معروف أن رمضان هو شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، لكن وسائل الإعلام في العالم العربي، ولا سيما القنوات التلفزيونية، تنتظر رمضان من عام الى عام من أجل أن تعتبره محطة لنشر المسلسلات والسهرات والحفلات الغنائية الطويلة، نظراً لأنها تظن أن المشاهد العربي ينام نهاراً ويسهر ليلاً، وبالتالي فإن بإمكانها وقف البرامج السياسية والحوارات الفكرية، حتى تنأى بمشاهديها عما يعكر مزاجهم أو يثير فيهم الشحناء والخصام. وقد بدأ هذا المسار في مصر، باعتبار أن أبناء الكنانة أصحاب مزاج مرهف، وقد ألفوا حفلات أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وأمثالهما. أما نحن في لبنان فقد امتدت إلينا العدوى، لكن مطربينا ومطرباتنا نفسهم قصير، ولا تتعدى أغنياتهم دقائق.. لذلك فإن البرامج التلفزيونية اللبنانية تعاني أزمة حادة، فقد جرى ترحيل البرامج الحوارية الطويلة، دون أن تجد المحطات برامج بديلة. وعلى هذا فإن أمام المشاهد اللبناني سعة من الوقت لتتبع نشرات الأخبار والبرامج السياسية والانتخابية.. ثم العودة الى الرمضانيات الأصيلة، أعني الصيام والقيام وتلاوة القرآن، والجلوس إلى الأبناء والإخوة، ينصحهم ويسامرهم.. لأنها أفضل ما ينفع الإنسان، في دنياه وأخراه.