العدد 1668 /18-6-2025

تعيش المنطقة على وقع المواجهة المفتوحة بين إيران والكيان الصهيوني التي بدأت فجر يوم الجمعة الماضي بهجوم اسرائيلي غادر على طهران وعدة مواقع أخرى في ايران ، من أجل تدمير المشروع النووي الإيراني والقدرات العسكرية لإيران كما قال رئيس وزراء العدو الصهيوني نتن ياهو.

ومنذ بدأ الهجوم العسكري الاسرائيلي على ايران ثارت تساؤلات عن قدرات إيران على مواجهة العدوان الاسرائيلي عليها ، وعن ما ستؤول إليه نتائج هذه المعركة من متغيرات على الساحة الاقليمية أولا ، وعلى المنطقة ككل في ظل دعوات نتن ياهو السابقة ل" اسرائيل الكبرى " هو ووزراءه بن غفير وسيموتريتش ، وغيرهم من الصهاينة المجرمين ثانيا ، الذين اعلنوا صراحة انهم يريدون تدمير المسجد الأقصى قريبا جدا وإقامة هيكل سليمان المزعوم مكانه.

ورغم وضوح الاهداف الصهيونية من عدوانها المستمر على إيران وبدعم واضح وكبير من الولايات المتحدة الأميركية لتحقيق الأهداف الاسرائيلية في المنطقة ، ورغم استمرار اسرائيل في قتل أهلنا في غزة ، وتواطؤ الدول العربية في دعم الإجرام الصهيوني والدفاع عن أمن الكيان الصهيوني ، يقول البعض عن هذه المواجهة المفتوحة بين إيران والعدو الصهيوني " اللهم أهلك الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين".

وهنا يطرح السؤال التالي : هزيمة إيران على يد الكيان الصهيوني في المواجهة القائمة ، هل يخدم مصالح المسلمين في المنطقة ؟

بداية لابد التأكيد على عدة أمور قبل الاجابة على هذا السؤال وهي :

-عدونا هو اسرائيل وهي التي تحتل أرضنا وتقتل ابنائنا وتستبيح دماءنا في غزة وفلسطين ولبنان وسوريا وغيرها منذ ماقبل الإعلان عن قيام دولة اسرائيل في العام 1948 ، ورحم الله الشهيد سيد قطب الذي الف كتاب عنوانه " معركتنا مع اليهود" ، وللأسف الشديد مع ترسخ الوجود الاسرائيلي في المنطقة عبر عقود أصبح بعضنا يرفض مقولة الشهيد سيد قطب ، وجاءت "معركة طوفان الأقصى"في 7 أكتوبر 2023 وأكدت فعلا أن معركتنا الحقيقية هي مع اليهود ، وان أميركا وأوروبا ومعظم الدول العربية متواطئون في هذه الحرب على الإسلام والمسلمين أولا ، وعلى القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ثانيا.

-الخلاف السياسي والمذهبي مع إيران سواء بسبب الحرب في سوريا وما قامت به من دعم ومساندة لنظام المجرم بشار الأسد ، هو مشروع ومبرر، كذلك ما اثارته إيران في المنطقة من حساسيات و نعرات مذهبية وطائفية أيضا مفهوم ومبرر ومحل اعتراض من قبل أهل السنة والجماعة . لكن هذا الاعتراض على سياسة إيران في المنطقة لا يمكن أن يكون مبررا للوقوف الى جانب اسرائيل عدوتنا الاساسية في هذه المواجهة ، وإلا اصبحنا مع إسرائيل وأميركا في صف واحد وهم الذين يريدون تغيير وجه المنطقة لتصبح صهيونية بالكامل ، ومشاريع التطبيع القائمة حاليا في المنطقة التي تشرف عليها أميركا واسرائيل وأوروبا ، وسياسة تغيير المناهج في الدول العربية ، وملاحقة العلماء المسلمين الذين يعادون هذه التوجهات وزجهم في السجون والمعتقلات هي سياسة أميركية اسرائيلة تنفذ بيد بعض الحكام العرب ، فهل نقبل على أنفسنا هذا الأمر ؟

المواجهة الجارية حاليا بين إيران والعدو الصهيوني شعارها القضاء على قدرات إيران النووية والعسكرية ، هدفها الأساسي جعل المنطقة من المحيط الى الخليج تحت الهيمنة الأميركية والاسرائيلية ، وهذا الهدف إذا تحقق لاسمح الله ، يعني هزيمة كبيرة للمسلمين وانتصار للمشروع الأميركي الصهيوني في المنطقة.

بالخلاصة عندما تكون المعركة مع العدو الصهيوني ، لا يمكننا أن نقف على الحياد لأن معركتنا مع اليهود القتلة المجرمين ، والخلاف مع إيران وسياساتها ومواقفها لايبرر الوقوف على الحياد في مواجهة إسرائيل.

بسام غنوم