العدد 1386 / 13-11-2019

قتل متظاهر، ليل الثلاثاء، في منطقة خلدة جنوبي بيروت، خلال عملية إغلاق المتظاهرين الطرق بالعاصمة، بعيد انتهاء لقاء صحفي عقد مع رئيس الجمهورية، ميشال عون.

وبحسب ما أفادت "الأناضول"، فإن إحدى السيارات رفضت الوقوف بعدما قطع المتظاهرون الطريق السريع في خلدة، وعندما حاول علاء أبو فخر منعه، ترجّل أحد الراكبين من السيارة، وأطلق ثلاث رصاصات عليه، وأصابه في رأسه أمام عائلته.

وعقب نقله إلى مستشفى كمال جنبلاط في الشوف، فارق علاء أبو فخر الحياة.

وأعلن الحزب التقدمي الاشتراكي، الذي يترأسه الزعيم وليد جنبلاط، ليلا، مقتل أحد كوادره

علاء أبو فخر، بإطلاق النار عليه في منطقة خلدة، جنوب بيروت.

وأوردت قيادة الجيش في بيان أن أحد عناصرها "اضطر" لإطلاق النار على مجموعة من المتظاهرين خلال قطعهم الطريق في محلة خلدة، أثناء مرور آلية عسكرية، وحصول "تلاسن وتدافع مع العسكريين". وذكرت أنها أوقفت العسكري، وباشرت التحقيق معه.

وفي وسط بيروت، كتب متظاهرون بالشموع على الأرض: "علاء فخر الثورة"، مؤكدين أن ما حدث لن يثنيهم عن مواصلة تحركهم السلمي.

ويشهد لبنان تظاهرات غير مسبوقة منذ 17 تشرين الأول ، شارك فيها مئات الآلاف المطالبين برحيل الطبقة السياسية مجتمعة. ويشكو هؤلاء من الفساد المستشري، وسوء الخدمات العامة، وترهل البنى التحتية، وفشل الحكومات المتعاقبة في حل الأزمات الاقتصادية.

واحتجاجا على مواقف أدلى بها عون، بادر متظاهرون غاضبون ليل الثلاثاء الأربعاء إلى قطع طرق رئيسية في وسط بيروت وفي شمال البلاد وجنوبها وشرقها. كما أشعلوا الإطارات المطاطية في مناطق عدة.

وتوترت الأوضاع، خصوصا في محلة الكولا في بيروت، حيث رشق متظاهرون عناصر الجيش بالحجارة لدى محاولتهم فتح الطريق.

وفي حوار تلفزيوني بثته شاشات التلفزة المحلية، اقترح عون تشكيل حكومة "تكنو-سياسية" مؤلفة مناصفة من وجوه سياسية واختصاصيين.

وعن مطلب تشكيل حكومة تضم مستقلين فقط، قال عون مبتسما: "من أين سأفتش عليهم؟ على القمر؟" في بلد يقوم على المحاصصة السياسية والطائفية.

ورغم إقراره بأن مطالب المتظاهرين "محقة"، إلا أنه انتقد عدم وجود أي قياديين في صفوفها. وقال: "دعوناهم إلى لقاء لنتحدث معا.. لكنني لم أتلق جوابا"، في إشارة إلى دعوة وجهها إليهم إثر اندلاع حركة الاحتجاجات.

تصعيد أكبر

وفي وسط بيروت، قال هيثم : "نحن لا نتفاوض، نحن لسنا شركة، ولا نجري مناقصة، نحن في بلد انهار ومات، ونريد بناء وطن". وأضاف أن "الحراك مقدم على تصعيد لممارسة ضغط أكبر على السلطة لإسقاط كل النظام".

وكانت وسائل إعلام محلية أفادت عن استشارات يجريها الحريري لتشكيل حكومة لا تضم وجوها استفزازية، وعن ضغوط أمريكية لاستبعاد حزب الله من الحكومة المقبلة.

ولم ينف عون ضغوط واشنطن لاستبعاد حزب الله -الذي تفرض عقوبات عليه- من الحكومة.

مصارف ومدارس مقفلة

ودعا المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش، في بيان الثلاثاء، إثر لقائه وسفراء غربيين عون، "القيادة اللبنانية إلى "الإسراع إلى أقصى حد في عملية تشكيل حكومة جديدة من شخصيات معروفة بكفاءتها ونزاهتها، وتحظى بثقة الناس"، قال إنها ستكون في "وضع أفضل لطلب الدعم من شركاء لبنان الدوليين".

وكان المتظاهرون صباحا أغلقوا مؤسسات عامة ضمن إضراب عام دعوا إليه في مناطق عدة من بيروت إلى صور جنوبا وعاليه (شرق بيروت) وبعلبك (شرقا) وطرابلس شمالا.

ونفّذ طلاب الثانويات الذي انضموا الأسبوع الماضي بزخم إلى الحراك الشعبي المستمر منذ نحو شهر، وقفات احتجاجية في مناطق عدة.

وأغلقت غالبية المدارس والجامعات أبوابها الثلاثاء في كافة المناطق اللبنانية. وأوعزت وزارة التربية ليلا باستمرار إقفال المدارس أبوابها الأربعاء.

ونفد موظفو المصارف اللبنانية إضرابا الثلاثاء، احتجاجا على إشكالات وقعت بينهم وبين المودعين الراغبين بالحصول على سحب مبالغ من ودائعهم، في ظل قيود مشددة فرضتها المصارف مؤخرا لمواجهة أزمة سيولة حادة.

ويأتي الإضراب غداة محاولة حاكم مصرف لبنان طمأنة مخاوف اللبنانيين، إذ أكد أن الأولوية هي الحفاظ على استقرار الليرة اللبنانية، وحماية أموال المودعين في المصارف. وقال إنه طلب من كافة المصارف أن تعيد النظر بإجراءاتها المتشددة.