العدد 1669 /25-6-2025
بعد 12يوما من
التصعيد العسكري بين إيران ، يطرح السؤال: من هو المنتصر في هذه الحرب القصيرة
والمكلفة؟
الإجابة
ليست بسيطة، لأن طبيعة الصراع وأبعاده السياسية والعسكرية تجعل تحديد المنتصر
أمرًا معقدًا.
إسرائيل: إنجازات تكتيكية... ولكن
من وجهة نظر إسرائيل، الضربات التي
استهدفت المنشآت النووية ومراكز القيادة، بالإضافة إلى اغتيال شخصيات بارزة،
تُعتبر نجاحًا مهمًا، خاصة مع الدعم الأمريكي الذي ساعد في الإتفاق على وقف إطلاق
النار بسرعة.
نجاح الجبهة الداخلية في امتصاص
الصواريخ وإنهاء الحرب دون دمار واسع في المدن الكبرى يُعد إنجازًا استراتيجيًا.
لكن الصواريخ الإيرانية وصلت لأهداف
حساسة، وأظهرت إيران قدرتها على الرد وتجاوز الحواجز لنقل المعركة إلى الداخل
الإسرائيلي.
إيران: قدرة الردع... مقابل تكلفة عالية
رغم الأضرار الكبيرة التي لحقت
بمواقعها النووية، أثبتت إيران معادلة الردع وصورتها كدولة قادرة على مواجهة
إسرائيل عسكريًا.
إطلاق الصواريخ من الأراضي الإيرانية
والمناوشات في جبهات متعددة أظهرت قدرة طهران على فتح أكثر من جبهة في الوقت نفسه.
لكن لا يمكن تجاهل الخسائر الكبيرة في
برنامجها النووي، والتأثير الاقتصادي والسياسي السلبي، خصوصًا مع العقوبات الدولية
المشددة.
الولايات المتحدة: وسيط القوة ومهندس
الإيقاع
تدخل الولايات المتحدة عسكرياً وضرب
المواقع النووية الإيرانية بتدخل مباشر ، ومن ثم العمل على فرض وقف إطلاق النار
يمكن اعتباره انتصارًا عسكرياً ودبلوماسيًا يعكس قدرتها على التحكم بالصراع، ومنع
تحوله إلى مواجهة أوسع.
مع ذلك، يرى البعض أن هذا التدخل جاء
متأخرًا، ولم يمنع الحرب بل وقف تمددها فقط، مما يثير تساؤلات حول حدود الدور
الأمريكي في المنطقة.
لا منتصر فعلي… بل خسائر مشتركة
رغم قصر الحرب، لم تظهر هناك جهة
منتصرة بوضوح.
لكل طرف "نصره" الذي يروّج
له:
* إسرائيل أوقفت خطرًا كانت تراه
وجوديًا
* إيران كسرت حاجز الرد وأكدت جاهزيتها
العسكرية
* الولايات المتحدة فرضت إيقاعها في
اشعال فتيل الحرب وإيقافها
لكن في الواقع، كانت هذه الحرب جرس
إنذار كشف هشاشة الاستقرار الإقليمي وسرعة الانزلاق نحو مواجهة مفتوحة، مع محدودية
خيارات الرد وانكشاف العمق الاستراتيجي للطرفين.
خاتمة: نقطة تحول... لا انتصار
يمكن القول إن هذه الحرب القصيرة كانت
نقطة تحول أكثر منها انتصارًا لأي طرف.
أجبرت الجميع على إعادة تقييم أدواتهم
وتحالفاتهم وخطط الردع. وربما أرست أساس هدنة طويلة أو فتحت باب حرب أكبر إن لم
يُعاد ضبط الإيقاع الإقليمي.
المنتصر الحقيقي هو من يستخلص الدروس
من هذا التصعيد ويحولها إلى حلول ذكية تمنع انفجارًا مستقبليًا قد يكون مدمرًا.
وسام
الحجار