العدد 1375 / 28-8-2019

مؤسسة القدس الدولية تطلق تقرير "عين على الأقصى" الثالث عشر: دعم سياسي وأمني إسرائيلي لتقويض الوضع القائم في الأقصى والاحتلال يتراجع في هبة باب الرحمة

عقدت مؤسسة القدس الدولية يوم الأربعاء 21/8/2019، مؤتمرًا صحفيًّا في العاصمة اللبنانية بيروت لإطلاق تقريرها السنويّ الثالث عشر "عين على الأقصى" الذي يرصد تطورات الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد والمواقف وردود الفعل المختلفة بين 1/8/2018 إلى 1/8/2019، بحضور شخصيات دبلوماسية وسياسية ودينية وفكرية وإعلامية وممثلين عن القوى الأحزاب الفلسطينية واللبنانية.

وقال معالي الأستاذ بشارة مرهج نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية في كلمة الافتتاح:" إن المسجد الأقصى المبارك في خطر حقيقي يستهدف هويته ومعالمه وأجزاءه، ونيران التهويد لم تنطفئ منذ الإحراق وما قبله، فالاحتلال في سعيه المحموم إلى تحويل القدس إلى مدينة عبرية غاص أسفل الأرض شاقاً النفق تلو الآخر، محاولاً عبثا أن يجد أثراً بسيطاً عن هيكلٍ مزعوم له ".

واستعرض مدير عام المؤسسة الأستاذ ياسين حمود أبرز ما جاء في التقرير، وقال:" في ظلّ التطورات التي تشهدها المنطقة والتطورات التي تجلت على مستوى صفقة القرن، يمر المسجد الأقصى في مرحلة في غاية الدقة والخطورة، إذ يتعاظم فيها حجم المخاطر المحدقة بالمسجد في ظلّ مساعي الاحتلال إلى فرض أمر واقع يناسب روايته. وفي الوقت الذي يضع الاحتلال جهده لتعزيز مكتسباته في الأقصى، فإنّ العام الماضي شهد انتصار المقدسيين في هبة باب الرحمة، وهو انتصار عطّل مشروع الاحتلال الذي يهدف إلى السيطرة على الأقصى ابتداءً من المنطقة الشرقية".

وقال:" ظهر دور المستوى الأمني في تعزيز فكرة الوجود اليهودي في الأقصى في محطتين: هبة باب الرحمة، و"يوم توحيد القدس"، أو استكمال احتلال القدس. وعمل المستوى الأمني بتوجيه من الوزير إردان على منع تكريس مبنى باب الرحمة على أنّه مصلى، وسمح إردان للمستوطنين باقتحام الأقصى في يوم "توحيد القدس" بالتزامن مع 28 رمضان".

وأشار إلى دعوة منظمات المعبد إلى إنهاء الوصاية الأردنية على الأقصى، موضًحا أن "منظمات المعبد" تعرضت لانتكاستين في السنة الماضية، تمثلتا في فشلها في الحشد لعيد الفصح العبري، وفي هبة باب الرحمة.

وعلى مستوى المشاريع التهويدية في الأقصى ومحيطه، قال مدير عام مؤسسة القدس:" شهدت مدة الرصد تطورات خطيرة لتشويه الحزام الجنوبي للمسجد الأقصى، ومن ذلك قرار لبلدية الاحتلال في القدس بمصادرة عشرات الدونمات من أراضي سلوان تحت ادعاء "البستنة"، وفي سياق استهداف الأقصى والبلدة القديمة، وافقت "اللجنة الوطنية لتطوير البنية التحتية في القدس" على خطة بناء القطار الهوائي "التلفريك" الذي سيسهل وصول المستوطنين والسياح إلى حائط البراق المحتل. كذلك، أصدرت بلدية الاحتلال في القدس تراخيص لبناء عشرة أبراج للسيارات في محيط البلدة القديمة. وكان من أبرز التطورات على مستوى الحفريات والأنفاق افتتاح النفق المسمى "طريق الحجاج" الممتدّ من عين سلوان جنوب الأقصى إلى منطقة باب المغاربة في سور الأقصى الغربي. وقد شارك في افتتاح النفق، إلى جانب الشخصيات الإسرائيلية التي حضرت الافتتاح، كل من دافيد فريدمان، سفير الولايات المتحدة الأمريكية في كيان الاحتلال، وجيسون غرينبلات، مبعوث البيت الأبيض للشرق الأوسط، لتأكيد التبني الأمريكي للرواية الإسرائيلية حول القدس".

وفي المواقف الدولية، قال:" ترواحت الردود الدولية من الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على المسجد، من اقتحامات وإغلاق للأبواب، واستمرار للحفريات، بين القلق، والاستنكار، والتحذير، والمساواة بين الضحية والجلاد، وتميز الموقف الأمريكي بدعمه المقلق للاحتلال,

وأكد أهمية الموقف الشعبي من القدس والأقصى، وقال:" لم يغب الأقصى عن تفاعل الجماهير العربية والإسلامية مع ملاحظة فتور هذا التفاعل نتيجة الأوضاع الداخلية في البلدان العربية، وقد عُقد في بيروت، ملتقيان سياسيّان شعبيّان تحت عنوان "متحدون ضدّ صفقة القرن"، وكذلك شهدت بعض الدول العربية والإسلامية فعالياتٍ تضامنيةً مع الأقصى في بعض المناسبات والمحطات لا سيما في هبة باب الرحمة.

وختم حمود أبرز التوصيات التي وردها التقرير، فدعا حمود السلطة الفلسطينية إلى العمل الجدي لتحقيق المصالحة الفلسطينية الناجزة بما يخدم وحدة الصف، والتفرّغ لمواجهة العدو الحقيقي وإنهاء العمل بالاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال، والاستفادة من توسيع التمثيل الفلسطيني في مجلس الأوقاف لتعزيز الدفاع عن الأقصى في وجه اعتداءات الاحتلال.

وطالب حمود الأردن بالتعامل بحزم مع اعتداءات الاحتلال على الأقصى، والدفاع عن الحصرية الإسلامية في إدارته، والتمسك بالموقف من باب الرحمة، وعدم الرضوخ لما يقوم به الاحتلال من محاولات لانتزاع موافقة أردنية على إغلاق باب الرحمة تحت ذريعة الترميم لتحويله إلى مكتب للأوقاف.

وطالب حمود الحكومات العربية والإسلامية بالوقوف في وجه صفقة القرن، ورفضها، وتوفير الدعم الحقيقي والمباشر للقدس والمقدسيين والأقصى، من دون الحاجة إلى أن يمرّ الدعم في القنوات الأمريكية أو يخضع لموافقتها ورؤيتها عبر ورش ظاهرها اقتصادي تخدم الاحتلال الإسرائيلي.

ودعا حمود شعوب الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى الضغط على الحكومات لإنهاء التطبيع مع الاحتلال، والمساهمة في حملات الدعم المالي المخصصة للقدس والأقصى، للمساهمة في تثبيت المقدسيين ودعم صمودهم، ورفد الموقف الشعبي في فلسطين المحتلة، بكل الفعاليات الشعبية التي توصل رسائل الدعم المعنوي والتضامن.

وتخلل المؤتمر الصحفي عرض مصور قدمه رئيس قسم الأبحاث والمعلومات في مؤسسة القدس الدولية ، استعرض فيه تطورات هبة باب الرحمة وصولًا إلى انتصار المقدسيين وفتح مصلى باب الرحمة الذي يقع في صلب المطامع الإسرائيلية لتحويله إلى كنيس يهودي.