العدد 1580 /20-9-2023
قاسم قصير

لم تنته مهمة المبعوث الفرنسي الرئاسي جان ايف لودريان بعد جولته الاخيرة على المسؤولين اللبنانيين والكتل النيابية والقوى السياسية والحزبية ، بل اعلن في ختام الجولة انه سيعود في اوائل شهر تشرين الاول المقبل لمتابعة مهمته التشاورية او الحوارية بعد ان يجري مشاورات مع دول اللجنة الخماسية ( قطر واميركا والسعودية وفرنسا ومصر) .

ورغم استمرار رفض بعض القوى اللبنانية ( حزب الكتائب والقوات اللبنانية وعدد من النواب المستقلين) مبدأ الجلوس على طاولة الحوار تمهيدا لانتخاب رئيس جديد للجمهورية فان هناك عدة تطورات داخلية واقليمية ودولية قد تساعد بدعم مشروع الحوار والتمهيد للوصول الى توافق بشأن الانتخابات الرئاسية.

فما هي ابرز نتائج جولة المبعوث الفرنسي الاخيرة في لبنان؟ وما هي التطورات الداخلية والاقليمية والدولية التي قد تساعد في الوصول الى تسوية للازمة اللبنانية وانتخاب رئيس جديد للجمهورية؟

نتائج جولة لودريان

بداية ما هي ابرز نتائج الجولة الاخيرة للمبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان ؟ ولماذا قرر العودة في تشرين الاول المقبل؟

كما كان قد وعد عند مغادرته لبنان في شهر تموز الماضي عاد المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان في الاسبوع الثاني من شهر ايلول واجرى لقاءات مع معظم القوى السياسية والنيابية والمرشحين للرئاسة ، وان كان اللقاء الاهم في مقر السفارة السعودية بحضور السفير السعودي وليد البخاري ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان وعدد من النواب السنة وكان محور اللقاء اهمية الحوار للوصول الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية وعدم وجود مرشح محدد من قبل فرنسا والسعودية للرئاسة الاولى وان القرار بالحوار والانتخاب يعود الى اللبنانيين.

وقد ابدى المبعوث الفرنسي دعمه لمبادرة الرئيس نبيه بري والذي دعا الى الحوار لمدة اسبوع والذهاب بعد ذلك الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية ، لكن بعض القوى اللبنانية رفضت كل هذه المبادرات الحوارية ، وقد عمدت القوات اللبنانية وحزب الكتائب الى تصعيد مواقفهم ضد الحوار .

وقد اشيعت بعض المعلومات الصحافية ان المبعوث الفرنسي ابلغ بعض الشخصيات اللبنانية انه تم سحب ترشيح كل من قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية وانه يجري البحث عن شخصية ثالثة للرئاسة ، لكن هذه المعلومات لم تتاكد في ظل اصرار القوى الداعمة لفرنجية على ترشيحه وعدم طرح اي اسم بديل حاليا.

التطورات الداخلية والاقليمية والدولية الجديدة

لكن لماذا قرر المبعوث الفرنسي العودة في شهر تشرين الاول لاستكمال مهمته وعدم الاعلان عن الفشل ؟ وما هي ابرز التطورات التي يمكن ان تؤثر على الاوضاع اللبنانية؟

تشير بعض الاوساط السياسية اللبنانية ان المبعوث الفرنسي قرر العودة الى لبنان في تشرين الاول المقبل بعد ان يجري مشاورات مع المسؤولين في عدد من دول اللجنة الخماسية المعنية بلبنان وهم قطر والسعودية واميركا ومصر ، ولكن السبب الاهم الذي قد يدفع لودريان للعودة حصول عدة تطورات داخلية واقليمية ودولية قد تساعد في الوصول الى تسوية للملف اللبناني ومن هذه التطورات :

اولا : متابعة الحوار بين التيار الوطني الحر وحزب الله وفي حال نجح هذا الحوار في الوصول الى نتائج ايجابية فان ذلك قد يساعد في حلحلة الملف الرئاسي .

ثانيا : حصول تقدم كبير في الحوار حول الملف اليمني بين السعودية وحركة انصار الله وبقية الجهات المعنية بهذا الملف ، وفي حال الوصول الى نتائج ايجابية فان ذلك قد ينعكس ايجابا على الملف اللبناني.

ثالثا : التطور الايجابي في العلاقات السعودية – الايرانية وكذلك علاقة السعودية بحزب الله وهذا قد يساعد في ترتيب الملف اللبناني، وقد جرى مؤخرا اطلافق موقوف لبناني من السجون السعودية.

رابعا : انجاز صفقة تبادل المعتقلين والرهائن بين ايران واميركا والافراج عن اموال ايرانية برعاية قطرية وتطور العلاقات الايجابية بين ايران وقطر وامكانية اشراك ايران الى جانب الدول الخمسة المعنية بلبنان في الجهود لمعالجة الازمة اللبنانية .

كل هذه التطورات قد يكون لها انعكاسات ايجابية على الوضع اللبناني وانضاج التسوية في شهر تشرين الاول المقبل مع عودة لودريان الى لبنان .

فهل تصح هذه التوقعات ام سبيقى لبنان رهينة الخلافات الداخلية والخارجية؟

قاسم قصير