د. محمد شندب

قال الله تعالى: >يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً. وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً< الأحزاب 45-46، وقال تعالى: >ان الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً، إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً< الأحزاب 6 5 -7 .5.
إن هذا الدين ينطلق من قاعدة أساسية هي «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، ومنذ بداية الدعوة كان الرسول | يقول لكفار قريش: أعطوني كلمة تدين لكم بها العرب وتخضع لكم بها العجم، قولوا: لا إله إلا الله محمد رسول الله. لقد بقي النبي ثلاثة وعشرين عاماً يعمل على ترسيخ هذه القاعدة في عقول المسلمين، حتى تحولوا من أمة ترعى الإبل والغنم الى أمة تقود الشعوب والأمم، واليوم حين هان علينا ديننا وسلّمنا أمرنا للفجار تكالبت علينا الأمم.
كفار قريش حينما فشلوا في مواجهة الدعوة سلمياً، عقدوا اجتماعاً في دار الندوة وقرروا قتل رسول الله |، ثم عندما أفلت من قبضتهم شنّوا الحروب لأكثر من عشر سنين. ويوم الفتح المبين حين دخلت مكة في دين الله أرسل المجرمون فضالة بن عمير الليثي ليغتال الحبيب المصطفى. في عز انتصاره كان رسول الله ينتقل من نصر إلى نصر، وبقي حقد الأعداء يداهمه حتى لقي ربه.
 الأمة اليوم مجمعة على أن تقدير النبي واحترامه وتعظيمه وتوقيره ومحبته أصل من أصول الدين، ومن أعظم حقوق الرسول على الأمة حفظ جنابه وحفظ عرضه. والأمة مجمعة أيضاً على أن من تعدى على النبي أو سبّه أو استخف به فقد كفر وخرج من الملة، قال تعالى: >إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين< المجادلة .20. 
فرعون مصر حين اعتدى على مقام الربوبية أخذه الله نكال الآخرة والأولى، والفراعنة الجدد الذين انقلبوا على الشرعية في مصر من أجل ضرب مسيرة الإسلام، في كل يوم تتكشف مكائدهم على هذا الدين وأهله. وزير العدل أحمد الزند الذي يريد أن يحبس النبي | إن خالف أمره هو نموذج من نوعية الطغاة الذين يعيثون في مصر خراباً ويلقون بها في أودية التخلف والظلم والشقاء. إنه فرعون صغير يتطاول على سيد الأولين والآخرين، ثم بعد ذلك يصرّ على إعدام الرئيس الشرعي محمد مرسي وأنصاره الذين يرفعون راية الحق والحرية والعدالة. 
إن سلفه في الظلم حمزة البسيوني كان يتفنن في تعذيب علماء الأمة وشبابها الأبرار، وكان يقول لهم: أين ربكم حتى أسجنه في الحديد؟
فما الذي حصل؟ لقد قتله الله شرّ قتلة، فعندما كان يقود سيارته بسرعة جنونية دخلت في شاحنة تحمل قضبان الفولاذ الحديدية التي اخترقت رأسه وصدره، ولم تخرج منه حتى صار عبرة للمجرمين.
الأمة اليوم مطالبة بإسقاط نظام الإرهاب الذي يعمل لحساب أعداء الإسلام، والشعب المصري الذي حمل راية التوحيد على مدار الزمن قادر بإذن الله تعالى على أن يسقط حكم الإنقلاب ويزيح عن كاهل المسلمين جبروت هذه الطغمة التي ولغت في دماء الأبرياء، الذين يصرخون في كل أنحاء مصر: سلميتنا أقوى من رصاصهم. والله غالب على أمره ولكن أكثر