العدد 1565 /31-5-2023
أيمن حجازي

لقد تحول إسم جهاد أزعور الى علامة فارقة في إستحقاق رئاسي زاحف ، تتعدد وتتناقض أهداف الذين اجتمعوا عليه أيما تناقض . فحزب القوات اللبنانية وقائده سمير جعجع الذي يريد قطع طريق بعبدا على سليمان فرنجية يريد أيضا أن يحرج جبران باسيل وأن يؤكد ما يقوله رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد من أن ترشيح أزعور مناورة باسيلية غير صادقة . وجبران باسيل الذي يريد أيضا قطع طريق بعبدا على سليمان فرنجية ، يهدف الى عدم حسم الإستحقاق الرئاسي المتهالك ريثما تتأمن ظروف سياسية أكثر ملاءمة له ( كمرشح رئاسي ) وللتيار الوطني الحر الذي يجب أن يمتلك تأثيرا أكبر في صياغة الإستحقاق الرئاسي المشار اليه .

سيكون باسيل معنيا بالنفي العملي لتهمة المناورة بإسم جهاد أزعور ، وقد أكد الرجل هذا العزم من خلال الإستعانة بالرئيس السابق للجمهورية ميشال عون من أجل إقناع بعض الرافضين لخيار أزعور داخل القيادة السياسية للتيار الوطني الحر وفي مقدمهم النائب آلان عون الذي جاهر بالمطالبة بترشيح شخصية عونية غير جبران باسيل .وقد أثارت هذه المجاهرة قضية عونية مكبوتة ، لا تثار إلا في سياق الهمس الخافت ، و تتمحور حول إستساغة إسم آلان عون كمرشح رئاسي عوني بديل عن جبران باسيل وما يلي ذلك من أحاديث عن دور الرجل الذي ينتمي الى آل عون داخل التيار ، ولكنه يحتل موقعا دون الموقع الذي يحتله الصهر جبران باسيل . وقد وردت هذه الإستساغة عند عدة جهات سياسية حليفة ومخاصمة للتيار الوطني الحر وهذا ما يفترض أن يقلق جبران باسيل قلقا متدحرجا ينبغي رصده في المشهد العوني الداخلي .

ها هو جهاد أزعور الذي رفض قبل بضعة أسابيع أن يكون إلا مرشحا توافقيا على المستوى الوطني اللبناني ، يرتضي أن يكون مجرد مرشح توافقي بين حزب القوات وحلفائه من جهة وبين التيار الوطني الحر من جهة أخرى . ما اعتبر تحجيما أوليا في وزن الرجل الذي يطمح الى الدخول الى قصر بعبدا بهالة إصلاحية ذي بعد مالي وإقتصادي يتلاءم مع تاريخه ودوره السابق في لبنان وخارج لبنان وفي العديد من المؤسسات الدولية . وهذا ما يؤكد أن الرئاسة اللبنانية ، وخوض غمارها والسعي الى ولوجها قد " يبهدل " الساعين اليها وينال منهم ومن صورهم " المضيئة " .

هل يتمكن إسم جهاد أزعور من التغلب على إسم سليمان فرنجية ؟

وبالأحرى ، هل تحصل المواجهة الإنتخابية بين أزعور وفرنجية ؟

هل يرضى الرئيس نبيه بري بتجاوز إختراعه المدون بإسمه والمسمى ( الميثاقية ) ويستمر في ترشيح فرنجية في مواجهة الأكثرية المسيحية الرافضة لذلك ؟

هل تصدق المعلومات التي قالت أن البطريرك الماروني بشارة الراعي قد سلم الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون لائحة أسماء مارونية خالية من إسم سليمان فرنجية ؟

هل يعمد بعض الأطراف المسيحية الى عدم الإعتراف بشرعية الإنتخابات الرئاسية إن هي أفضت الى إنتخاب فرنجية بأكثرية ال٦٥ صوتا أي بدون تأييد أي فريق مسيحي وازن ؟ وما هي الخطوات الإنقسامية التالية المفترضة ؟

هل يستمر الشغور الرئاسي وتتلاشى المحاولات الإنتخابية الحالية ؟

هل صحيح أن الجهات الإقليمية المندفعة بإتجاه ترئيس العماد جوزف عون ، ليست محبطة وأنها ما زالت تتحين الفرص للعودة الى طرح إسمها المفضل ، على صهوة العقم السياسي اللبناني الذي يقابله التماسك الأمني المشهود والقائم في بلاد الأرز ؟

هل صحيح أن هذا الإجترار السياسي سيستمر بنكباته المتعددة أمدا طويلا ؟

أيمن حجازي