العدد 1688 /5-11-2025
بسام غنوم

تتسارع التطورات السياسية والأمنية على الساحة اللبنانية بوتيرة متسارعة في الأيام الأخيرة ، وذلك مع ارتفاع التهديدات الاسرائيلية للبنان ، والتي وصلت الى حد توجيه تهديد إسرائيلي بضرب العاصمة بيروت ، حسبما نقلت قناة العربية –الحدث - عن مسؤول إسرائيلي الذي قال " أن إسرائيل أوصلت رسالة إلى الجانب اللبناني بأنها قد تقصف الضاحية الجنوبية لبيروت مجددا، إذا لم ينزع سلاح حزب الله".

وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد عمليات الإغتيال والقصف التي تقوم بها الطائرات الاسرائيلية في الجنوب والبقاع ، والتي أصبحت شبه يومية وهو ما يثير مخاوف اللبنانيين من إحتمال قيام إسرائيل بعدوان واسع على لبنان على غرار عدوان أيلول 2024 والذي أدى إلى تدمير القرى الجنوبية المحاذية للشريط الحدودي مع فلسطين المحتلة .

وساهمت تصريحات الموفد الأميركي إلى سوريا توم براك في زيادة البلبلة في الساحة اللبنانية حيث نقلت قناة سكاي نيوز عربية عنه قوله " أن لبنان يعيش حالة الدولة الفاشلة، مشيرا إلى أن الجيش اللبناني يعاني من نقص في الموارد المالية والبشرية، رغم صمود القيادة اللبنانية ".

وقال براك، خلال كلمته في منتدى حوار المنامة، إن على القيادة اللبنانية التحرك بوتيرة أسرع لحصر سلاح حزب الله، داعيا اللبنانيين إلى "اللحاق بركب المفاوضات والحفاظ على حدودهم".

وأضاف أن إسرائيل مستعدة للتوصل إلى اتفاق مع لبنان بشأن الحدود، لكنها "قد تردّ داخل لبنان وفقا للتطورات"، على حد قوله.

والسؤال الذي يطرح نفسه في ظل هذه التطورات هو : هل هناك ضوء أخضر أميركي لإسرائيل لتوجيه ضربة عسكرية للبنان ، لإرغامه على الدخول بمفاوضات مع إسرائيل ؟

كل التطورات والمواقف السياسية والعسكرية على الأرض تؤكد أن بقاء الأمور على ما هي عليه الآن من حالة المراوحة في لبنان ، تعني شيئا واحدا وهو أن لبنان سيدفع ثمنا غاليا إذا لم يتحرك خطوة إلى الأمام سواء في ناحية تنفيذ قرار الحكومة بسحب سلاح حزب الله ، أو الدخول في مفاوضات غير مباشرة مع العدو الأسرائيلي كما قال الرئيس جوزاف عون ، من أجل ضمان إنسحاب إسرائيل من النقاط الخمس المحتلة في جنوب لبنان ، وكذلك وقف الإعتداءات اليومية التي تطال منطقة الجنوب خاصة ، والوصول إلى تفاهم حول الحدود البرية كما جرى سابقا في الحدود البحرية مع إسرائيل.

ويبدو من التطورات العسكرية والمواقف السياسية والتحذيرات الأمنية التي وصلت إلى لبنان ، والتي نقلها مدير المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد خلال زيارته إلى لبنان في الأسبوع الماضي ، حيث التقى الرؤساء الثلاثة أن على لبنان التحرك سريعا في ملف سحب السلاح والمفاوضات مع إسرائيل ، وإلا فإنه سوف يضطر لاحقا إلى دفع ثمنا أكبر.

وقال مصدر مطلع على تفاصيل اللقاء بين الرئيس عون واللواء حسن رشاد ، إن رئيس المخابرات المصري كان ينقل رسالة إلى الرئيس اللبناني بشأن تهديد بتحركات إسرائيلية في الوقت الحالي لشن عملية عسكرية موسعة جديدة على لبنان بدعوى القضاء الكامل على سلاح حزب الله . وكشف المصدر أن القاهرة طرحت مبادرة للوساطة بين الحزب والدولة اللبنانية بشأن الوصول إلى صيغة مقبولة لحصر السلاح في أيدي الدولة، ونزع سلاح الحزب لقطع الطريق أمام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي يجد صعوبة في العودة لحرب غزة مجددا بسبب الرفض الأميركي، ويبحث في المقابل عن معركة جديدة تضمن له تماسك التركيبة الحكومية الحالية. وبحسب المصدر، فإن الرئيس اللبناني أكد لرئيس جهاز المخابرات المصري صعوبة تنفيذ قرار نزع سلاح حزب الله في الوقت الراهن لأن ذلك قد يؤدي لدخول لبنان حقبة جديدة من الحرب الأهلية.

لذلك يبدو أن خيار قيام العدو الإسرائيلي بعملية عسكرية كبيرة في لبنان في الأسابيع القادمة أصبح مرجحا أكثر من أي وقت مضى ، فالحكومة اللبنانية تماطل بتنفيذ قرار سحب سلاح حزب الله لإعتبارات داخلية ، والإدارة الأميركية على ما يبدو قد أقتنعت بوجهة النظر الإسرائيلية بخصوص توجيه ضربة عسكرية للبنان من أجل القضاء على سلاح حزب الله ، ويبقى الأمل في نجاح المبادرة المصرية لنزع فتيل التفجير في لبنان . فهل تنجح القاهرة في منع الكأس المرة عن لبنان ؟

بسام غنوم