية . وبالجرائم المتتالية في ساحات المواجهة الأخرى مع الكيان الغاصب . هذا الصلف الترامبي الأمريكي الصهيوني ، ليس أكبر ولا أبهى من بديع تضحيات المقاومة الفلسطينية الفذة في غزة الأبية ، حيث الحدث تاريخي والمعركة فاصلة والدماء طاهرة نقية والركب مبارك . لقد باتت حماس المقاومة عنوان تفاوض وتقابل وارتكاز يقر بحضورها الطاغوت الأميركي نفسه دون خجل ولا وجل .

... التداعيات ليست محدودة وهي تطال القلب الفلسطيني والساحات الموازية والمواكبة . فتبعث الأمل في عقول وقلوب الملحقين والمعجبين بالنمورد والفرعون الأميريكي علهم يلحقون الموكب الترامبي ويكررون رفع رايات النصر مجددا بعد أن كانت رايات نصرهم الأولى باهتة شاحبة . وهؤلاء الملحقين والمعجبين من أبناء جلدتنا ، يتوزعون المواقع والمهام ... فمنهم الحاكمون المتسلطون على رقاب شعوبهم ومنهم الساعون لإمتلاك مساحات تسلط جديدة كما يحصل مع الملحقين والمعجبين اللبنانيين الذين باتوا ملكيين أكثر من الملك . وحيث بتنا نرى أنهم يوغلون في تطرفهم السياسي ليحملو ا الدولة اللبنانية مسؤولية التلكؤ في تطبيق القرار الدولي ١٧٠١ خلافا لما تقوله بيانات القوات الدولية ومسؤولي الأمم المتحدة بالتأكيد على مطالبة الكيان الصهيوني بتنفيذ ما يفرضه عليه ذلك القرار من مهمات محددة . ما يجعل هؤلاء " المعجين والملحقين " بالعاصفة الترامبية العابرة ساقطين في مستنقع البحث الدائم عن نزع سلاح المقاومة اللبنانية بدلا من السعي الوطني الصادق لإسنادها ودعمها ورفدها بكل أسباب القوة .

حزين وطننا وأمتنا بكل المعجبين والملحقين بالعاصفة الترامبية الرديئة ، حيث النتائج كارثية حتما ، والمحصلة ذو طابع خياني مميز ، والمآلات سوداوية الطابع بلا أدنى شك وريب . فطوبى لهذا الوطن المنهك الحزين ، وطوبى للأمة الحزينة . عسى الله ان يرفع هذه الغمة عن هذه الأمة .

أيمن حجازي