العدد 1694 /17-12-2025
في اطار الجهود والتحركات السياسية
والإعلامية والشعبية التي تقوم بها بعض الشخصيات والقوى الوطنية اللبنانية لمواجهة
الاحتلال الإسرائيلي والتدخلات الخارجية تم يوم السبت الماضي اطلاق مشروع وطني
جديد بعنوان : مرصد السيادة والحرية ، وذك من خلال لقاء حواري في مقر جريدةالسفير في الحمراء بحضور شحصيات سياسية واكاديمية وإعلامية وفكرية ، وقد
القى الناشط السياسي والإعلامي الأستاذ علي نصار كلمة تحدث فيها عن اهداف المشروع
وابعاده ومن ثم جرى حوار بين المشاركين حول اليات العمل ودور المرصد .
وتضمنت الوثيقة التاسيسية للمرصد الرؤية
التالية : تضاعفت التدخلات الأجنبية في وطننا خلال السنة الجارية. وقد لوحظ أن
كثيراً من موفدي الدول الأجنبية، الذين يزورون لبنان بصفة ديبلوماسية أو سياسية أو
اقتصادية أو أمنية، ينتحلون صفة ممثلي الشعب، ويظهرون عند أبواب السياسة ومنابر
الإعلام للإملاء على المواطنين كافة، خصوصاً المسؤولين المنتخبين، عما يجب أن
يفعلوه في قضايا الحكم وأمور الدولة، التي تقع في نطاق الحُرُمات الدستورية
والسياسية الوطنية.
وأضافت الوثيقة : تستند معظم تدخلات
الموفدين الأجانب إلى جرائم "الحرب الهجينة المفتوحة"، التي يرتكبها جيش
الإحتلال الإسرائيلي ضد مواطنينا الآمنين في أراضي الجمهورية. إذ أنهم يتعمدون
تجاهل بيانات حكومتنا عن تنفيذها التام لكل موجبات توقيعها، مع حكومة العدو
"الإسرائيلي"، على اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024. حتى
صار أكثر المواطنين يتشاءمون من زيارات هؤلاء الموفدين، ويرونهم يداً للعدو على
بلدنا.
وتتابع الوثيقة : يتقصد الموفدون
الأجانب، لا سيما من الولايات المتحدة الأميركية، إذلال السيادة الوطنية التي
تعود، حصراً، إلى الشعب اللبناني وممثليه الدستوريين. وقد شاهدناهم في الإعلام وهم
يطلبون من ممثلي السيادة أن يستسلموا لإرادة كيان العدو "الإسرائيلي"،
الذي يشكل مصدر التهديد الرئيسي لوطننا منذ إنشائه في عام 1948. بل إنهم يهددون
الجيش الوطني اللبناني بالعقوبات إن لم ينقلب إلى شرطة أمن داخلي.
وتضيف الوثيقة : إن التدخلات الأجنبية
التي تتم تحت لافتة "الصداقة"، باتت تهدد بإضعاف السيادة أو تدميرها.
لأن الموفدين الأجانب يعملون على تفكيك وحدة الشعب اللبناني وسلبه إرادته السياسية
وحريته الوطنية. وذلك، لكي يسهلوا تحقيق الهدف الأساسي لمساعيهم، ألا وهو إعادة
"إسرائيل" إلى صلب المعادلة السياسية الداخلية. ونتائج هذا الهدف معروفة
من اللبنانيين، لأنه طريق الحرب الأهلية، وقد خبرنا، جميعاً، ويلاتها وعشنا
خرابها.
وتختم الوثيقة : وحرصاً على السيادة
والحرية، قررنا نحن المواطنون الموقعون على هذا الإعلان، واستناداً إلى حقوقنا
الدستورية والقانونية، تأسيس هيئة جماعية عامة، مفتوحة، تحت مسمى "مرصد
السيادة والحرية"، ومقرها بيروت. وهذه الهيئة المدنية المستقلة، تهدف إلى
الدفاع عن سيادة لبنان وحرية شعبه من أخطار التدخلات الأجنبية الجارية.
وجرى النقاش بعد ذلك حول اليات العمل
وتمويل المشروع والدور المنوط من المرصد، فاكد المشرفون على المرصد ان الهدف
الأساسي مواجهة التدخلات الخارجية ، سواء من خلال الرصد والمتابعة او عبر التحرك
الميداني والفعلي ، وان تمويل المشروع سيكون من المواطنين اللبنانيين ومن خلال
التطوع ، وانه خلال الأيام المقبلة سيتم الإعلان عن كيفية انطلاق العمل وكيفية
التعاون من اجل بلورته وتطويره .
وينضم هذا المرصد الى مجموعات خطوات وطنية
بدانا نشهدها على الصعيد اللبناني من قبل شخصيات وقوى حزبية وسياسية وإعلامية
وثقافية لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي والدور الأميركي المتزايد في الشأن اللبناني
ومنها المسيرة التي انطلقت في الذكرى الأولى لمجزرة البيجر والمسيرة التي شهدها
شارع الحمراء ضد الاحتلال الإسرائيلي واطلاق الجبهة الوطنية لإنقاذ لبنان وكذلك الإعلان
عن تشكيل تحالف القوى الوطنية والاعتراضات
على اشراك شخصية لبنانية مدنية في لجنة مراقبة وقف اطلاق النار ( الميكانزيم) .
فهل ستنجح هذه الخطوات في بلورة مشروع
وطني جديد لمواجهة مختلف التحديات ؟ ام ستبقى خطوات محدودة وغير فاعلة في المشهد
السياسي والإعلامي والشعبي ؟
قاسم
قصير