العدد 1693 /10-12-2025
قاسم قصير
شهدت
مدينة إسطنبول التركية، يومي السبت والأحد6 و7 كانون الأول 2025، انعقد مؤتمر "العهد للقدس" تحت عنوان
"نحو تجديد إرادة الأمة في مواجهة التصفية والإبادة" على مدى يومين بمشاركة
أكثر من 300 شخصية من أكثر من 30 دولة، وذلك بهدف تجديد موقف الإجماع الشعبي
العربي والإسلامي والعالمي المتمثل في إدانة الإبادة "الإسرائيلية" في
غزة وتجريمها وتفعيل جهود ملاحقة مرتكبيها، ورفض التطبيع العربي والإسلامي مع
العدو الصهيوني بكل أشكاله، وتأكيد حق
الشعب الفلسطيني في المقاومة حتى استعادة كامل حقوقه، وكذلك استعادة القدس
بهوّيتها العربية ومقدّساتها الإسلامية والمسيحية.
وانعقد
المؤتمر بدعوة من "مؤسسة القدس الدولية" ومشاركة مؤسسات شعبية وأهلية
عربية وإسلامية، من بينها "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"،
"المؤتمر القومي الإسلامي"، "المنتدى العالمي للوسطية"،
"رابطة برلمانيون من أجل القدس"، "منتدى مسلمي أوروبا"،
"هيئة علماء فلسطين"، "جمعية البركة الجزائرية"،
"الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين".
والقتيت
في المؤتمر كلمات عدد كبير من الشخصيات العربية والإسلامية والدولية المتضامنة
والعاملة من اجل قضية القدس وفلسطين شدّد رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، حميد
الأحمر، في افتتاح المؤتمر، على أنّ "اللقاء يشكل تجسيدًا لإرادة الأمة
وأحرار العالم في رفض كل أشكال التطبيع مع الاحتلال الصهيوني"، مؤكّدًا أنّ
"المؤتمر ينعقد في لحظة حرب إبادة على غزة وحرب تصفية لهوية القدس وتهجير في
الضفة الغربية المحتلة، ومحاولة سحق لقضية فلسطين في أراضي 48 واللاجئين
والأسرى".
واعتبر
رئيس "المؤتمر العربي العام"، خالد السفياني، أنّ "المقاومة
وفلسطين كلها باتت عنوانًا جامعًا للعرب والمسلمين وأحرار العالم في مواجهة ثلاثية
الخطر: عدوانية المشروع الصهيوني، وتواطؤ المنظومة الغربية، وتخلّي أنظمة عربية
وإسلامية اختارت التطبيع، مقابل شعب فلسطيني أدهش العالم بصموده وأطلق أكبر موجة
تعاطف شعبي مع فلسطين في التاريخ المعاصر".
وعبر
اتصال مرئي، قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية - حماس خالد مشعل إنّ
"شعار المؤتمر يعبّر بدقة عن اللحظة التاريخية الراهنة"، محذّرًا من
"مشروع شامل لإعادة هندسة غزة جغرافيًا وديمغرافيًا وأمنيًا، وضرب سلاح
المقاومة وفرض الوصاية على القرار الفلسطيني واستكمال تهويد القدس وضم الضفة
واستهداف الأسرى والمنطقة برمتها تحت عنوان "إسرائيل الكبرى"".
ودعا
مشعل إلى "خطوات استراتيجية من بينها: جعل تحرير القدس مشروع الأمة المركزي،
تسخير الإمكانات لغزة وفك الحصار عنها، رفض كل أشكال الوصاية والانتداب، حماية
سلاح المقاومة، إنقاذ الضفة والداخل الفلسطيني من الاستيطان والتهجير، تحرير
الأسرى، بناء وحدة وطنية حقيقية، اعتماد إستراتيجية عربية وإسلامية في مواجهة
التطبيع والهيمنة، ملاحقة الكيان أمام المحافل الدولية، بناء تحالف عالمي مناصر
لفلسطين على غرار تجربة إسقاط نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا".
من
ناحيته، قال نائب رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، الشيخ محمد
الحسن ولد الددو، إنّ "المجتمعين أنفسهم جزء من المقاومة ما داموا يقفون في
وجه حرب الإبادة ويمثّلون أحرار العالم بمختلف أديانهم وطوائفهم".
من
جانبه، أشار الأمين العام الجديد لـ"مؤسسة القدس الدولية"، الدكتور محمد
سليم العوا إلى أنّ "الهدف الأعلى هو تحرير فلسطين كاملة من البحر إلى
النهر".
أمّا
عضو اللجنة التنظيمية للمؤتمر والباحث في الشأن المقدسي، علي إبراهيم، فتحدث عن
"آليات تحويل هذه المخرجات إلى أدوات ضغط شعبية ومؤسسية فعالة، خصوصًا في ظل
تنامي التطبيع الرسمي وضعف الإرادة الدولية في محاسبة الاحتلال".
وأوضح
إبراهيم أنّ "المرحلة المقبلة ستشهد متابعة منظمة للمبادرات والوثائق التي
سيطلقها المؤتمر"، مضيفًا أنّ "التنفيذ سيتم عبر أُطر عمل فاعلة تشمل
التعاون مع نشطاء دوليين وخبراء قانونيين في دول متعدّدة لدفع مسارات تجريم
الاحتلال في الساحات القانونية الدولية".
والقيت
كلمات لاية الله الشيخ محمد حسن اختري ولممثل حزب الله مسؤول العلاقات الدولية
والعربية السيد عمار الموسوي ولمسؤولين اتراك وللعديد من الشخصيات اللبنانية
والعربية والإسلامية والدولية والتي شددت على الالتزام بقضية القدس وفلسطين .
وعقدت
خلال يومين جلسات عدة بحثت ملف تهويد القدس والاستيطان في الضفة الغربية والأوضاع
في قطاع غزة وتم عرض العديد من المبادرات العالمية حول قضية القدس وفلسطين من
الناشطين والمدافعين عن قضية فلسطين وتم تكريم المناضل الأستاذ معن بشور بوصفه عميدا
للوحدة العربية وعرضت اعمال فنية تجسد القضية الفلسطينية وتم انتخاب الدكتور محمد سليم العوا رئيسا لمجلس
الأمناء واالتجديد للهيئة الإدارية التي
تتابع اعمال المؤسسة وصدر عن المؤتمر عدة عهود تؤكد مواجهة التطبيع والابادة
والعمل من اجل حماية القدس وتحويل القضية الفلسطينية الى قضية عالمية من اجل ادانة
الكيان الصهيوني ومحاكمة المسؤولين فيه .
واهمية
هذا المؤتمر الحضور المتنوع والكبير للقيادات العربية والإسلامية والدولية
والتاكيد على التعاون والوحدة من اجل قضية القدس وفلسطين .
قاسم
قصير