العدد 1690 /19-11-2025

دعا الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، اليوم الاثنين الحكومة اللبنانية إلى التوقف عن تقديم "تنازلات" للاحتلال الإسرائيلي، مشدداً على ضرورة التوحّد لمواجهة العدوان على لبنان. وقال قاسم، في كلمة له خلال احتفال الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد المسؤول الإعلامي في الحزب محمد عفيف، بغارة إسرائيلية على منطقة رأس النبع في العاصمة بيروت، إن الحكومة التي يتبع وزراء فيها للحزب "تُخطئ عندما تسلك طريق التنازلات طمعاً بإنهاء العدوان"، مشيراً إلى أن كل العروض المسبقة "كانت من طرف واحد ولم تثمر"، قاصداً بذلك خطة الجيش لحصرية السلاح، والانتشار في جنوب نهر الليطاني، وإعلان الاستعداد للتفاوض، وإقرار مبادئ ورقة الموفد الأميركي توماس برّاك التي وصفها بـ"المخزية"، وأضاف أن هذه الخطوات "لم تقابل بأي خطوة إسرائيلية، ولم يعطِ الأميركي أي ضمانة مقابلها".

واعتبر نعيم قاسم أن "الاعتداء الإسرائيلي على قوات الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل) والمدنيين يدلّ بوضوح على أننا أمام عدوان خطير له امتداداته ويجب أن نواجهه بكل الوسائل والأشكال الدبلوماسية والسياسية"، وأضاف: "يجب أن نكون قلباً واحداً ويداً واحدة في مواجهة العدو الإسرائيلي ومن ورائه أميركا"، مشدداً على أن "هناك اليوم ضغوطات كثيرة، لكنها لن تنجح مع الصمود، فنحن نتحمّلها كمرحلة، وفي النهاية الباطل له جولة، ‏لكنه لا يربح كل الجولات".

وأشار الأمين العام لحزب الله إلى أن "‏ما يجري اليوم في لبنان ليس عدم تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، بل عدوان موصوف ابتدائي يهدف إلى ‏السيطرة على لبنان وتجريده من قوته. كل أنواع القوة التي يملكها عسكرياً واقتصادياً وسياسياً. يريدون التحكم بلبنان"، مشدداً على أن "العدوان لا يقبل أحدا، لا اليونيفيل، ولا الجيش اللبناني، ولا يقبل ‏بالأصل أن يكون هناك استقرار لا في جنوب لبنان ولا في كل لبنان، ويريد أن يسيطر بحجج مختلفة، وهو يعتدي على ‏الجميع".

كما نصح قاسم الحكومة وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد والمعنيين بأن يوقفوا الإجراءات "التي لا تضيّق على حزب الله فحسب، ولا على جمهوره فحسب، بل تضيّق على كل اللبنانيين"، وذلك في معرض تعليقه على زيارة وفد الخزانة الأميركية إلى بيروت الأسبوع الماضي، وهدفها، برأيه، التضييق المالي على حزب الله، مشيراً إلى أن القرض الحسن "هي مؤسسة اجتماعية لكل الناس، وهي رئة التنفس الاجتماعي لتيسير حياة عموم الناس والفقراء والمحتاجين".

وقد تلت زيارة الوفد الأميركي إعلان مصرف لبنان الجمعة الماضي عن فرض إجراءات وقائية على جميع المؤسسات المالية غير المصرفية المرخّصة منه، بما في ذلك شركات تحويل الأموال، وشركات الصرافة، وغيرها من الجهات التي تقوم بعمليات التداول بالأموال النقدية من العملات الأجنبية وتحويلها من لبنان وإليه، في خطوة وُضعت في مسار الضغط الأميركي من أجل التضييق على حزب الله، وقطع مسارات تمويله.

واعتبر قاسم أن الوصاية الأميركية على لبنان "خطر كبير جداً"، مضيفاً أنها "لا تعمل من أجل استقرار لبنان، بل هي راعية للعدوان وتوجه إسرائيل حول حدود العدوان ليتواءم مع الحركة السياسية والضغط السياسي"، وقال "المقاومة هي بالحقيقة فعلٌ لطرد المحتلّ، وموجّهة ضد العدو الإسرائيلي، وأي توجّه من أي جهة لبنانية أو من أي ‏شخصية لبنانية تعمل لتبرّر للعدو الإسرائيلي بعد التحرير، هذا يعني أنها تريحه بمواقفها، وبالتالي هذا يؤدي إلى إعطاء ‏العدو فرصة داخلية إضافية لاحتلاله".

وأشار إلى أن الدولة اللبنانية بأركانها "مسؤولة في وضع برامج حتى نتمكن من مواجهة هذا ‏العدوان"، مضيفاً "عندما يلتقي معنا المبعوثون الدوليون يقولون الحق معكم، لكن إسرائيل متغوّلة ولا خيار لكم إلا بالتجاوب أي الاستسلام، ونحن نقول لدينا خيار آخر، فالعدوان هو المشكلة وليس المقاومة، ولا أركان الدولة اللبنانية ولا الجيش اللبناني وأداءه". وتبعاً لذلك، نصح قاسم بأن "نتوقف، وأن نقول لا على أساس حقوق لبنان، ونكون معاً جميعاً، ولو بقي بعض ‏المتلوّثين بالرغبة في السيطرة واتباع الأجنبي، سننجح معاً إذا كنا وقفنا جميعاً".

وأردف نعيم قاسم في كلمته: "من يقول إن المقاومة مشكلة لأنها لا تستسلم، يقبل أن يسلّم البلد إلى إسرائيل، ونحن لا نقبل. نحن شركاء في هذا البلد، ولنا ‏كلمتنا، ومعنا قسم كبير من الشعب اللبناني والقوى السياسية اللبنانية والحليفة".